المقالات

احضان الجيران هي الادفأ

784 16:57:00 2010-05-02

حافظ آل بشارة

كلما اراد أحد السياسيين من خطباء العراق الجديد أن يشرف فضائيات العولمة بطلعته البهية قبل الانتخابات وبعدها قرر الاعلان عن رفضه وقوع العراق تحت وصاية البند السابع للامم المتحدة وما يترتب على ذلك ، خاصة وان اسم البند السابع ما هو الا تجميل او اعادة تغليف لمفهوم الاستعمار اذا اعتبرنا ان الامم المتحدة هي شكل من اشكال الامبريالية الرحيمة التي تشرك كافة الامم في الامساك بالسوط لكي يكون الجلد جماعيا وعادلا ، العراق خاضع للبند الاممي الذي يحمل الرقم 7 ضمن ميثاق الامم المتحدة وفيه 13 مادة اهمها المواد 39 و 41 و42 وتتناول الاجراءات التي يجب على مجلس الامن اتخاذها تجاه أي دولة تهدد السلام الدولي مثل قطع العلاقات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية وغيرها جزئياً أو كلياً. واذا لم تؤثر هذه التدابير يتم فرض الحصار وتنفيذ هجمات جوية وبحرية على البلد المعاقب ، وتصبح شؤون البلد السيادية والعسكرية والمالية كلها بيد الامم المتحدة ، وقد وضع العراق تحت هذا البند منذ غزو الكويت سنة 1990 حتى هذه اللحظة ، وهناك اجماع وطني على رفض وصاية البند السابع ومطالبة الامم المتحدة بالغاءه الا ان بعض الدول المسيطرة على المنظمة الدولية استخدمت صلاحيات البند السابع لابتزاز العراق ، لذا اصبحت الاسطوانة الوطنية التي يعزفها الجميع من اجل الزينة السياسية هي شجب البند السابع واستنكاره حتى لو لم يعرف الخطيب ما هو البند السابع ، الاجانب الذين يريدون ابتزاز العراق وابقاء سيف التهديد فوق عنقه يرفعون الى مجلس الامن تقارير كيدية تؤكد ان العراق في ظل النظام الجديد غير مؤهل بعد للخروج من وصاية البند السابع ، معلومات كيدية جعلت العملية السياسية كلها عملية كيدية ، البعض يعتبرون الانتخابات الاخيرة كيدية ايضا لذا يقومون بزيارات كيدية الى عواصم عربية ، يكاد العالم كله يرفض بقاء العراق تحت طائلة العقوبات الدولية والبند السابع بجريرة مافعله صدام الذي اصبح هو وحروبه جزء من الماضي ، الا ان السياسيين العراقيين عندما يذهبون الى الدول العربية او الاتراك او الايرانيين ويحثونهم على التدخل لحسم الخلافات داخل البيت الوطني فهو تشجيع على التدخل الاجنبي في الشؤون الوطنية ! وهذه تصرفات تؤدي الى ازدهار التقارير الكيدية الداعية الى ابقاء العراق تحت الوصاية من خلال رسم صورة سيئة لمستوى التوافق الداخلي بين القوى الوطنية ، كما ان تلك التصرفات تعرقل تنفيذ اتفاقية سحب القوات الاجنبية من العراق التي يجب ان تبنى على قناعة تامة بقدرة العراقيين على السير في طريق الاستقرار والتراضي ، و كل ما يخالف منطق الاتفاقية معناه العودة الى الاحتلال ، هذه المبادرات الخطيرة يقوم بها سياسيون محسوبون على النظام السابق وتنطلق من خلفية نفسية واخلاقية تشكلت بفعل الخوف الشديد من ابناء الوطن بسبب التورط في جرائم ، وكلما مر هؤلاء بحالة من سوء التفاهم في البيت الداخلي قفزوا الى احضان حلفاء صدام القدامى وأخرجوا رؤوسهم من هناك ليوجهوا الشتائم والمفخخات الى بيت اهلهم ، هؤلاء ابناء العراق ام ابناء الجيران ولماذا يطلبون الدفء في احضان الجيران ؟ حتى هذه اللحظة لم تحدث في التطورات الانتخابية أي مخالفات دستورية بل هناك شبهات دستورية وليس الشبهة كالمخالفة ، ومن لم يقبل الاحتكام الى الدستور فالى من يحتكم ؟ في القفزات الاخيرة لم يعد القادة الوطنيون الاشاوس يمانعون من الاستعانة بحاكم عربي من النوع الديكتاتوري لانقاذهم من عدالة الديمقراطية والانتخابات والدستور في بلادهم ، وهذا يعني الاستعانة بالاستبداد ضد الديمقراطية ، وبالظلم ضد العدل ، وبالشر ضد الخير وبالجيران ضد الاهل ، هذا النوع من الاستجارة تشجيع على البقاء في قبضة البند السابع ، وتشجيع على الغاء انسحاب القوات الاجنبية من العراق ، وتشجيع على الغاء العراق الجديد والعودة الى العراق القديم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك