المقالات

مراسلكم من هور الحويزة

1575 14:39:00 2010-05-03

حافظ آل بشارة

مر اليوم العالمي لحرية الصحافة بصمت وخجل كما تمر الايام الاخرى لان سجل صحافة هذا البلد اصبح حافلا بالعار ، كان الصحفي تابعا للقصر الجمهوري ، واليوم انجلت الغبرة عن الصحفي نفسه وقد عثر على قصر جمهوري جديد ، كان المستنقع الرئاسي اقوى من ارادة الصحفي الفرد وهو يفكر بالثورة والتمرد ، والى جانب ذلك الانحطاط كان هناك صحافة وصحفيون من نوع خاص لا يعرفهم احد ، هؤلاء تمردوا على المستنقع ، فكانت اقلامهم سيوف منازلة لا تعرف المساومة ، تاريخ الصحافة العراقية يحتاج الى اعادة قراءة ثم اعادة كتابة ولا خير في تاريخ يتجاهل صحافة المؤمنين المقاومين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، حرام على رواة التاريخ القريب ان يقلبوا الحقائق الى هذا الحد ، ينتشلون سكان المستنقع الاعلامي ليعيدوا غسلهم وعرضهم في جامخانات العراق الجديد ،

ان ركوب موجة السلطة والتزلف ظاهرة خالدة منذ ملحمة جلجامش لكن ذاكرة الوطن ليست مثقوبة الى هذا الحد . يرسمون صورة ثورية ناصعة لبعض اعلاميي الفيلق المندثر ليقولوا انهم كانوا ثوريين مجاهدين وعلى اتصال مستمر مع القيادات الجهادية ولكن التغطية ضرورية لحماية الارواح ، ذلك الاعلامي كان ثوريا مجاهدا لكنه مدح صدام مجبرا لكي يخدع المخابرات ! وهجا العلماء والمجاهدين بقصائده ووصفهم بالعملاء لكي يخدع المخابرات ، وذهب هو وزوجته لمقابلة احد كبار المسؤولين في مكتبه لكنه عاد من المكتب لوحده لكي يخدع المخابرات ، وحصل على بيت فخم وسيارة حديثة وكانت تصله الهدايا من الحزب والدولة ليخدع المخابرات ، وشارك المخابرات في مطاردة المجاهدين في الاهوار والامساك بهم واعدامهم ليخدع المخابرات ، وعندما سقط نظام صدام تقدم هذا الرجل ليحتل مكانة مرموقة في الجهاز الاعلامي الجديد وكلما صادفه الضحايا في مكان غمز بعينيه وقال : الم اقل لكم اني كنت اخدع المخابرات؟

هذا اليوم العالمي الاسود لعبودية الصحافة يذكرني برعيل من شرفاء هذه المهنة المدهشة ، كانوا غامضين يشبهون ملائكة مكونين من الضوء ، حضروا في الاهوار ومقرات الجهاد القديمة في ام النعاج ، والحويزة ، والصالحية ، والدعيجي ، والهدامة ، والجزيرة ، وسلف آل جويبر ، وفي جبل شمران ، وقره داغ ، وقوبي ، وزردلي كاو ، وسوسينان ، وميدان وكلار ، كانوا يقاتلون نظام الجريمة بلا هوادة ، و يلقون اقلامهم باحثين عن بطل حسيني المشارب ليخدموه فوجدوا ملوكا عظماء قاماتهم تمس الغيوم انهم ملوك الميدان وسادة العطاء والاستشهاد ، احاط بهم الصحفيون ليسجلوا في حضرتهم شرف الانتماء ، هؤلاء هم أمراء الشهادة الذين تشرفت الصحافة الجهادية بخدمتهم : ابو الخير ، ابو حسين الهاشمي ، ابو طارق البصري ، ابو ميثم الصادقي ،ابو ايوب البصري ، وابو ظاهر ، ابو نازك ، ابو فدك ، ابو لقاء الصافي وابو محمد الطيب وابو ذر الخالصي ابو احمد الرميثي ، هؤلاء هم نجوم العراق الذين يجب ان تفتخر الصحافة بخدمتهم ، في تلك الاجواء الحافلة بالتفاؤل والعطاء اسس الرجال صحيفتهم الاولى (بدر) واذاعتهم الاولى (صوت العراق الثائر ) وتلفازهم الاول ( الانتفاضة ) وكلما جددت صحافة المستنقع الصدامي الآسن انبطاحها لرمز الجريمة والوحشية جدد اؤلئك الشهداء الاحياء اصرارهم على مواجهة الطواغيت بالكلمة الصادقة الشجاعة ، تلك صحافة قد خلت لها ماكسبت ولكم ما كسبتم ادار دفتها فرسان يحبهم الله ورسوله ويحبون الله ورسوله اقلامهم كالبنادق وقاماتهم كالنخيل ، في يوم الصحافة ابكي لذكراهم . أحييهم وقد اصبحوا غرباء في العراق الجديد مقصيين مهمشين ، العار الاكبر كله لعراق يمر به اليوم العالمي لحرية الصحافة وسادة القلم المقاوم فيه غائبون مغيبون تهدى اكاليل الورد لغيرهم ، بلد ذليل يتصدر مشهده الاعلامي مرتزقة الامس ، وكل من تسأله عن سر اللعبة يقول كنا نخدع المخابرات !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
amir jaber
2010-05-03
جزيت خيرا اخي الكريم على هذه المقالة لكن ياعزيزي ليس العتب على هؤلاء لكن العتب كل العتب على من اداروا دفة السلطة كي ينصفوا المظلومين فاذا بهم ياسسون دولة الفساد رقم 1 في العالم باختيارهم للمتزلفين والافاقين اي انهم يتحملون صناعة هذا الوضع الذي لايليق بمن قدموا ارواحهم وانه شرف مابعده شرف ان لايشرك هؤلاء الابطال مع هؤلاء الاوغاد لان ايامهم باتت معروفة وسيلعنهم الله والناس والتاريخ
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك