سالم كمال الطائي
أعلن قبل أيام أن قيادة "عمليات بغداد" قررت إقامة "سور بغداد" كمحاولة لمنع تسرب وتسلل "الإرهابيين" إلى بغداد! ويخشى أبناء الشعب أن يضطروا يوما _قريباً!_ ما إلى إقامة "أسوارٌ" حول بيوتهم لتحميهم من "الإرهاب المزعوم"!, كما نود أن نذكر السادة قادة حفظ الأمن في العراق وفي بغداد خاصة أن تسلل الإرهاب وعصابات الإجرام الحاقدة ليس إلى "بغداد" فقط وإنما تسربهم يشمل العراق كله في هذه الحالة سوف لن تكون بغداد أهم وأعز من العراق كله وشعبه كله! هذه الخطوة الفاشلة مسبقاً سوف تضيف إلى قاموس الأعداء مفردة جديدة مخزية هو أن الحكومة العراقية لا يكفيها المنطقة الخضراء ليحتموا فيها بل يريدون أن يجعلوا من بغداد منطقة "خضراء" واسعة!! يحميها "سورها".. ونزيد المسؤولين علماً أنه حتى إذا بنوا سوراً كسور الصين فسوف لا يحميهم!! من أعمال العنف والإرهاب لأن بيئة الإرهاب وحاضناته تتواجد في وزارات الحكومة نفسها وخاصة وزارتي الدفاع والداخلية والأمن!! فالأجدى أن يبنوا أسواراً في هذه الوزارات في تنظيفها من العملاء والمتعاونين مع عصابات البعث الصدامي التي تتحرك داخل بغداد نفسها!! بكل حرية وصلافة معتمدة على مَنْ يوفر لها الغطاء والحماية ومن أخطر هؤلاء هم عناصر في الحرس الوطني وبعض أفراد الجيش ومجاميع المفارز الأخرى.
إن عملية بناء "سور بغداد" ما هي إلا محاولة جديدة لتخدير المواطنين على أن قيادة عمليات بغداد جادة!! في محاربة الإرهاب ببناء الأسوار هذه المرة إضافة إلى الأسوار الموجودة داخل بغداد نفسها والتي لم ولن تمنع أي عملية توغل وتفجير واغتيال وخطف والتي تستمر هذه الأيام وبكثافة وحرارة كلما ازدادت حرارة جو بغداد العزيزة الجريحة!!, ثم أن الضرورات الأمنية تستوجب عدم الإفصاح أو الإعلان عن هكذا خطط مسبقاً حتى لا يتخذ الإرهابيون والقتلة الاحتياطات اللازمة وتغيير أساليب إجرامهم والتحضير لها؛ لذلك نقول أن الإعلان عن مثل هذه الإجراءات وغيرها هو وسيلة من وسائل تطمين المواطن إن لم تكن لها أهداف أخرى!؟
ومع كل الاحترام إلى قادة وعناصر "عمليات بغداد" المخلصين الذين يسهرون على أمن وراحة المواطن وسلامته.. ومع كل الاحترام والتقدير إلى أرواح شهدائهم الذين جعلوا من صدورهم "أسواراً" حقيقية لحماية أبناء الشعب وممتلكاته ووجوده, إلا أن مع الأسف الشديد هناك عناصر مسيئة ومتآمرة هي التي تصنع المنافذ في أسوار الحماية وتسهل للمجرمين النفوذ منها, إن بناء أسوار حول هذه العناصر المسيئة والخائنة ذات الجذور الصدامية من تنظيمات "فدائيي صدام" و "جيش القدس" و بقايا "الجيش الشعبي" وعزلها أو إبعادها نحو حدود العراق لإعادة تأهيلهم وغسل أدمغتهم من أدران وصدأ الثقافة الصدامية الهدامة التي أفسدت نفوس وأخلاق هؤلاء هو أساس من أسس بناء "سور بغداد"!!؟
ونسوق هنا مثالا ونموذجا من هذه العناصر التي تخصص لحماية المدارس العراقية وللبنات خاصة نرى أن هذه العناصر هي التي تقوم بأعمال التحرش وإسماع الطالبات كلمات بذيئة يغازلون! بها تلك الغصون البريئة وفي نفس الوقت يغضون الطرف عن المسيئين الآخرين المتواجدين حول تلك المدارس, كما نراهم يخلعون قبعاتهم ويظهرون تصفيف شعرهم المدهون وحواجبهم المحفوفة!! ومشيتهم المائعة وأسلحتهم المتهدلة ويتبخترون أمام الناس و "رجال اللي يحجي وياهم" .. فيحكمون عليه بالإعدام ويلبسوه قضية والشهود بعضهم لبعض .. بكلمة أخرى وفي حوادث مختلفة فهؤلاء وإمعانا في الانتقام من المواطنين المناصرين للحكومة يقررون مصير الإنسان في الشارع في اختلاق قضية وفيها شهود ويضيعوا إنساناَ بريئاً في ساعة أو أقل منها. هؤلاء موجودون في أماكن أخرى وهم مَنْ يتعاون مع اللصوص وخاصة سرقة محلات الذهب بعد التفاهم معهم وأخذ الحصة!!؟
هذا نموذجٌ من تصرفات المندسين في صفوف الحرص الوطني والجيش في فترات مختلفة, وهم مَنْ يسهل عملية دخول "الإرهابيين" من مداخل "سور بغداد" المزمع بناءه.. الجهة المستفيدة الوحيدة من هذه العملية هم المقاولون الذين سوف يدفعون حصة أصحاب المبادرة والاقتراح.. أيها المقاولون حضروا "عطاءاتكم" لإقامة "سور بغداد" .. وماذا عن سور العراق؟؟؟
هنا علينا أن نذكر السادة القادة في عمليات بغداد الكرام.. أن أسوار غزة لم تمنع الفلسطينيين من اختراقه رغم وجود إسرائيل ومصر!! كما أن السور التي بنته مصر مؤخرا من الخرسانة والحديد الفولاذ قد صهره تجار السلاح والمخدرات والتهريب.. فما سيكون مصير "سور بغداد" ذو الثمانية منافذ؟؟ وماذا عن المنافذ الأخرى التي تحيط ببغداد فهل سيمنع "الإرهابيين" الذين يتواجدون في بغداد أصلاً هم وقياداتهم.. فهل سيمنع هؤلاء من اقتحام السور أو إغراء حراسه "البعثيين الصداميين"؟ أو حفر أنفاقا بسيطة للعبور من تحته تحت جنح الظلام؟؟
إننا ننصح قادة "عمليات بغداد" المحترمين الالتفات إلى الإرهابيين داخل بغداد وفتح بغداد لهم وحصرهم فيها بل وجعل بغداد مقبرة للخونة والمعتدين باتخاذ إجراءات أمنية إستخباراتية متينة عميقة! كما تفعل إسرائيل مع الفلسطينيين!! فإن لها الإمكانية لضرب أي قائد فلسطيني وهو في سيارته استنادا إلى "معلومة إستخباراتية" مزروعة في المجتمع الفلسطيني نفسه.. لأن إسرائيل تجند من العاملين لديها من الفلسطينيين كل يوم من واحد إلى عشرة ويزودونهم بكل المعلومات المطلوبة منهم ولهم مع أجهزة اتصال وإخبار متطورة ثم تقوم الطائرات بصيد الهدف كما تصطاد الكلاب! فهل لديكم مثل تلك الإجراءات الحاسمة دون اللجوء إلى الأعمدة الكونكريتية التي سئمَ منها المواطن أو اللجوء إلى الأسوار ثم الأسوار دون فائدة مؤثر.
إن الأخبار الأخيرة التي تتعلق بإلقاء القبض على الكثير من الإرهابيين والقتلة تبشر بالخير وزيادة الثقة في جهود رجال وقادة "عمليات بغداد" والتي تؤكد عدم الحاجة إلى "الأسوار" للحد من تحرك ونشاط المجرمين.
سيروا وأبناء الشعب من وراءكم وفي عونكم والله يوفق المخلصين.
https://telegram.me/buratha