سعد البصري
لقد أدرك شهيد المحراب ( قدس ) منذ اللحظات الأولى في قيادته للمشروع التغييري في العراق أهمية هذا المشروع الوطني ، فقد تصدى شهيد المحراب ( رضوان الله تعالى عليه ) بخبرته ودرايته الواسعة وعمقه الفقهي في دراسة النصوص والتعاليم الإسلامية في مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) فكانت تلك الدراسة بحق استخلاصا للرؤية الإسلامية لحركة الأمة بكل أطيافها والوانها . لقد أكد أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) على دور الأمة بعملية التغيير في الأوضاع السياسية سواءً على مستوى الفعل والمساهمة في إيجاد عملية التغيير التام أو في ممارسة دور الرقابة على سير هذه العملية وقد اضطلع شهيد المحراب بهذا الدور منذ تصديه للعمل السياسي في العراق انطلاقا من رؤية ثابتة لواقع الأمة الإسلامية ودورها في الحياة السياسية التي تتلخص في إن الأمة هي أداة عملية التغيير . ويمكن فهم هذه الرؤية الواضحة من خلال هذه النقاط :1ـ بالرغم من أن نظرية أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في إمامة المسلمين تقوم على أساس أن الإمامة منصب الهي حيث يتم تعيين الإمام بالنص عليه من قبل النبي ( ص ) أو الإمام الذي قبله . إن الممارسة الواقعية لأهل البيت ( ع ) كانت تؤكد على ضرورة الانتخاب حيث نجد أن مجيء الإمام علي ( ع ) إلى السلطة كان بواسطة الانتخاب المباشر من عامة المسلمين وهذه بالضبط هي رؤية السيد الحكيم ( قدس سره) لهذا الموضوع .2ـ الانفتاح في الموقف السياسي على التعددية السياسية والرأي الأخر المخالف حتى لو كان باطلا وبدون مبررات شرعية أو واقعية وهذه السياسة كانت واضحة في موقف الإمام عليه السلام .3ـ الطريقة التي شخصها أهل البيت ( عليهم السلام ) لانتخاب القاضي أو المرجع في الفتيا حيث تطورت بعد ذلك إلى نظام المرجعية التي يتم فيها انتخاب المرجع عن طريق الأمة انتخابا طبيعيا ومباشرا ومن خلال الإيمان بوجود الخصائص المطلوبة فيه وهذا ما دعا اليه شهيد المحراب في أكثر من مناسبة وفي العديد من خطبه التي تناول فيها أهمية دور الأمة في انتخاب الأفضل .4ـ الاهتمام الخاص بجمهور المسلمين من الضعفاء والفقراء والمساكين في المجتمع الإسلامي لأنهم يمثلون الأكثرية الساحقة في هذا المجتمع من خلال رؤية مدرسة أهل البيت ( ع ) حيث عرفوا ( عليهم السلام ) باهتمامهم الخاص بهذه الأوساط واعتمادهم عليهم . كل هذه النقاط وغيرها كانت هدفا سعى لتحقيقه شهيد المحراب في عراق تكالبت عليه قوى الشر من كل جانب ــ وفق رؤى ــ إسلامية صحيحة تنبع من مدرسة الرسول ( ص ) وأهل بيته . وهذا ما نجح به ( شهيد المحراب ) أية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) كونه وضع اللبنة الأولى والأساسية لبناء دولة المؤسسات من خلال التغيير وتطبيق النظام الديمقراطي الإسلامي .
https://telegram.me/buratha