بقلم:نوال السعيد
اثارت زيارة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الى دولة الكويت لغطا في اوساط سياسية وشعبية متعددة، كما هو الامر مع زيارات وجولات سابقة له الى دول عربية او اقليمية.بعض هذا اللغط كان مقصودا واريد من ورائه الاساءة والتشويش وخلط الاوراق، وبعضه الاخر جاء نتيجة عدم فهم كاف لحقائق الامور.وحتى لاتبقى المسائل غامضة ومشوهة يجدر الاشارة الى النقاط التالية:1-ان رئيس المجلس الاعلى زار دولة الكويت بناء على دعوة رسمية من الديوان الاميري الكويتي، اي من امير الكويت. وحظي بأستقبال وحفاوة بالغين وكأنه زعيم دولة ولييس زعيم كيان سياسي.2-لايعني تزامن حدوث الزيارة مع ازمة الطائرة العراقية التي تم احتجازها في بريطانيا على خلفية دعوى قضائية كويتية، القبول والموافقة على ماحصل، بل على العكس تماما فأن الزيارة ساهمت في ازالة بعض اللبس وسوء الفهم والتقدير لدى الطرفين.3-مثلما هناك تواصل مع مختلف الاطراف الاقليمية والعربية، فمن المفروض ان تكون الكويت من بين تلك الاطراف لما لها من حضور وثقل وتأثير، وطبيعة العلاقات المتميزة التي تربط بين الجانبين، والدور الايجابي الذي لعبته الكويت في دعم المعارضة السياسية لنظام صدام طيلة عقد التسعينات وحتى زواله في عام 2003.4-مضافا الى النقطة الانفة الذكر فأن الكويت تعاطت ايجابيا مع متغيرات الوضع العراقي بعد سقوط نظاام صدام، ولم تكن عاملا معرقلا لمسارات العملية السياسية الديمقراطية رغم وجود تراكمات من الحقبة السياسية حاولت بعض الجهات في الكويت وفي العراق ايضا استغلالها لاحداث شروخ في العلاقات بين الطرفين .5-ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي كان سباقا ومنذ عهد مبكر من تأسيسه الى القمة افضل العلاقات مع المحيط العربي والاسلامي، وحريصا على اصلاح ماخربه ودمره النظام الصدامي المقبور لاسيما مع الكويت وايران وسوريا. وزيارة السيد الحكيم الاخيرة للكويت هي استمرار لنفس النهج والاسلوب والسياسة.6-يحتاج العراق في هذه المرحلة بالذات الى ان يشرح ويوضح من خلال زعمائه السياسيين حقيقة الواقع السياسي القائم بعد الانتخابات الاخيرة، ورفع اللبس والتوجس الحاصل لدى هذا الطرف او ذاك، وذلك امر في غاية الاهمية لانه يساهم في استقرار الاوضاع في المرحلة المقبلة.وزيارة رئيس المجلس الاعلى ساهمت في ذلك بمستوى كبير جدا.
https://telegram.me/buratha