قلم : سامي جواد كاظم
السلاح سهل التناول بين العراقيين اليوم وخصوصا المسدس والكلاشنكوف واذا ما حصل شجار بين شخصين فالاستهتار يكون حاضرا على اقل تقدير لاحدهما وهذا ما حصل في الكاظمية ولسبب تافه قام احد المستهترين برفع سلاحه ضد خصمه ورمي عيارات نارية بشكل عشوائي وفجأة صرخ شاب مستطرق لا يتجاوز عمره الخمسة عشر ربيعا صرخ وسقط على الارض صريعا مضرجا بدمه لا علاقة له (بالعركة ).وجاء رجال الشرطة والقوا القبض على القاتل واقام العزاء والد المقتول الذي هو ابنه الوحيد ولا سلوى غيره له في الدنيا .انتهت الفاتحة والسبعة والاربعين وبدأت المفاوضات بين اهل القاتل والمقتول لحل الاشكال ودفع الفصل مع رفض والد المقتول اي مبلغ يعرض عليه مصرا على ان ينال جزاءه العادل لانه مستهتر وسيكرر الجريمة مرة اخرى .وزادت الوساطات من قبل اهل القاتل وزاد المبلغ ولا زال ابو المقتول مصرا على موقفه .سمع بهلول بالقضية وفكر مليا لحل هذه المشكلة فقال لاصحاب العلاقة ان الحل عندي فاذا ما اجتمع ذوي القاتل والمقتول ابعثوا لي حتى احضر ، وفعلا اجتمعا وحضر بهلول ، وبعد ان سمع بهلول ما قاله كل طرف ما بجعبته من كلام التفت الى والد المقتول وقال له انا ارى ان تقبل بمبلغ الفصل افضل، وهز راسه والد المقتول المسكين بالم وحسرة قائلا لا يمكن ذلك ، فقال بهلول بل يمكن ذلك لو سمعت الاسباب التي دعتني بالقول هذا ، قال : هات ما عندك .قال بهلول : ان قبولك بمبلغ الفصل افضل لك للاسباب التالية :اولا : لو لم تاخذ الفصل من الذي يضمن لك بانه سيحاكم ويعدم؟ بل يمكن وبمبلغ بسيط اقل من مبلغ الفصل يطلق سراحه بل ويمكن ياتيه عفو حاله حال ممن سبقوه .ثانيا : لو اعدم القاتل فهل تضمن ان ذويه سينسون الامر لاسيما وان في كل بيت مشجب ثالثا : هنالك من قتل ابناؤهم واباؤهم وذويهم بتفجيرات ارهابية ولم يحصلوا على ما تحصل عليه انت من مبلغ .رابعا : وحتى عوائل الضحايا بعد اجراء المعاملة مع الذلة والاهات والرشاوي يحصلون على التعويض المالي بينما انت ابو القاتل ياتيك الى بيتك ويتوسل بك ويعطيك اكثر مما تدفع الجكومة ثمن ابنائنا من غير اجراء معاملة ، فلو استشهد ابنك في تفجير ارهابي من اين ستقبض من دبش .خامسا : صاحب المسدس عرفته لو كان كاتم صوت من اين لك ان تعرف ؟ اعتبره كاتم صوت اخواني هذه القصة حقيقية باستثناء اضافة شخصية بهلول عليها لاجعلها اكثر تشويقا للقراءة ، والمسكين والد و والدة المقتول يعيشون في حالة ماساوية ومؤلمة بسبب فقدهم ابنهم الوحيد نتيجة استهتار المستهترين الذين لم يردعهم لا قانون ولا اخلاق ، وانا اضع هذه القصة بين يدي المسؤولين في الحكومة العراقية .
https://telegram.me/buratha