المقالات

القضاء في قفص الأتهام

1214 09:32:00 2010-05-11

مازالت المجازر ترتكب وبشكل مستمر بحق العراقيين حيث لا يكاد يمر يوم واحد دون ان تسيل فيه دماؤهم وليس من رادع يقف في وجه المجرمين ولا من يد تضرب على اعناق السفاحين بسيف القصاص العادل ، فالقضاء العراقي يغط في نوم عميق على سمفونية الدم التي تعزفها فرق الأرهاب الراقصة على جراح الفقراء والمستضعفين ، فكل ما نسمعه بين آونة واخرى هي الحكم بالاعدام على واحد او اثنين في هذه المحافظة او تلك ولا ندري ان كانت تلك الأحكام تأخذ طريقها الى التنفيذ ام انها مجرد حبر على ورق ؟! . 

ومن الغريب في الأمر اننا في وسط هذا الصخب العارم وامواج الدماء المتلاطمة لا نكاد نسمع صوتا للقضاء العراقي ولا نحس بوجوده اصلا في وقت يجب ان يكون صوت القضاء اعلى من صوت " القضاء والقدر " الذي يعصف بهذا البلد وينزل صواعق غضبه على كل الكائنات الحية التي تمشي على ترابه . واعتقد ان هذا البلد لم يعد مفجوعا بكثرة ضحاياه ، وانما هو مفجوع بكثرة الخونة والمتاجرين بمقدراته والذين يقفون موقف المتفرج على كل ما يحدث وهم يمسكون بزمام مايسمى " القضاء " اعاذنا الله واياكم من شره ووقانا من غدره وكفانا حبائل شراكه التي تلتف على اعناق اصحاب الجنح والمخالفات المرورية وتتحول الى خيوط حريرية تداعب معاصم المجرمين والقتلة ليخرجوا من شرنقته الناعمة ابرياء كما ولدتهم امهاتهم معززين مكرمين . واما " اولاد الخايبة " فان اشلاءهم تلملم من على ارصفة الشوارع بمكانس " الخوص " التي صنعتها امهاتهم من اجل لقمة العيش ثم تأتي سيارات الاطفاء والبلدية لتغسل الشوارع من دماءهــــــــــم " النجسة " حفاظا على طهارة الشوارع !!! ، واما قضاتنا اعلى الله مقامهم وأمد في اعمارهم وزاد في بركاتهم فأنهم يطبقون المعايير " السويسرية " في الرقة والشفقة على القتلة والمجرمين الذين يطبقون معايير الوحوش الضارية والكلاب المسعورة على ابناء هذا الشعب المبتلى بساسته وبقضاته الميامين .

ان الأجهزة الامنية تطارد الارهابين وتلقي القبض عليهم وترسلهم الى المحاكم حيث تضيع الادلة وتتغير الافادات وتسحب كشوف الدلالة من ملفاتهم وتصدر بعد ذلك الأحكام الجائرة بحق كل القيم الأنسانية ، لذلك فان جهود الاجهزة الامنية تذهب سدى كالذي ينقل الماء بغربيل . فاذا كان لابد لأحد ان يحاكم على كل ما جرى من قتل وسفك للدماء فهو القضاء العراقي الذي لم يكن بمستوى التحديات ولم يرتقي الى مستوى الأحداث واثبت قدرته الفائقة على الفشل  لذلك فان المكان الطبيعي لقضاءنا الموقر هو " قفص الاتهام " ليحكم الشعب عليه بحكمه العادل .    

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
دعلي المالكي
2010-05-12
اه لو يعلم الجميع توجهات القضاء الاخيرة ونحن نستغربها فالقاء القبض يحصل بسهولة على الابرياء ةتطول مدتهم في السجن ثم يحكمون او قد يطلق سراحهم بعد شهور والله لقد اصبحنا مسرحا للفكاهة في كل العالم فالقاضي لايطلق سراح الابرياء الا بعد اكتمال الاجرائات القانونية والتي تكلف المسكين الشهور من عمرة ومن ثم يحال للمحكمة والتي تؤجل وتؤجل لاتي بعدها المشتكي فيبين ان المشتكي هو اما بعثي او من تنظيم القاعدة ليحكم على البريء والمظلوم سابقا ولاحقا نحن نقترح هجرة المساكين الى اسرائيل لتحميهم من ابناء جلد
صرخة وزئير بوجه كل مسخ شرير
2010-05-11
الفيتوالشفوق العطوف اللطوف والمنكوكيات والمصالحات المتصدمه تعلوولايعلى عليها. القضاء الذي مسح من الوجود جلاد العصور النجس وحاكم جملته ومسممه الأدنس رغم عويل ولطم وزعيق وتحفيط المتباكين الناحبين من فقدوابدرهم في ليلهم الأظلم الأصخم قادر على استئصال مسوخ العصر أينما حلوا او احتضنوا او زغردوا او تلبلبوا او تمشدقوا او تعمنوا او او لكن ويا للخزي والعار للفيتو والمحاصصة الرغالية الشعواء وللمرض الذي في القلوب فجعل بعضهم يزندق تيجان رؤوسنا الشامخين الاطهارواخرين يناضلون ضد مدنافي اي بلدأسلامي؟عار
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك