ابو هاني الشمري
العراق ومنذ نشأته الى يومنا هذا ابتلي بمجاميع تدّعي احقيتها بحكمه المطلق دون سواهم من ابناء الشعب ولهذا وعند مراجعتنا لتاريخه جيدا نجد ان هؤلاء الحكام الذين تسلطوا عليه قد بنوا دولتهم على جبال من الجماجم وانهار من الدماء وخير دليل على ذلك هو ماعايشناه من حقبة حكم مجرمي البعث خلال فترة زادت عن 35 عاما ...اليوم وبعد انهيار صرح البعث الاجرامي بمعاونة دول ارسلها الباري عز وجل (بعد ان طغى وتجبر قادته واذاقوا ابناء العراق شتى انواع الويلات والمصائب) لتزيح هذه الزمرة الفاسدة عن الحكم وتلغيها من قاموس العراق بشكل نهائي بموجب دستوره الذي صوت عليه الشعب ... نجد ان بقايا هؤلاء المجرمين قد تكيفوا جيدا كالجراثيم للوضع الذي طرأ على بلدنا وبدأوا الولوج في اغلب مفاصل الدولة مستغلين ثغرات كثيرة احدثوها بطريقة اجرامية لايصل اليها اعتى المجرمين على هذه الارض ومن خلال احداث فتن كبرى وبتحالفات مشبوهه مع تيارات تدعى الاسلام وتقتل تحت مسماه كل من يخالفها الرأي وبهذا اعادوا فصل القتل والذبح واسالة دماء الابرياء مرة اخرى بلا سبب معروف سوى استغلال هذا النوع من الجرائم للحصول على تنازلات من قادة وابناء العراق لكي يتخلصوا منشرورهم !! ... وهكذا دخلت علينا مسميات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر مسمى المصالحة الوطنية التي اعادت الكثير من هؤلاء المجرمين الى عملهم في مفاصل الدولة واطلقت سراح الكثير منهم من السجون وهم من قد فعل مافعل من جرائم يستحقون عليها الاعدام !!هؤلاء بعد ان تسلقوا على اكتافنا ونفذوا الى مفاصل الدولة الجديدة بدأوا من اللحظة الاولى لدخولهم في الحكومة باستخدام معاول التخريب فيها عسى ان يتم اسقاطها ومن ثم استلامهم لامور البلد مرة ثانية من خلال اصدار البيان رقم واحد الذي يحلمون به!!...هؤلاء البعثيين وخلال حقبة مابعد صقوط طاغيتهم تلونوا بالوان شتى ... من اسلامية الى علمانية الى الى ... حتى آل بهم المآل الى ان يتحدوا تحت راية جديدة وتحت مسمى (القائمة العراقية) وبتوجيه ودعم لامحدود من دول عربية مجاورة ومعادية للتغير الديمقراطي الجديد في العراق رغم ان قلة منهم ليسوا من هؤلاء المجرمين ولكنهم خُدعوا بشعارات تلك القائمة الفضفاضة والتي تذكرنا بشعارات البعث المقبور التي لم نقبض منها سوى المصائب. لقد استخدم هؤلاء طرق والاعيب مكشوفة للشعب العراقي الذي بات يرصد تحركاتهم واحدة واحدة لانهم الخطر الداهم الجديد ضد كل المشروع الديمقراطي .. وبعدما حدث ماحدث من تلاعب في نتائج الانتخابات عرفه القاصي والداني وبعد ان اقر القضاء العراقي اعادة فرز نتائج الانتخابات لمدينة بغداد جن جنون هؤلاء القوم وبدأوا يعيدون استخدام اسلوب التهديد الذي اثمر في السنين السابقة وحصدوا منه صفقات كبرى اعادت الكثير منهم الى مفاصل حساسة في الدولة الجديدة ... اليوم يعيدون اسلوب التهديد والانذار بالويل والثبور وعواقب الامور ان حصل تغيير جديد في النتائج حتى ذهب بهم الحال الى ان يصدروا بيانا عجيبا غريبا (يأمرون به الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وكل الكرة الارضية!!) ان تصدر الاستنكارات والبيانات التي تشجب اعادة العد والفرز اليدوي ويطالبون شعوب العالم ان تخرج بتظاهرات صاخبة عونا لهم !!... لم يقف بهم الحال عند هذا الحد فقد تحرك رئيس القائمة علاوي بجولة سريعة الى الدول العربية طالبا العون من حسني مبارك ومن عمرو موسى ومن قادة الدول الاخرى لاعانته على تحقيق حلمه بالجلوس على كرسي رئاسة الوزراء .. ورغم ان ظاهر التصريحات التي صدرت من مختلف قادة الدول الدول تدلل على شئ واحد لم يفهمه علاوي جيدا وهو ان القانون يجب ان يكون هو الفاصل في النزاعات الداخلية في العراق حول السلطة وان تلك الدول لاتتدخل في شأن داخلي لايخصها !! ولكن ولكون هؤلاء الاقزام لايعرفون سوى لغة التهديد والتصريحات النارية فقد استمروا على نهجهم الخبيث.اليوم خرج علينا سلمان الجميلي صاحب الوجه الجامد والذي لايعرف ماهي الابتسامة في حياته ليقول ان دعوة قائمته لتدخل الامم المتحدة هو لانقاذ العملية السياسية !!! ياسلمان- ان كانت قائمتك تريد تدخل الامم المتحدة فعليك ان تعرف ان الامم المتحدة لديها امين عام معروف الاسم والمكان وبامكانكم مخاطبته مباشرة ... اما تسكع قادتكم على ابواب الدول العربية فهو خيانة مكشوفة وتآمر علني ومفضوح ضد العراق وشعبه.ياسلمان- انت واحد من اعضاء البرلمان السابق الذي صوت على قانون المحكمة الاتحادية وعلى قانون المفوضية العليا للانتخابات وعلى قانون هيئة المسائلة والعدالة ... ألم يكن الاولى بكم وبرؤساء قائمتكم ان يتخذوا طريق القانون لحل اي اشكال داخل البلد؟ ام انكم لاتعترفون بالقانون؟!!!ياسلمان- حينما نراكم وانتم تشتمون القضاء وتشتمون المفوضية وتشتمون هيئة المسائلة والعدالة وكل تلك الجهات جزء من الدستور العراقي وتعمل ضمن ضوابطه ... الا يعطينا تصرفكم هذا على انكم لاتعترفون بالدستور ولابالقانون ولا برأي الشعب الذي صوت لهذا الدستور لانه اضر بمصالحكم !! فكيف نأمنكم غدا على انفسنا وعلى ادارة دفة الدولة بموجوب الدستور الذي صوتنا عليه وانتم تريدون اعادة مجرمي البعث الذين لايمكن لهم ان يكونوا في العملية السياسية حسب بنوده؟ياسلمان- إن كانت لكم حقوق فإن القانون ضامن لها أن كنتم تعترفون بهذا القانون الذي خرج من بين ايديكم في البرلمان السابق فلماذا تذهبون لطلب العون من اناس لاشأن لهم بما يجري من استحقاق ديمقراطي تريدون النفاذ من خلاله بشتى الوسائل كي تنالوا مآربكم الخبيثة؟
هل عرفت الآن ياسلمان انكم لم تطلبوا العون بل طلبتم الانقلاب على العراق الجديد ... واكبر دليل على ذلك هو نعيقكم بتشكيل حكومة انقاذ وطني ... ونحن نعلم انكم تنعقون لاجل ان تشكل حكومة لانقاذ البعثيين من يد العدالة ليس إلا
https://telegram.me/buratha