المقالات

دور الأمة في التغيير والسياسة عند شهيد المحراب ( قدس سره )

802 00:01:00 2010-05-11

سعد البصري

لقد أدرك شهيد المحراب ( قدس ) منذ اللحظات الأولى في قيادته للمشروع التغييري في العراق أهمية هذا المشروع الوطني ، فقد تصدى شهيد المحراب ( رضوان الله تعالى عليه ) بخبرته ودرايته الواسعة وعمقه الفقهي في دراسة النصوص والتعاليم الإسلامية في مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) فكانت تلك الدراسة بحق استخلاصا للرؤية الإسلامية لحركة الأمة بكل أطيافها والوانها . لقد أكد أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) على دور الأمة بعملية التغيير في الأوضاع السياسية سواءً على مستوى الفعل والمساهمة في إيجاد عملية التغيير التام أو في ممارسة دور الرقابة على سير هذه العملية وقد اضطلع شهيد المحراب بهذا الدور منذ تصديه للعمل السياسي في العراق انطلاقا من رؤية ثابتة لواقع الأمة الإسلامية ودورها في الحياة السياسية التي تتلخص في إن الأمة هي أداة عملية التغيير . ويمكن فهم هذه الرؤية الواضحة من خلال هذه النقاط :1ـ بالرغم من أن نظرية أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في إمامة المسلمين تقوم على أساس أن الإمامة منصب الهي حيث يتم تعيين الإمام بالنص عليه من قبل النبي ( ص ) أو الإمام الذي قبله . إن الممارسة الواقعية لأهل البيت ( ع ) كانت تؤكد على ضرورة الانتخاب حيث نجد أن مجيء الإمام علي ( ع ) إلى السلطة كان بواسطة الانتخاب المباشر من عامة المسلمين وهذه بالضبط هي رؤية السيد الحكيم ( قدس سره) لهذا الموضوع .2ـ الانفتاح في الموقف السياسي على التعددية السياسية والرأي الأخر المخالف حتى لو كان باطلا وبدون مبررات شرعية أو واقعية وهذه السياسة كانت واضحة في موقف الإمام عليه السلام .3ـ الطريقة التي شخصها أهل البيت ( عليهم السلام ) لانتخاب القاضي أو المرجع في الفتيا حيث تطورت بعد ذلك إلى نظام المرجعية التي يتم فيها انتخاب المرجع عن طريق الأمة انتخابا طبيعيا ومباشرا ومن خلال الإيمان بوجود الخصائص المطلوبة فيه وهذا ما دعا اليه شهيد المحراب في أكثر من مناسبة وفي العديد من خطبه التي تناول فيها أهمية دور الأمة في انتخاب الأفضل .4ـ الاهتمام الخاص بجمهور المسلمين من الضعفاء والفقراء والمساكين في المجتمع الإسلامي لأنهم يمثلون الأكثرية الساحقة في هذا المجتمع من خلال رؤية مدرسة أهل البيت ( ع ) حيث عرفوا ( عليهم السلام ) باهتمامهم الخاص بهذه الأوساط واعتمادهم عليهم . كل هذه النقاط وغيرها كانت هدفا سعى لتحقيقه شهيد المحراب في عراق تكالبت عليه قوى الشر من كل جانب ــ وفق رؤى ــ إسلامية صحيحة تنبع من مدرسة الرسول ( ص ) وأهل بيته . وهذا ما نجح به ( شهيد المحراب ) أية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) كونه وضع اللبنة الأولى والأساسية لبناء دولة المؤسسات من خلال التغيير وتطبيق النظام الديمقراطي الإسلامي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك