بقلـم : مصطفى مهـدي الطـاهـر
في غمرة النجاحات الامنية التي تحققها ثلة من القوات الامنية في هذه الايام والتي توجت بمقتل الارهابيين البغدادي والمصري والعبيدي واخرين‘ تنبري كثير من الابواق الاعلامية المحلية والاقليمية والدولية وكتاب وسياسيين للتقليل من اهمية هذه النجاحات بل والتشكيك بمصداقيتها لولا اعتراف القاعدة بهلاك هؤلاء السفاحين.
ان تلك الثلة الوطنية من قواتنا الامنية تستحق الثناء والمساندة والتقدير الذي يليق بها كونها اثبتت ولاءها الوطني في وقت حرج وحساس‘ يصعب فيه تحركها بحرية وحزم لان هنالك في البلاد من السياسيين او لنقل من المشتركين بالعملية السياسية من يعمل جاهدا بالتلميح تارة وبالتصريح تارة اخرى وبالقول والفعل على اضعاف الروح المعنوية للقوات الامنية بغية ابقاء البلاد في حالة اللاسلم واللاحرب اي بمعنى ادامة الفوضى لأطول فترة ممكنة‘لان استمرار الفوضى وضعف قبضة الدولة على مرافقها يصب في مصلحة اشخاص وقوى لاوزن لها ولا تاثير اذا مااستقر الوضع وسارت البلاد وفقا للدستور والقوانين. فتحية اكبار واعتزاز لقواتنا الامنية المخلصة.
تقوم كثير من وسائل الاعلام وخصوصا الغربية منها‘بنشر خبر اواخبار للتغطية على شيء وللمشاغلة او استكشافية او من اجل الضغط باتجاه معين للوصول الى هدف محدد‘هذه الاخبار عادة ماتُسّرب اليها من جهات رسمية وبالطبع ان تلك الوسائل الاعلامية تعرف ذلك‘لكنها تتوائم مع تلك الجهات.
بين الفينة والأخرى تطالعنا احدى الصحف الامريكية بخبرمثير‘تترتب عليه الكثير من المساويء والسلبيات على الساحة العراقية‘ وهذه المرة ساقت لنا خبر السجون السرية ملغوما بكثيرمن الالغام والتحريض.فلم تكتفِ الصحيفة بايراد خبر السجن السري بل جمعته فاصبح السجن سجونا ثم اضفت اليه الصفة الطائفية والمناطقية ابتغاء الفتنة والبلبلة‘ثم لتتلقفه الماكنة الاعلامية العفلقية المعروفة باسلوبها الماكر لتنسج عليه القصص والروايات لتاجيج الفتنة واشعالها بما يخدم اهدافهم التخريبية الخبيثة.
في حقيقة الامر ان الصحيفة ارادت من نشر ذلك الخبر المبالغ فيه بالتاكيد ضرب عصفورين بحجر واحد كما يقول المثل‘فقد ارادت اثارة البعض داخليا والرأي العام الاقليمي والدولي للضغط على السيد المالكي واضعاف موقفه من قضية اعادة العد والفرز وايضا لحمله وائتلافه على تغيير موقفهما من مسالة التمسك به كمرشح وحيد لرئاسة الوزراء وكذلك محاولة شق ائتلاف دولة القانون وهذه المحاولات جارية على قدم وساق لاضعاف هذا الائتلاف من داخله‘لذا شَنّوا حملة اعلامية تحت اسم السجون السرية كتهديد للمالكي واخافته واجباره على التنازل او التراجع عن موافقه‘ اي ابتزاز سياسي.
اما الامر الاخر الذي اريد لهذه الحملة ان تحققه هو اظهار الحكومة كحكومة طائفية تعتقل ابناء السنة دونما وجه حق في سجون غير قانونية‘اي عملية تحريض واضحة على العنف والاقتتال الطائفي.
اذا كانت تلك الصحيفة وكل من وقف موقفها من السياسيين والاعلاميين في داخل العراق وخارجه‘صادقين في احترامهم لحقوق الانسان كما يتظاهرون!! فلماذا لايذكرون اتباع التيار الصدري مثلا ‘الذي يقبعون في السجون؟!! هل تاكدوا من انهم لايقبعون في سجون سرية؟؟ او ان حقوق الانسان لاتنطبق الا على بعض خلق الله وانها عوراء لاترى الا بعين واحدة!!
ان هذه التدخلات السافرة والمضرة بالشأن العراقي انما يشجعها ارتماء بعض ساسة العراق الانتهازيين او كما يسمون انفسهم ساسة في احضان دول لاتريد الخير والاستقرار للعراق وشعبه..وعلى الساسة الوطنيين المخلصين عدم الالتفات لهذا الابتزاز السياسي‘ وان يركنوا الى شعبهم من خلال خدمته واصلاح اوضاعه المختلفة‘ وعدم تنفيره منهم عبرالقضاء على الفساد بكل انواعه وعدم اهمالهم اوارهاقهم بالروتين وتحقيق العدالة للجميع‘ لانه الوحيد القادر على احباط تلك المحاولات الخبيثة.....
https://telegram.me/buratha