في خضم التجاذبات السياسية والمد والجزر وتراشق الأتهامات بين السياسيين من هذه الكتلة او تلك تتعرض تضحيات الشعب ودماءه الى السرقة من جهة والى التسييس من جهة اخرى من اجل منافع شخصية او حزبية ، كما ان وقفت الشعب العراقي في يوم الأنتخابات بدأت تفقد بريقها وتخبو جذوتها في لجج الظلام وسحائب الأنانية التي غطت سماء الوطن الجريح .
ففي هذا الظرف الحالك والشائك نفتقد ( سماحة الشيخ جلال الدين الصغير ) لنوجه له كلمة لا بد لنا من ان نقولها بصوت عال :
لقد عودتنا ان تحمل بيمينك سراج الضوء الذي ينير لنا الدرب ويوضح لنا دقائق الأمور وخفايا الدهاليز المعتمة في اروقة السياسة المتناحرة لكي نعرف موقعنا ونحدد موقفنا ، ولا ننسى ابدا كلماتك الرائعة في خطب الجمعة التي لم تحمل في طياتها الا الصدق والنصيحة لعباد الله دون ان تجامل او تداهن احدا او تهادن على باطل ، فاين انت الآن من كل مايحدث واين صوتك الذي يبعث فينا الراحة والأطمئنان واين آراءك التي تنبع من واحة الصدق والامانة والحرص على المساكين والمستضعفين من ابناء شعبك الذين صودرت ارادتهم وانتهكت حقوقهم وعرضت مقدراتهم في مزادات سماسرة السياسة من النخاسين والأدعياء والخونة وتجار الدم الذين يريدون استعباد الأحرار تحت شعارات الحرية والديمقراطية التي جعلوا منها مصيدة كبيرة تتسع لشعب كامل .
انني اقف اليوم موقف المعاتب لغيابك عنا في مثل هذا الظرف الحرج ولا اعتقد ان هناك عذر يمنعك من التواصل معنا حتى ولو بتصريح او بكلمات معدودة ترسلها الى من آمنوا بك محاميا ومدافعا عنهم وعن حقوقهم مع كثرة الوسائل ووفرة السبل لفعل ذلك ، وانا على يقين من انك تتقبل العتاب وترد الجواب وانني لم اقل ما قلته الا حبا واحتراما لشخصكم الكريم ومن شعور كبير بالحاجة اليكم في هذه الأيام العصيبة والليالي الحالكة التي ارخت سدولها على العراق وشعبه ، فمن حقنا ان نطيل العتاب بعد ان اطلت علينا الغياب لنردد القول المأثور ( وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ) .
https://telegram.me/buratha