سعد البصري
الكثير من الشخصيات التي شاركت بالانتخابات البرلمانية العراقية في السابع من آذار 2010 ومن مختلف القوائم وخاصة ممن فازوا وحصلوا على المقاعد مثل القائمة العراقية وقائمة ائتلاف دولة القانون وغيرها ــ الكثير ــ من هؤلاء علقوا خلال تصريحات أدلوا بها عقب إعلان السيد عمار الحكيم ودعوته للجلوس على طاولة مستديرة للإسراع في تشكيل الحكومة. أعلن هؤلاء بأنهم ليسوا بحاجة إلى الجلوس إلى مثل هكذا طاولات حتى إن البعض منهم عقب عن هذه الدعوة بالقول (لماذا تكون الطاولة مستديرة وليست مربعة ..! ) وكأن صاحب هذا الكلام متيقن تماما بأنه وقائمته قادرين على تشكيل الحكومة بدون الجلوس على تلك الطاولة ، وهذا وغيره من المغرورين أو المغررين إذا صح التعبير هم من أوصل العملية السياسية في العراق إلى وضعها الحالي المتأزم بسبب الاختلافات في وجهات النظر والابتعاد عن ما يحتاجه الشارع العراقي من تعاون من قبل السادة الفائزين في الانتخابات .. لم يكن إطلاق مشروع الطاولة المستديرة من قبل السيد عمار الحكيم موضوعا عابرا أو مشروعا جاء من فراغ بل بالعكس إن السيد عمار الحكيم يدرك مدى أهمية وضرورة أن تجتمع كافة الكتل المشاركة في الانتخابات ( الفائزة منها وغير الفائزة ) ويجلسون وجها لوجه حتى يطرح الجميع كل ما لديهم من مشاريع تساهم في حلحلة الأزمة السياسية العراقية التي بات كل من هب ودب يتدخل بها .؟ أن مشروع الطاولة المستديرة يعكس الرؤية الواضحة للمشهد السياسي عند السيد عمار الحكيم ولا يمثل مطلبا شخصيا أو فئويا بل بالعكس فهناك الكثير ممن يشملهم مشروع الطاولة المستديرة رحبوا بهذا العرض وسارعوا في الدعوة إلى ضرورة العمل به ، لكن الاستبداد بالرأي والابتعاد عن الواقع الحقيقي للخروج من الأزمة جعل مشروع الطاولة المستديرة مشروعا لم يكتب له النجاح في تلك الفترة . وألان وما يمر به العراق من الفراغ الأمني والدستوري وتصاعد مجريات الأحداث بصورة مثيرة وكبيرة من إعادة للفرز اليدوي وما يمثله من سابقة خطيرة تهدد المشروع الوطني العراقي وكذلك شمول 52 مرشحا بقرار هيئة المساءلة والعدالة والمماحكات والتهكمات بين الكتل واعضاؤها والتي صارت مدار حديث الجميع في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العراق يبرز مشروع الطاولة المستديرة مرة ثانية ليكون الحل الناجع والأمثل في حل مثل هذه الأزمات ، وعليه فأن على السياسيين أن يعيدوا النظر في قراراتهم ويجلسوا معا لاعتبارات كثيرة منها الوطنية والدينية وحتى الشخصية لخدمة المصلحة العراقية ، ولا يتمادوا أكثر فيسقط الجميع .
https://telegram.me/buratha