حافظ آل بشارة
كلما اراد أحد السياسيين من خطباء العراق الجديد أن يشرف فضائيات العولمة بطلعته البهية قبل الانتخابات وبعدها قرر الاعلان عن رفضه وقوع العراق تحت وصاية البند السابع للامم المتحدة وما يترتب على ذلك ، خاصة وان اسم البند السابع ما هو الا تجميل او اعادة تغليف لمفهوم الاستعمار اذا اعتبرنا ان الامم المتحدة هي شكل من اشكال الامبريالية الرحيمة التي تشرك كافة الامم في الامساك بالسوط لكي يكون الجلد جماعيا وعادلا ، العراق خاضع للبند الاممي الذي يحمل الرقم 7 ضمن ميثاق الامم المتحدة وفيه 13 مادة اهمها المواد 39 و 41 و42 وتتناول الاجراءات التي يجب على مجلس الامن اتخاذها تجاه أي دولة تهدد السلام الدولي مثل قطع العلاقات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية وغيرها جزئياً أو كلياً. واذا لم تؤثر هذه التدابير يتم فرض الحصار وتنفيذ هجمات جوية وبحرية على البلد المعاقب ، وتصبح شؤون البلد السيادية والعسكرية والمالية كلها بيد الامم المتحدة ، وقد وضع العراق تحت هذا البند منذ غزو الكويت سنة 1990 حتى هذه اللحظة ، وهناك اجماع وطني على رفض وصاية البند السابع ومطالبة الامم المتحدة بالغاءه الا ان بعض الدول المسيطرة على المنظمة الدولية استخدمت صلاحيات البند السابع لابتزاز العراق ، لذا اصبحت الاسطوانة الوطنية التي يعزفها الجميع من اجل الزينة السياسية هي شجب البند السابع واستنكاره حتى لو لم يعرف الخطيب ما هو البند السابع ، الاجانب الذين يريدون ابتزاز العراق وابقاء سيف التهديد فوق عنقه يرفعون الى مجلس الامن تقارير كيدية تؤكد ان العراق في ظل النظام الجديد غير مؤهل بعد للخروج من وصاية البند السابع ، معلومات كيدية جعلت العملية السياسية كلها عملية كيدية ، البعض يعتبرون الانتخابات الاخيرة كيدية ايضا لذا يقومون بزيارات كيدية الى عواصم عربية ، يكاد العالم كله يرفض بقاء العراق تحت طائلة العقوبات الدولية والبند السابع بجريرة مافعله صدام الذي اصبح هو وحروبه جزء من الماضي ، الا ان السياسيين العراقيين عندما يذهبون الى الدول العربية او الاتراك او الايرانيين ويحثونهم على التدخل لحسم الخلافات داخل البيت الوطني فهو تشجيع على التدخل الاجنبي في الشؤون الوطنية ! وهذه تصرفات تؤدي الى ازدهار التقارير الكيدية الداعية الى ابقاء العراق تحت الوصاية من خلال رسم صورة سيئة لمستوى التوافق الداخلي بين القوى الوطنية ، كما ان تلك التصرفات تعرقل تنفيذ اتفاقية سحب القوات الاجنبية من العراق التي يجب ان تبنى على قناعة تامة بقدرة العراقيين على السير في طريق الاستقرار والتراضي ، و كل ما يخالف منطق الاتفاقية معناه العودة الى الاحتلال ، هذه المبادرات الخطيرة يقوم بها سياسيون محسوبون على النظام السابق وتنطلق من خلفية نفسية واخلاقية تشكلت بفعل الخوف الشديد من ابناء الوطن بسبب التورط في جرائم ، وكلما مر هؤلاء بحالة من سوء التفاهم في البيت الداخلي قفزوا الى احضان حلفاء صدام القدامى وأخرجوا رؤوسهم من هناك ليوجهوا الشتائم والمفخخات الى بيت اهلهم ، هؤلاء ابناء العراق ام ابناء الجيران ولماذا يطلبون الدفء في احضان الجيران ؟ حتى هذه اللحظة لم تحدث في التطورات الانتخابية أي مخالفات دستورية بل هناك شبهات دستورية وليس الشبهة كالمخالفة ، ومن لم يقبل الاحتكام الى الدستور فالى من يحتكم ؟ في القفزات الاخيرة لم يعد القادة الوطنيون الاشاوس يمانعون من الاستعانة بحاكم عربي من النوع الديكتاتوري لانقاذهم من عدالة الديمقراطية والانتخابات والدستور في بلادهم ، وهذا يعني الاستعانة بالاستبداد ضد الديمقراطية ، وبالظلم ضد العدل ، وبالشر ضد الخير وبالجيران ضد الاهل ، هذا النوع من الاستجارة تشجيع على البقاء في قبضة البند السابع ، وتشجيع على الغاء انسحاب القوات الاجنبية من العراق ، وتشجيع على الغاء العراق الجديد والعودة الى العراق القديم .
https://telegram.me/buratha