سعد البصري
إن المتابع للشأن السياسي العراقي وما يجري ألان في هذا الشأن لابد له أن يقف مذهولا أمام كمية التصريحات التي تصدر من السياسيين وأعضاء الكتل البرلمانية التي شاركت بالانتخابات النيابية الأخيرة لما تحمله هذه التصريحات من معان ٍ متعددة ورؤى متباينة عن يحدث في العملية السياسية العراقية ، فالانتخابات انتهت منذ وقت طويل ومر على إجراؤها زهاء الشهرين ولازالت النتائج غير مكتملة . فقسم من القوائم التي شاركت وفازت فرحة ومبتهجة لما خرجت به تلك النتائج والقسم الأخر عبر عن استياءه لنتيجة الانتخابات وقسم ثالث أعلن حالة النفير العام ضد هذه النتائج حتى استطاع أن يُحشد كل ما لديه من إمكانات في أن يُعيد عملية العد والفرز على الأقل في مدينة بغداد والتي لا نعلم متى ستبدأ ( فالتصريحات متضاربة ) بهذا الشأن ولا نعلم ماذا ستفعل تلك القنبلة الموقوتة ( أي إعادة عملية العد والفرز ) بالمشهد السياسي العراقي وما سيترتب عليها من آثار ممكن أن تعيدنا إلى المربع الأول ..؟ هذا من جهة ومن جهة أخرى فأن التحالفات باتت مبهمة وغير معروفة حتى عند السياسيين أنفسهم فضلا عن أبناء الشعب العراقي الذي لا يدري ماذا يدور حوله ،
فبعد إن كان التحالف بين قائمة رئيس الوزراء الحالي السيد نوري المالكي ( ائتلاف دولة القانون ) وبين قائمة ( الائتلاف الوطني العراقي ) قاب قوسين أو أدنى من إعلانه كتحالف نيابي يعتبر الأكبر إذا ضممنا له قائمة التحالف الكردستاني ، وإذا بنا نتفاجئ إن الهوة بين الائتلافين راحت تتوسع ، وها هو الحديث عن تحالف جديد يضم القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي وقائمة ائتلاف دولة القانون ، ولكن هناك عدة أمور لابد لها أن تحسم قبل الدخول في مثل هكذا تحالف وهذه الأمور من وجهة نظري الشخصية والتي لا تخفى على الكثير من المتخصصين وغيرهم بأحوال العراق ليس من السهل الاتفاق عليها وستأخذ وقتا طويلا يدفع العراقيون ثمنه من دمائهم وأرواحهم بسبب الفراغ الأمني والدستوري الحاصل على خلفية تلك التحالفات ..
ثم إن هناك حالة استياء من قبل الشعب العراقي بسبب التأخير في تشكيل الحكومة ، أضف إلى ذلك ما أعلنت عنه المفوضية (اللامستقلة) للانتخابات عن التبعات التي قد تحدث جراء إعادة عملية العد والفرز ، وكذلك ما أعلنت عنه المحكمة التمييزية وهيئة المساءلة والعدالة من وجود ( 52 ) مرشحا مشمولين بقانون الاجتثاث ثم ازداد الطين بلة كما يقولون عندما أضافوا إلى هذا العدد تسعة أسماء جديدة من بينهم أسماء فازت في الانتخابات وحصلت على مقاعد ، وهناك الكثير من الأمور التي يطول شرحها وكون هذه الأسباب وغيرها هو ما ستؤدي إلى بالأمور في العراق من سيء إلى اسوأ.
https://telegram.me/buratha