وائل حمود
مرة أخرى يثبت أعداء الشعب والوطن أنهم عند حسن ظن مخططات ونوايا دول الجوار "الشقيقة"!! التي تقوم بمهمة التمويل والتدريب والتحريض ثم التفجير والتفخيخ و "التلصيق"!.. مرة أخرى يقومون بعمليات "نوعية"! عالية الجودة والتخطيط وذات اثر نفسي وميداني فعال.. مرة أخرى وهناك مرات قادمة سوف تثبت أن العصابات القليلة المتفرقة قادرة على القيام بعمليات مؤذية ومؤثرة ضد سلطة وحكومة وقيادات أمنية واستخباراتية وعسكرية أخرى مدججة بالسلاح ومدربة تدريب جيد ولكنها خاوية وخالية من الإخلاص والوفاء ونكران الذات ومبادئ الأخلاق, مجرد آلات تتحرك بأوامر المراتب الأعلى وتنفذ ما يطلب منها في اليوم أو في الشهر أما مبدأ المبادرة أو حسن تقدير الظواهر العدائية أو روح التصدي والتفاني والتحدي والمواجهة ساعة حدوثها فهي في أدنى مراتبها المطلوبة ويستسلموا وينهاروا في أول المواجهة والمباغتة فلا يعرفوا كيف يتصرفوا بل لا يعلموا كيف يتفادوا الموت ويبحثوا عن منافذ الهروب والهزيمة ومن ثم التسليم أو القتل وخاصة في مراكز التفتيش في المناطق النائية عن بغداد قليلاً.. فترى عناصر هذه الوحدات التي يعتمد عليها اعتماداً مهما في التصدي ونقل الإحداثيات؛ نرى أكثرهم منهمكون في إعداد الشاي أو القهوة أو العبث بالموبايلات التي منع استعمالها أثناء الواجب ولكن المنع لم يطبق!! وتجد هناك نفر أو اثنين خارج الملجأ هم الذين يقومون بمهمة التفتيش "العشوائي" والمراقبة وغير ذلك دون مساندة أو حماية من بعيد , من جانب آخر فإن البعض من هذه النماذج من عناصر الحرس الوطني وبعض قوى الأمن الأخرى هي منحدرة من بقايا "فدائيي صدام" و "جيش القدس" و بقايا "الجيش الشعبي" ولدى أكثرهم الاستعداد التام خوفا أو طمعاً للتعاون مع القتلة والمجرمين والإرهابيين وتسهيل مهمتهم في الاختراق والعبور, هذه هي نقطة مهمة وخطيرة في كيان التشكيلات الأمنية والعسكرية المكلفة بالحراسة ونقاط التفتيش؛ إن عمليات التفتيش على هذه النقاط ليس لها أي أثر في تصحيح سلوك المنحرفين منهم ومتعاطي المخدرات ففي دقائق التفتيش من قبل الضباط المختصين تجد هؤلاء في غاية الطاعة والامتثال وفي أرقي مراسم الاحترام وأخذ التحية الأنيقة والأصوات الهادرة بالطاعة والفداء وعند مغادرة ضابط التفتيش ومَنْ معه يعود هؤلاء إلى وضعهم المتراخي واللامبالي بل التآمري المتعاون مع أعداء الشعب والوطن في بعض الحالات. تلك هي صورة مصغرة لجانب مهم في استمرار العمليات الإجرامية, ومن هنا نذكر في إجراء مهم وفعال في كشف الخونة والعابثين في قواتنا الأمنية في محافظة "القائم" أو غيرها وهي فحص عناصر الحرس الوطني وشرطة المراكز والتأكد من أنهم لا يتعاطون المخدرات والحشيش وقد أثمرت هذه التجربة في إبعاد الكثير من تلك العناصر بل الأحسن زجهم في السجون والمعتقلات أو نفيهم لأن هؤلاء سيكونون المادة الفاعلة في عمليات التفجير والمفخخات إذا طردوا وسرحوا من وظائفهم. ونرى أن تعميم هذه التجربة في كافة محافظات القطر وعلى كافة العناصر المشكوك في أمرها وهي معروفة من هيئتها وتصرفاتها ومنهم "الحفافة والمائعين"!! وذوي الأخلاق السيئة في التصرف الشاذ والكلام البذيء والمجردين من كافة أنواع الأخلاق إلا الأخلاق الصدامية البعثية المتأصلة في دمائهم. هؤلاء هم واحد من الأخطار والأسباب التي عن طريقهم وبوجودهم تتكرر عمليات التفجير والإجرام.
السبب الآخر لهذه الاستمرارية في القيام بعمليات التفجير والتفخيخ هو اختراق واضح وملموس في صفوف الوزارات الأمنية وعمليات بغداد مما يسهل للمجرمين أعمالهم وتزويدهم بالمعلومات المطلوبة والقيام بالحماية والتغطية.. حتى أن قسماً منهم ألقي القبض عليه وما أن دخل مركزاً للشرطة قبل ترحيله حتى اختفى من ذلك المركز بعد نصف ساعة.. مما يعني أن هناك جماعات مسؤولة عن متابعة المنفذين وحمايتهم بوسائل عديدة وصرف أموال مغرية مما زود بها الدكتور أياد علاوي من السعودية وما زود به من دول الجوار الأخرى من لوجستيات مطلوبة وضرورية ودعم مستمر من منظمات وجمعيات كلها تعمل ليل ونهار على إسقاط الحكومة الحاضرة واستلام الحكم, وما خفي بعد استلام الحكم سيشيب منه رأس الرضيع!!
وليس ببعيدة عنا حادثة هروب "محمد الدايني" الغريبة والتي لم يفصح عن تفاصيلها لحد الآن.. كيف أعيدت طائرته إلى أرض المطار وكيف هرب من المطار ثانية وغاب عن الأنظار وبزغ "فجره وفجوره" في ماليزيا وهو الآن في حصن حصين. أين هي قضيته؟ ومَنْ الذي هربه؟ وإلى مـ آلت متابعته؟ لا ندري. وغير ذلك عشرات الحالات الغريبة العجيبة.
ومن الأسباب الأخرى هي إطلاق سراح الموقوفين أو العفو عنهم بعد أن نالوا قسطاً من التعذيب المهين والجارح للكرامة والشرف حيث تبقى آثار ذلك في نفوسهم وينزعوا إلى الانتقام والمشاركة في أي عملية ضد السلطة أو الناس الأبرياء ليشفوا غليلهم و "يثأروا" لكرامتهم, والسبب في ذلك هو عملية انتقام من الجانب الآخر والمتسلطين على هؤلاء السجناء والموقوفين من قبل عناصر "كان" قد قتل أخٌ له أو أب أو هدم داره على رؤوس عائلته وغير ذلك, وسنعيش في دوامة من الانتقام والانتقام المضاد إلى ما لانهاية.
وهناك موقف قوات الاحتلال التي تدعي أنها انسحبت من المدن وسلمتها إلى القوات الحكومية..وها هي الحكومة بكل ما تملك من إمكانيات لا تستطيع حماية شعبها أو أنفسها من الإعمال الإرهابية وإن وجودها كان أفضل ومن الأفضل أيضاً استدعائها لحفظ الأمن! الذي هو أصلاً وقانوناً دولياً أن القوات المحتلة مسؤولة عن البلد المحتل وتتحمل كامل المسؤولية عن حفظ الأمن والنظام فيه.. فأين قوات الاحتلال وأين حمايتها للناس والبلد... الناس تقتل كل يوم والأمن مخترق والحدود مباحة كل ذلك يجري تحت سمع وبصر قوات الاحتلال وهو هدف من أهدافها في تعميم الفوضى وإشاعة أجواء الجريمة والقتل والتفجير والتفخيخ والاغتيال. إن على الناس أن تعلم أن الحكومة غير مسؤولة عن حفظ الأمن في ظل الاحتلال والمادة السابعة!! سيئة الصيت وهو عذر تتمسك به الحكومة دون الإفصاح عنه أو لم تتجرأ على مطالبة قوات الاحتلال بأخذ دورها في الحد من هذه العمليات الإجرامية المؤلمة. إن قوات الاحتلال تعلم علم اليقين من هم هؤلاء المجرمون وكيف ومتى يتحركون وأي الأهداف يقصدون, وهل رأيتم أو سمعتم أن أميركياً أو أتباع الأمريكان سقط قتيلا في انفجار أو حتى أخذ جريحا من مكان الحوادث! وفي نفس الوقت هناك عمليات انتقامية تقوم بها قوات الاحتلال عندما تتعرض إلى هجمات حقيقية تقوم بها "المقاومة الشريفة"! هنا وهناك.
لقد لفتَ انتباه الناس حدوث ذلك التوافق بين التفجيرات الأخيرة وبين ظهور "أبطال" القائمة العراقية على القنوات العراقية وتصريحاتهم النارية التي ساندتها نيران المجرمين في الخارج بالمفخخات والتفجيرات والهجمات على نقاط التفتيش للإيحاء بأن لدينا قوى تستطيع هز الحكومة والمتصدين لحقوق القائمة العراقية في استلام الحكم, ولقد كانت تهديداتهم صريحة وفيها من التحدي الذي يجب على الحكومة أن تتخذ الإجراءات بحق تلك المجاميع ذات النوايا الخبيثة والإجرامية التي تجمعت في قوائم انتخابية أو هم في أتعس الأحوال يمثلون الواجهة لعصابات البعث الصدامي بتلك الشخصيات "المثقفة"!. ومما يثير الغرابة والعجب أن واحداً من هؤلاء كان يعرَف عنه الاعتدال والهدوء والموضوعية وهو سيكون دليلاً على أن الحكومة كلها مخترقة لأن هذا الشخص كان نائباً من نواب رئيس الوزراء وما أن برزت القائمة العراقية وتلقت الأوامر بالتكتل والتجمع من أجل الإطاحة بالمالكي وبقية القوائم "الطائفية"! حتى رأيناه يتصدر الاجتماعات ويقوم بالتصريحات الحادة والمتحدية للحكومة ورئيسها الذي كان هو نائباً له.. إنه البطل "رافع العيساوي"!! آخر تقليعة من تقليعات البعثيين الصداميين وواحد من حكومة الظل التي كان قد عينها صدام حسين عند الحاجة وها قد جاءت حاجته اليوم لأن مثل هذه الفرصة لن تحصل بعد الآن وعلى كل عملاء البعث الصدامي أن يظهروا ويتكتلوا ويستعدوا لساعة الصفر التي يمكن أن تعينها "قوات الاحتلال" لهم بعد أن تيئس من رؤساء طوائفنا "الميامين" الذين ألهاهم التكاثر والتكابر وسوف يزورون المقابر إن بقوا على هذا الحال. إن ذلك الرجل الهادي الرصين المتواضع الذي طالما كان يدعي أنه لم يكن يوما بعثياً!! هو الآن يتصدر قائمة البعثيين الصداميين "العراقية".. إنه مثل ما يقول المثل المصري "ميَّه مِنْ تحت تِبْن" .. أنه السيد "رافع العيساوي" نائب رئيس الوزراء الحالي والذي يطالب برئاسة الوزراء إلى الدكتور "أياد علاوي".. (عليمن يا كلب تعتب عليمن... هويت او أمّنت وعشكت بيمن"!؟
ومن المفارقات المضحكة المبكية و "شرُّ البلية ما يُضْحِك" .. أنه في نفس يوم التفجيرات الأخيرة يظهر مسؤول في وزا رة الداخلية "الأسدي" ويدعي أن القوات الأمنية خطت خطوات جيدة في حفظ الأمن وهي لديها خطط "نوعية" لمنع الإرهاب والعمليات الإجرامية!؟ يصرح هكذا ونيران التفجيرات والمفخخات لا زالت مشتعلة ودخانها يملأ سمائها؛ ودماء ضحايا نقاط التفتيش لم تجف بعد.. وسوف يتبعه "محمد العسكري" والسيد "قاسم عطا" وبقية المسؤولين بالتبريرات المعهودة وما عليهم إلا التنظير وعلى البعثيين التطبيق! وما عليهم إلا السؤال وعلى البعثيين الجواب في كل مرة!! وهو تحدي يبعث على الإعجاب والتقدير رغم مرارته!!؟ وبهذه المناسبة نكاد ننسى أن لدينا وزيراً للداخلية.. لم نعد نسمع أقواله ولا نرى صوره وكأن شيئاً لم يكن وكأنه وزيراً للداخلية في غير بلد وليس في العراق. ما الخبر؟
يبدو أن هناك صراعاً خفيا بين الأجهزة الأمنية ومؤسساتها وربما تشارك هي في لعبة العمليات الخفية والمبهمة أيضاً ضد بعضها وهذا هو الخطر الحقيقي على العراق وشعبه في ظل وضع تكون فيه كل الحكومات غير شرعية لأنها تكونت في ظل الاحتلال والمادة السابعة ومن هنا فالكل يريد أن يحصد ما يمكن حصده من المناصب والمبالغ, علماً بأن هناك شعوراً مشتركا بين المسؤولين اليوم _وخاصة الأمنيين منهم _أنه إذا استلمها "علاوي" فسوف يفقدون كل شيء وسوف يبحثون عن ملاجئ تؤويهم وعائلاتهم من هجمة بعثية صدامية بمساندة أميركية, لذلك نرى قسم منهم لا يتصدى للبعثيين الصداميين لا في وزارته ولا في الشارع لكسف ودهم ونيل موقع في حكمهم إذا شاءت الأقدار التعيسة أن يأتوا إلى الحكم مرة أخرى ولا خير في الشعب العراقي إذا سكتَ وسمح لهم بذلك رغم تحجيمه وكسر شوكته وتخويفه بهذا الحرس الوطني الذي يرهب الناس اليوم كما لم يرهبوا به في عهد صدام!! وهو من جملة المخطط البعثي .. إرهاب الناس ومنعهم من التصدي للإرهابيين!
إننا نحذر المسؤولين وخاصة السيد نوري المالكي أن العمليات "النوعية" القادمة هي استهداف "المالكي" نفسه قبل أن يتسلم الحكم مرة أخرى! وكذلك استهداف مسؤولين آخرين هيئت قوائم أسماءهم وقدمت إلى الإرهابيين من قبل مسؤولين كبار في وزارات مهمة ليسلموا هم ويتسلموا وظائف أعلى في حالة نجاح الانقلاب القادم الذي تخطط له قيادة قوات الاحتلال لتهيئة حكومة وحكام المرحلة القادمة التي تتلائم مع المصالح الأميركية والغربية في المنطقة لإكمال مخطط السيطرة على الشرق الأوسط برمته.
إن كل ما جاء أعلاه وغيره الكثير, هو ما جاء في نشرات حزب البعث الصدامي التي نشرت في جميع المواقع وتناولته كل وسائل الإعلام وعلم به كل المسؤولين في الحكومة العراقية وخاصة الأمنيين منهم وليس هناك شيء جديد من عندي.. وهو يطبق بانتظام وبالتسلسل بدءا بالتفجيرات والمفخخات والاغتيالات والخطف والسطو على البنوك والمحلات وقتل وذبح العوائل للترهيب واغتيال ضباط كبار ثم استهداف مسؤولين كبار ومسك الختام هو السيد "نوري المالكي" .. كذلك موجود في التقارير والنشرات الحزبية... ويبدو أن الحكومة عاجزة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أو الحد من هذه الأعمال وما علينا إلا أن نجد لنا مكاناً للجوء والهزيمة؛ قبل أن تعود "حليمة" إلى عادتها "القديمة"!!؟
https://telegram.me/buratha