بقلم: طعمة السعدي
لم يخلو تأريخنا قديما" وحديثا" من التزوير وقلب الحقائق. ولم تسلم الأحاديث النبوية الشريفة من التحريف والوضع والأختلاق. ولنا في آلاف الأحاديث من شخص لم يلازم الرسول (ص) وندرتها عن أخيه وابن عمه الأمام علي عليه السلام الذي رافقه طوال حياته قبل الدعوة وبعدها خير مثال على ما نقول. أن يأتيك فاسق بنبأ تتبين فيما بعد أنه غير صحيح ، فهذا هو خلق الفاسق. أما أن يأتيك به من يدعي أنه مسلم قيادي ألمفروض فيه أن يكون قدوة لغيره فهذه مصيبة كبرى. فهو اذا كان جاهلا" ، أعذره جهله ، واذا كان يحاول الأجتهاد ، وهو عالم ، فقد خاب اجتهاده وأرجو أن لا يؤجر عليه.
يا أخي يا طارق الهاشمي لسنا في زمن تستحدث فيه الأحاديث ويتم تغيير الكلمات حسب رغبة الحاكم ، لتفرض كحقائق فيما بعد. فبنقرة واحدة على أل Google تظهر كل الحقائق ألتي كانت موجودة بالأمس أو قبل شهرين أو أكثر ويظهر اسمكم القائمة العراقية وليس الكتلة العراقية. ولا مجال لتغييرها أو تزويرها أو تحريفها. أنتم أيها السادة المحترمون القائمة العراقية حتى تأتلفوا مع غيركم وتشكلوا كتلة نيابية ، ونسأل الله أن يوفق كل شريف عفيف وطني عراقي أصيل لا يباع ولا يشترى ولا يرتشي ولا يسرق ولا يكون عميلا" للغرباء الحاقدين على العراق وأهل العراق مهما كانت ألوانهم شرقا" وغربا" وشمالا" وجنوبا".
عرفنا قائمة العراقية وقائمة دولة القانون وقائمة الأئتلاف الوطني العراقي وقائمة وحدة العراق وقوائم أخرى من ألمفروض أنك أنت أعرف الناس بها. انها قوائم ، والقانون أو الدستور يعطي الأحقية للكتلة البرلمانية الأكبر حق تشكيل الحكومة . والكتلة تتألف من قائمتين أو عدة قوائم ، بعد الأنتخابات لا بعدها. وهذا عين ما حصل في بريطانيا حيث بمجرد معرفة رئيس الوزراء كوردن براون بنجاح غريمه ديفد كامرون (الذي حصل حزبه على 306 مقاعد وهي قريبة من نصف أعضاء مجلس النواب الكلي ، وليس ربعها كما هي حالكم) بتشكيل كتلة برلمانية كبرى مع حزب الديمقراطيين الليبراليين ، استقال الرجل (براون) وتمنى التوفيق لمنافسه.. فاذا نجحتم في تشكيل كتلة نيابية كبيرة تزيد على نصف أعضاء مجلس النواب فهو حقكم الدستوري والقانوني لتشكيل الحكومة. وبعكسه ابقوا معارضة برلمانية كما يجري في العالم المتحضر ، أو شاركوا في حكومة ائتلافية لا يحق لكم رئاستها ( بالعفترة وألوسائل التي لم تعد تنفع) وهذا ما أتمناه (مشاركتكم) مخلصا".
قلت في مقابلات تلفزيونية ومقالات قبل التحرير أن الأختلاف أمر حقيقي طبيعي والتطابق في الآراء يكون أو لا يكون. وضربت مثلا" على الأختلاف دماغ الأنسان المنقسم الى قسمين ، كل ينصحه بعمل شيء معين فيحتار أحيانا". اذا اختلف العراقيون فهم ليسوا غير ناضجين أو قصر لأخذ المشورة من دويلات ومشايخ أو دول غريبة. ألحل في العراق وبالتفاهم ، وليس بتشجيع الأجانب على التدخل بشاننا الداخلي كأبناء وطن واحد واخوة (كما هو مفترض) ، ومن يشذ عن العائلة ، فله أن يهجرها ، ولكن لا يحق له وليس من الأخلاق أن يسلط عليها الأعداء والحاقدين.
ان اختيارك لجريدة الشرق الأوسط الأجنبية الوهابية لكتابة مقالتكم اختيار غير موفق. ألا توجد صحيفة عراقية تكتب فيها شأنا" عراقيا" ، أم انك تتكبر على كل ما هو عراقي يا أخي الكريم؟ وماذا لو قام مسؤول آخر بالرد عليك ردا" مناسبا" ، فنصبح مهزلة" للأعراب و للناس أجمعين؟ أرجو ارسال تصحيح لجريدة الشرق الأوسط واخبارهم أنكم لا زلتم القائمة العراقية ولم تصبحوا كتلة لحد الآن.
ان ترشيح أشخاص بعثيين مشمولين بقانون الأجتثاث وانتخابهم أمر مخالف للقانون وألعرف السائد بعد التحرير ، ولو رشح ألمجرم عزة الدوري لفاز في مقعد في مناطق معينة ، فهل نسمح له بأن يكون نائبا"؟ قل لي بربك العظيم وأجبني. ان ما يبنى على باطل هو باطل. وترشيح بعض الأشخاص ضمن القائمة العراقية كان خطا" تتحمله القائمة. لذلك فالحل الصحيح هو الغاء انتخابهم وشطب الأصوات التي صوتت لهم على القاعدة المذكورة التي ملخصها بطلان ما تم بناؤه على باطل.
لا خيار لنا الا خيار البيت العراقي. ولا شأن للأجانب في أمورنا الداخلية. واذا استشاروك أو غيرك من العراقيين في أمر ما من أمورهم ، حق لك وحدك وبأسمك الشخصي أخذ النصيحة في أمورك الخاصة وليس الشأن العراقي ، لأن الشأن العراقي يهم الجميع ، وأنت أحدهم. واحد فقط ، وولايتك منتهية ، وأنت نائب بين نواب ، لحين حصولك على منصب آخر ، اذا حصلت عليه.
وكلمة أخيرة الى الأخوة في القائمة العراقية . لا أحد ينكر عليكم حقكم في المشاركة بالحكم أو البقاء في المعارضة ، ولكنكم نسيتم أن اسم قائمتكم القائمة العراقية مما يدل ظاهرا" على حبكم للعراق، فأخذتم تهددون وتتوعدون وتريدون تخريب العملية السياسية ونزولكم الى الشارع والعصيان المدني (وربما غيره بمساعدة دول جوار السوء). أقول لكم بأخلاص: غيروا لهجتكم ، فالعنتريات ولغة أبو طبر ووسائل صدام لا تجدي. ثم ما هي نتيجة التصعيد؟
وهل تريدون بربع أعضاء مجلس النواب ابتزاز الآخرين وحجزهم كرهائن؟
هل تريدون عراقا" واحدا" وشعبا" متحدا" قويا" ، أم ثلاث دويلات صغيرة ؟ هل نسيتم دويلات الطوائف في الأندلس ، والدويلات في أواخر العهد العباسي وما نتخ عن ذلك من خراب وعصور مظلمة؟ واذا التجأتم الى الأجانب ، فلماذا تشتمون الآخرين بادعاء أنهم عملاء لأيران؟
ألم تسمعوا أو تقرأوا قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم ؟
أم لم تقرأوا قول الله عز وجل :
وأعتصموا بحبل الله جميعا" ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء" فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا" وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم لعلكم تهتدون. صدق الله العظيم
ألم يكد يذبح بعضنا" بعضا" بعد تفجير مرقدي الأمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في أوائل عام 2006 وأنقذنا الله من الفتنة ومدبريها البعثيين وعصابة القاعدة الكافرة بدين الله ألحق الحقيقي؟
واذا أصررتم على اشراك الغير في الشأن العراقي فان جزر القمر وجيبوتي تعتبان عليكم (وظال على خاطرهما ، يعني زعلانتان عليكم) فأسعفوهما بزيارات مكوكية ، أم لا فائدة منهما؟ أنتم أعرف ، والله الأعلم.
أللهم احفظ العراق ، وكل عراقي يحب العراق وأهل العراق ، كل أهل العراق.
طعمة السعدي
https://telegram.me/buratha