بعد فوز الائتلاف العراقي الموحد في انتخابات 2005 التي شارك بها أكثر من 12 مليون ناخب وشكل البرلمان والحكومة , تلقت تلك الحكومة صدمات عنيفة وأوضاع خطيرة وهزات داخلية وخارجية تمثلت بالارهاب الذي عصف وما زال بالبلاد وبالفساد الذي شل حركة بناء الدولة وأقعدها من النهوض بواقعها إضافة الى أفة البعث التي ما زالت تنخر بالجسد العراقي وتضع العصي في دواليبه لتعطيل أي مشروع يمكن أن يحسب على أنه إنجاز في زمن التغيير من الحكم العفلقي ذي القطب الواحد والتحول الى النظام الديمقراطي التعددي الذي تشارك به جميع اطياف الشعب العراقي التي حرمت من هذا الحق في ظل سيطرة حكم طائفي عنصري فتك بكل من يختلف معه .
واجه النظام الحديث في العراق إضافة الى مصائب وأهوال القاعدة والبعث في الداخل عدم تقبل المحيط العربي بما جرى ويجري فيه بعد أن فقدوا أحد أقطاب الطائفية في ميزان توازنهم , ولذا وجهت كل دولة تضررت من هذا التغيير سهام حقدها على العراق والعراقيين وبكل ما اتيحت لها من سبل سواء الأمنية, السياسية والاقتصادية , عصفت بالبلاد وأثرت على واقعه السياسي العام .
كما ووجهت تلك الدول أساطيلها الاعلامية الحاقدة التي عملت على تشوية الواقع العراقي , فلم يروق لتلك الدول ان يظهر للعلن حقيقة ان غالبية العراقيين من أتباع أهل البيت عليهم السلام وتصم أذانها عن معرفة أنهم يشكلون أكثر من 65% من الشعب وأن ما تفرزه الانتخابات هو واقع حال الشعب بالرغم من الحرب الاعلامية التي مورست ضده قبيل إجراء الانتخابات والتي أدت الى عزوف عشرات الألف منهم من الإدلاء بأصواتهم , فكان الائتلاف العراقي يوصف "بالطائفي" ولكن بالمقابل لم نسمع أي منهم يصف جبهة التوافق أو الحزب الاسلامي وجبهة الحوار التي انتخبها غالبية سنية بأنها طائفية ؟ فهذه الحرب النفسية التي يمارسها الاعلام الموجه من عبيد الدولار مررت بحرفية عالية في الانتخابات الاخيرة للتأثير على نتائجها والتي أدت الى ضياع عشرات الألف من الأصوات نتيجة قلة وعي ناخبينا في الكثير من المناطق من التمييز بين من يريد أنجاح مشروعه الوطني والنهوض بواقعه الحالي وبين من يريد إعادته الى المربع الأول .
فمن ضمن السياسيين الذين شاركوا وبمنصب رفيع في الحكومة السابقة طارق الهاشمي , هذا الطائفي الذي لم يترك مناسبة الا وإستغلها في تأخير أعمال الحكومة سواء برفضه لقوانيين مهمة أو تعطيلها كما فعل مع قانون الانتخابات والذي أجلت لشهرين عن موعدها بسببه .
الأن الهاشمي من قيادات القائمة العراقية والتي فازت بـ 91 مقعد والتي توصف بالقائمة الوطنية بأعتبار ان صفة الوطنية لا تطلق الا لمن يكون أنتمائه بعثي أو متعاطف مع البعث حسب نظرية الاعلام العربي والبعثي الذي يسيطر على الاجواء العربية بأيصاله هذه الفكرة للملايين الذين تعودوا أن تكون مصادر معلوماتهم تلك الفضائيات . اساس الوطنية في القائمة العراقية الذي أستندت اليه ولذر الرماد في العيون وجود مرشحين من سنة وشيعة ولو دققنا في أسماء الشيعة الموجودين في القائمة فأنهم ليسوا ذي اهمية أو تأثير في قرار القائمة فمن هو فتاح الشيخ أو الدنبوس والبطيخ وهؤلاء من البارزين في الواجهة فما بالك بالاخرين !! إضافة الى انهم ليسوا بالمستوى الثقافي والحظور الجماهيري في اي منطقة سواء في المناطق التي انتخبت القائمة أو غيرها , أي أنهم مجرد واجهة وأعضاء غير فاعلين بالمقارنة مع الاخرين أمثال الهاشمي النجيفي والعيساوي أصحاب الاوزان الثقيلة في ميزان الانتخابات , أما علاوي والعلوي فهما أديا دور لهؤلاء وقبضا الثمن مقدما .
نعود للهاشمي وفي مقابلة تلفزيونية له وهو يعلق على خبر أحتمال أندماج الائتلاف الوطني مع دولة القانون لتشكيل الحكومة القادمة , وبنفس اللهجة التي مللنا من سماعها منه ومن أمثاله يتخوف من ردت فعل الشارع بالعودة الى الاصطفافات الطائفية !! ولكن السبب الحقيقي من مثل هكذا تصريحات يعود الى من كان السبب في فرقة الائتلافين والدخول بمعزل عن الائتلاف الذي أوصله الى رئاسة الوزراء ! , فلو قدر ودخل الائتلافين في قائمة واحد منذ البدء لحصد أكثر من 159 بكثير ولاصبح الطائفي الهاشمي وغيره أمام أمر عراقي واقع على الأرض من أن هذه النسبة طبيعية وحسب التركيبة السكانية فمثلما حصد هو أصواتا في مناطق معينة حصد الائتلافان الاصوات في مناطق اخرى . فما دامت النوايا غير سليمة بالنسبة لكثيرين خصوصا من هؤلاء الذين خبرهم الشعب في تلك السنين السبع من خلال تصريحاتهم التي لا تطمئن أو من خلال مواقفهم وأدوارهم في رزع الفتن ومسؤوليتهم عن الاحتقان الذي يصاب به الشارع العراقي بين الحين والاخر تبقى الاصطفافات الطائفية مستمرة ربما لفترتين انتخابيتين او ثلاث الى أن يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر .
عراقيـــة
https://telegram.me/buratha