هشام حيدر
يعد علاوي وفريقه ... عرابون لفكر قومي جديد رغم ان النظريات القومية واصحابها القومجيين قد ادخلوا مؤخرا الى متاحف التاريخ الطبيعي الى جانب انسان النياردنتال والديناصورات وغيرها من مكونات المجتمع البدائي !مع ان علاوي وغيره من قومجية هذه المرحلة لايرون في شعار القومية الا مبررا لوجودهم وضمان كسبهم دعم بعض مرتزقة الاعراب حتى وان كانوا بمستوى (رغدة) او النائبة الاردنية توجان فيصل التي اعترفت بعظمة لسانها انها (اكلت من القدر العراقي حد التخمة) يوم كان العراقيون يطحنون نوى التمر وعرانيص الذرة ويخلطوها بالتراب لتضاف الى طحين الشعير الذي لم يكن بامكان العراقي ان ياكل من هذا المزيج (نص شبع) فضلا عن التخمة!والا فان قومجية المرحلة يرون بام اعينهم مايفعله (الظهير القومي) للعراق بالعراق .......والعراقيين !لم تكن حادثة احتجاز مدير عام الخطوط الجوية العراقية كفاح حسن بسعي وتدبير من (الشقيقة)الكويت مجرد سوء تفاهم او حادث عابر ولا مجرد اجراءات قانونية طبيعية لاسيما حين تصدر من دولة تحل برلمانها عدة مرات لتمنع استجواب وزير من الاسرة الحاكمة !عليه فان الحادثة (شقشقة نعرفها ) من ....(شقيقة)!!ولم يكن هذا الامر محصورا بالكويت (الشقيقة)وحدها اذ ان (الشقيقة)السعودية و(الشقيقة) مصر وغيرها من (الشقشقات) تتعامل مع العراق بنفس الروح وبنفس هذا النفس الموبؤ .....مصر(الشقيقة) مثلا تعلن ولاتخفي او تصمت انها لن تتنازل عن (مليم) من ديونها للعراق وتتفاخر بانها ستحتسب حتى الفوائد التاخيرية!اما السعودية (الشقيقة)فانها تريد من عراق مابعد صدام ان يسدد لها منحها وعطاياها للطاغية ابان الدعم القومجي لمطحنة السنوات الثمان وتحتسب كذلك فوائد تاخيرية رغم انها ظلت تحتجز من النفط العراقي في الانبوب المار عبر اراضيها دون ان تقوم بالتصرف به لسد ديونها التي تدعيها او ان تودعه في صندوق التعويضات الاممي !ماتم اقراره في بعض الدول من اطفاء لبعض الديون جاء عقب اعلان دول نادي باريس ومماثلا له ليس الا رغم انه جاء .....بضغط امريكي مدروس!في الثمانينات كان على العراق ان يحترق لاجل افشال الثورة الاسلامية في ايران وتحت شعار (حماية البوابة الشرقية للامة العربية)!هذا الشعار الذي اعجب فزاعة صنعاء ليرفعه بوجه الحوثيين على انه (حامي البوابة الجنوبية.....)!!وفي التسعينات كان على العراق ان يحترق تارة لاجل (تحرير الكويت) ومعاقبة صدام وتارة لاجل مسرحية (اسلحة الدمار الشامل )!! وفي الالفية الجديدة كان على العراق ان يحترق ثأرا لصدام( بطل العروبة) الذي قضى سني عمره الاخيرة في مهاجمة العرب وحكامهم منذ غزوه للكويت وحتى لحظة سقوط صنمه في ساحة الفردوس وهذا مثال لما شهد به صدام بلسانه ضد دول (الشقيقة) العربية ....
عل البعض ممن ادمنوا شعارات القومية فعاشوا تحت تاثيرها ان يفيقوا ويتذكروا !فصدام هنا لايهاجم ايران كما كان يفعل اول مرة بل انه يقول مانقول نحن الان .......الا ان البعض يريد منا ان نعيد نفس الكرة ونؤدي نفس الدور لنصل الى نفس النتيجة في الالفية الرابعة ..؟؟؟!!العراقي كفاح حسن كان في صفوف من رفضوا صدام بكل مايمثله ومايفعله كما رفضه غالبية العراقيين فلماذا ترى دول (الشقيقة) ان يعاقب اليوم من رفضوا صدام وعوقبوا سابقا من نفس دول (الشقيقة) لانهم رفضوا صدام .....لماذا ترى هذه الدول ان نعاقب اليوم على جرائم صدام..؟؟!ليس جهلا ولاعنادا لكنه جزء من مخطط خنق العراق والعراقيين وقتلهم بهذه الصور رسميا... وعلى يد القنابل البشرية المفخخة التي تخرجها معابدهم الوهابية التكفيرية .....شعبيا !قومجية العراق يتباكون على مضايقة زوارق البحرية الايرانية لصياديين عراقيين يعتقد انهم عبروا الى المياه الاقليمية الايرانية ...لكنهم خرسوا عند احتجاز موظف كبير بدرجة مدير عام لمؤسسة ذات صفة رسمية كبيرة هي الخطوط الجوية العراقية رغم ان الاحتجاز جاء بالتوقيت مع اول رحلة من بغداد (رمز العروبة) الى لندن بعد انقطاع لعقدين من الزمن !بكى هؤلاء من قبل على طائرات عراقية في ايران واقاموا الدنيا ولم يقعدوها لكنهم خرسوا ايضا عن طائرات اخرى في الاردن وتونس اللتان تطالبان العراق باجور ارضية وصيانة على الطائرات( التي اصبحت خردة ) اكبر من قيمة الطائرات ذاتها !وقد دفعنا للكويت (الشقيقة) اكثر مادفعت المانيا لفرنسا وبريطانيا عن خسائر الحرب العالمية الثانية كما ندفع لاسرائيل ايضا وكل هذا لايهم القومجيين او ادعياء الوطنية لكن ماذا لو نوه مسؤول ايراني عن خسائر ايران بسبب حرب السنوات الثمان؟ايمكنكم تخيل ماسيحدث؟صرخوا (هيه يااهل العمارة)....وطالبونا ان نقول لبئر في الفكة (ياكاع ترابج كافوري)...رغم ان هناك (كاع)اخرى قضمتها الكويت (الشقيقة) و(كاع) قضمتها (الشقيقة) الاردن واخرى قضمتها (الشقيقة) السعودية...وسط خرس ....قومجي!بعض تنظيمات المكاومة (الشريفة)اصدرت بيانات تعلن فرض المقاطعة على السلع الايرانية لان ايران (ساعدت امريكا في احتلال العراق) !!رغم ان امريكا انما دخلت العراق من بلدان (شقيقة)انطلقت منها تلك التنظيمات !!ولكن لاعتب فان مثل تلك الدعوات صدرت من ابواق قومجية واخرى تدعي انها (وطنية) تدعو لمقاطعة البضائع الايرانية لان ايران تحتل بئر الفكة رقم 4 لكنهم يتشرفون بزيارة لاسرائيل التي تحتل قلب العروبة او بلقاء مع السفير الامريكي الذي احتلت بلاده العراق باباره النفطية والغازية وبخيراته ومقدراته وقصفته ودمرته وحاصرته وضربته باليورانيوم المنضب وماخفي كان اعظم !وهم يعلمون كذلك ان عدة انقلابات جرت في العراق دبرتها المخابرات البريطانية او الامريكية بدعم وتمويل وتسهيل من مخابرات وسفارات مصر والاردن والكويت وغيرها !وهم يعلمون كذلك ان الدول (الشقيقة)تحاصر غزة كما حاصرات العراق من قبل وتبني جدرانا كونكريتية وفولاذية بينها وبين غزة وتضرب انفاقها التي يهرب منها الى القطاع الدواء والغذاء كما يهرب السلاح ....بغازات كيمياوية !ويرون كذلك ان دول (الشقيقة) هذه لاتطبق قواعد البروتوكول عند زيارة المسؤولين العراقيين لتلك الدول كما هو متعارف فيقوم رئيس الجمهورية باستقبال رئيس الجمهورية الضيف ويقوم رئيس الوزراء باستقبال رئيس الوزراء الضيف كما هو متعارف في كل دول العالم الا مع دول (الشقيقة) حيث يتعمدون ارسال مسؤول اقل لاستقبال المسؤول العراقي !!واذا كان البعض يعتقد ان دوافع هؤلاء مذهبية او طائفية فحسب فاني اقول لهم بصراحة....انتم واهمون !هؤلاء عبيد المنصب والكرسي يحوطونه ماامكن الجلوس عليه فاذا محصوا بالمعارضة رفعوا مصاحف القومية !لذا ترى ان معظمهم تخلوا عن قوائمهم الطائفية لانها قررت عدم المشاركة في الحكومة وفضلوا كرسي الوزارة على الانتماء الحزبي او المذهبي ولعل هذا كان من اهم الاسباب التي ادت الى اضمحلال الحزب الاسلامي وتفرق الكثير من اعضائه وقياداته عنه وارتمائهم باحضان قوائم اخرى ظنوا ان لها قصب السبق في قابل الايام !عليه فلاغرابة من وقوف امثال صالح المطلك وظافر العاني وعلاوي وحيدر الملا وغيرهم في صف واحد يرفع الشعار القومجي ذاته فهم يعلمون ان فرص جلوسهم على الكراسي منوط بتنفيذ مارب واجندات الدول (الشقيقة) وان احدا منهم لن يجرؤ ان يعترض او يدين أي تصرف من هذه الممالك والمشيخات وان دمر هؤلاء العراق بالمفخخات او اليورانيوم لانهم ببساطة مصابون بــــــــــــــــــــــــــ(داء الشقيقة) والعياذ بالله !
هشام حيدرالناصرية
https://telegram.me/buratha