بقلم:فائز التميمي
استغرب لبعض السياسيين ممن يمر عليهم إصرار العراقية على أن تكون هي التي يُطلب منها تشكيل الحكومة ويعدون ذلك من السذاجة لأنه حتى لو أعطيت تلك الفرصة فإنها سوف لن تنجح في إيجاد العدد الكافي .فهل غاب عن العراقية وصقورها أنهم لن يستطيعوا أن يكملوا العدد فيصروا على أنهم من سوف يشكل الحكومة. إذن لماذا هذا الإصرار!!؟؟.صحيح جداً أن ورقة تشكيل الحكومة من قبل العراقية ورقة محترقة ولكن ماذا لو فكر الغرب بتحويلها الى ورقة محرقة ولا نقل بتحويلها الى ورقة قوية فنتّهم بالمبالغة.إن السيناريو الأمريكي المحتمل( وخصوصاً وأن بايدن السيء السيط عند العراقيين سوف يشرف العاصمة العراقية قريبا) مايلي وهي تعتمد على عناصر ثلاثة: الوقت:أي تاخير إحتراق ورقتهم فربما يحدث في عالم السياسة مفاجاءة تكون لصالحهم. والعامل الثاني: هو المراهنة على الضغط الأمريكي وألاعيب الغرب والدول العربية، والعامل الثالث: هو أملهم في أن ينفك التآلف بين دولة القانون والوطني.(1) إن تكليف العراقية بتشكيل الوزارة يعطيها فسحة من الوقت لعله خلالها تستطيع من أن تتحالف مع القوائم الأخرى عبر شقها أو بضغط أمريكي هو أقرب للتهديد منه الى الضغط السياسي.(2) خلال مدة التشكيل سيتصرف علاوي على أساس أنه رئيس وزراء وسيقوم بقية صقور العراقية الكاسرة بأدوار ترتيب الأمور في حالة عدم نجاحهم.(3) خلال مدة التشكيل ستضعف الحكومة الحالية عبر ضخ واسع للإشاعات عن تفكك في الإئتلافين الى درجة بحيث يحدث تخلخل في قواعد الإئتلافين مما يسهل تفكيكهم.(4) من الناحية النفسية من يقوم بتشكيل الوزارة وخلال الفترة المعينة دستورياً فإنه يكون في موضع القوة فيتجنب على الأقل في الفترة المعينة لتأليف الوزارة حدوث إنشقاقات وتصدعات في قائمته، والعراقية هي أكثر تآلف مرشح للتصدع والإنشقاق لأنه في صفوفه كثير من الطامعين والطامحين الى النخاع للحكم وليس للمعارضة.(5) أيضاً من الناحية النفسية إن من يدعو الآخرين الى التحالف يكون أقوى في فرض الشروط فحتى لو لم ينجح في تأليفه للوزارة فإنه لا يريد ان يخرج بخفي حنين.(6) ربما في جعبتهم تأويل لبعض النصوص لأنه مرة صرح أحدهم أنه في حال فشل علاوي فإنه سيطلب من عضو آخر من نفس القائمة بتشكيل الحكومة ولا ادري على أي مادة قانونية ولكن ربما يستفادون من بعض البنود التي تقبل التأويل ويحدثون بلبلة سياسية كما حدث في سن قانون الإنتخابات.بإختصار إنهم يراهنون على إطالة الوقت في إنتظار معجزة موعودة أو على الأقل أن يطيلوا إحتراق ورقتهم ليحرقوا بها ورق الآخرين ..فتتحول الورقة الى تنين..لقد حنوا الى "حنين" صدام..فمن يقتل التنين!! آمين رب العالمين.!!.
https://telegram.me/buratha