ان أي مراقب ومتابع للحدث السياسي العراقي يستطيع تشخيص فوضى التصريحات المتضاربة ويشخص ظاهرة تخمة الاعلام والبث الفضائي بكم هائل من التصريحات المتضاربة والغير منضبطة والغير مسؤولة في الكثير من الاحيان .
مع احترامنا للكثير من الاخوة السياسيين وتاريخهم ونواياهم الا ان الانسياق لتكرار اخطاء المتخبطين في تصريحاتهم من الاطراف الاخرى يعد كارثة بالنسبة لنا لانتمنى رؤية الامر يتكرر بذات الاخطاء والتخبطات التي نعيبها على تلك الاطراف المرتبكة والغير منضبطة وهنا من حقنا ان نؤشر على هذا الخطأ الجسيم يكاد يربك الحالة التوافقية بين القوى الوطنية ويزعزع الشارع العريض الذي انتخبهم .
كلنا يعلم ان هناك كم هائل من الاعلام الموجه ورصدت اموال طائلة وفتحت المزيد من القنوات الفضائية وبدعم واموال خارجية تبدا من دول الخليج ولاتنتهي في ليبيا التي تمول قناة الارهابي مشعان الصدامي وتمر في مصر والاردن وسوريا وهذا الاعلام مهمته الاساسية ذات شقين مهمين يتبعها شق ثالث وهذه المحاور تصب في تغذية الفتنة ودس السم لتمزيق اواصر سابقة تربط بين قيادات الائتلافين الوطنيين الائتلاف الوطني العراقي ودولة القانون والشق الثاني البث المتواصل والمحموم من اجل التسقيط وتشويه الصورة وبث ما يعانيه الشارع نتيجة ارهابهم واجرامهم لايصال رسالة وهي الشق الثالث مفادها ان حقبة مابعد سقوط طاغيتهم انما هي حقبة فاشلة والبديل هو ما طرح وهو معروف ومدعوم من ذات المنظومة الاقليمية والاعلامية التي اشرنا اليها .
الامر الهام الذي اود ايصاله مما سبق ونتمنى على قادة الائتلافين الانتباه اليه ومعالجته على وجه السرعة هو ايقاف المشاركة في تحقيق تلك لاهداف المشبوهة لهذه المنظومة الهائلة في جهدها لدس السم والفتن والتحريض والتسقيط والتشويه للحقائق عبر المشاركة من قبل قيادات الائتلاف في برامجهم اما على المباشر او عبر الهاتف او عبر النقل الفضائي وايضا السماح للمواقع الالكترونية المشبوهة والمتعاونة معهم بنشر تصريحاتهم وتاتي محرفة في الكثير من الاحيان عن فحواها الحقيقي ولهذا يجب الانتباه الى هذه الظاهرة الخطرة .
اعتقد يجب ان يتم في هذه المرحلة :
اولا : اختيار ناطق واحد باسم الائتلافين الوطنيين وان يتم التصريح فقط عبر القنوات الوطنية العراقية الرصينة .
ثانيا : ان تمتنع قيادات الائتلافين الوطنيين وعلى الاقل في هذه المرحلة الخطيرة من الظهور على تلك القنوات المشبوهة : العربية , الشرقية , الجزيرة , البابلية , بغداد , المشرق , الراي , البغدادية وغيرها من التي لاهم لها ولاجهد سوى اعادة العراق الى جهنم البعث وطغيانه والتبعية لمنظومة الدكتاتوريات الفاسدة في جوارنا والابعد منه او الظهور عليها لفضح الاعيبها بصراحة تامة وبرد على تخرصاتهم المشبوهة والتحريضية .
ثالثا : التقليل من التصريحات الغير مبررة والغير ذات جدوى والتي يستخدمها البوق المشبوه في غير مغزاها لا بل يحرفها باتجاه الفتنة بين الاطراف المتحالفة .
رابعا : ان يتم الاتفاق بين قادة الائتلاف على تعزيز مايقوي اللحمة ويمتن العلاقات بينهم واللقاء والتحاور وتشكيل لجان متخصصة تزودهم بتقارير التطورات المتسارعة والتحركات المشبوهة لاعداء العملية السياسية .
خامسا : الاعلام المشبوه يركز في هذه المرحلة على نقطتين هامتين وهذه القنوات جميعها متفقة عليهما وهما تخوين القوى الوطنية العراقية وبث تقارير مكثفة باتجاه ان الائتلافين يتحركون وفق اوامر ايرانية والامر الاخر استثمار السجال الدائر حول قضية اختيار رئيس الوزراء ويتناقلون تصريحات مشوهة من هذا القيادي او ذاك بعضها سابق كان مطروح قبل تحالف الائتلافين ويروجون اليه الان ويجب وضع حد لهذا السجال والدس المشبوه لانه يسبب اضطراب في الساحة السياسية ويثير الفتنة وعليه يجب حسم امر اختيار رئيس الوزراء من قبل الائتلافين وحساب امر خطورة المرحلة وامكانية المرشح لهذا المنصب من ادارة دفة هذه السفينة التي لما تزل تواجهها اعاصير مهلكة وامواج عاتية تحتاج الى جهد استثنائي وتعاون مكثف وايثار وتغليب للمصالح العليا على الضيقة .
نتمنى ان يكون هذا التقارب المبارك مدخلا الى اذابة المسميات جميعها والانطلاق بروح وطنية جديدة تذيب الخلافات وتعزز مشاركة القوى المتكاملة والتي تحتوي الكثير من الخصائص والمقومات التي تؤهلها لتكوين كيان سياسي واداري موحد وقوي ومتماسك ومتعاون يقود المرحلة وما سيليها بروح تحمل المسؤولية العالية المخلصة لتحقيق مايطمح اليه شعبنا الذي تتربص به الافاعي من كل حدب وصوب .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha