المقالات

السيـــاسة ُوالمطــر

897 20:14:00 2010-05-05

سعد البصري

من الملفت للنظر وخلال موسم الشتاء المنصرم وعلى وجه الخصوص في نهايته سقوط كميات كبيرة من الأمطار على بلدنا العزيز وبالذات في المناطق الجنوبية منه . والحقيقة إن سقوط المطر بهذه الكثرة قد سبب مشاكل جمة بالنسبة للفلاحين والمزارعين الذين لم يتهيئوا لمثل هكذا أمطار ، وخصوصا إن السنوات الماضية لم تشهد هطولاً للأمطار كهذه السنة ، والعلم بيد الله سبحانه وتعالى ، فعلى العموم إن الأمطار تعني الخير والنماء والرزق وهي بالفعل كذلك بالنسبة للعراق الجريح الذي صارت معظم المحاصيل الزراعية تستورد من الخارج ولعدة أسباب منها شحة مياه ري الأراضي الزراعية التي تعتمد بالدرجة الأساس على المطر أو الحصص المائية أو ما يوجد من مشاكل مالية وإدارية عند الحكومة ( أعانها الله ) ، ويبدو إن انهمار الأمطار هذا ترافق مع انهمار الأزمات على الشعب العراقي ، فبعد أن استبشر العراقيون خيرا بارتقائهم اولى درجات السلم في سبيل الوصول المصلحة الوطنية للعراق وبدءوا يمارسون حقهم الطبيعي لتغيير الواقع العراقي المرير الذي خلفه نظام البعث المتمثل بالطاغية المقبور وأعوانه . بدأت الأزمات تنهال على الشعب المسكين كما ينهال المطر ، فأزمة التحالفات وأزمة النتائج الانتخابية وأزمة الخدمات والأزمة الأمنية وأزمة الفراغ الدستوري وفوق كل هذا أزمة تشكيل الحكومة الذي والظاهر من سير الأحداث إنها سوف لن تتشكل في الوقت القريب ..؟ وبسبب كمية الأزمات ازدادت كمية التصريحات وراح سياسيونا بل كل من له شأن بالسياسة يصرح كيفما يشاء . والمفارقة في الأمر انه كلما ازدادت كمية التصريحات الهاطلة كلما ازداد الأمر تعقيدا . فالسياسة في العراق ألان تشبه إلى حدٍ كبيرٍ سياسة المطر ، الفرق الوحيد بين السياسة والمطر هو أن المطر يأتي فيفرح الناس به وينزل فيجلي الأرض كما يجلي القلوب ، أما السياسة فإنها تقرب البعيد وتبعد القريب وليس فيها شيء ثابت ولا تعتمد المصداقية أساسا لها ، لكنها بطبيعة الحال ( أي السياسة ) صارت أهم من المطر على الأقل عند الشعب العراقي الذي أصبحت تهمه السياسة أكثر من المطر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك