قلم : سامي جواد كاظم
احداث التاريخ العالقة والمشتبه بها والتي نتج عنها خلافات هي كثيرة وتبقى قضية فدك الاكثر جدلا من بين تلك الاحداث الا انها تمتاز عن كل تلك الاحداث انها ما اثيرت قط عقب استشهاد الزهراء عليها السلام صاحبة الحق من قبل اصحاب الحق بل ان الخلفاء فيما بينهم يحاول البعض ترقيعها والبعض الاخر يكرر اغتصابها ومن كل هذه الجدليات تتجلى حقيقة واضحة وساطعة كسطوع الشمس وسط النهار ان فدك فاطمية اغتصبت .
من بعض تلك المواقف عقب استشهاد الزهراء عليها السلام موقف امير المؤمنين عليه السلام مع الخليفة الاول عندما ساله عن صحة حديث البينة على من ادعى واليمين على من انكر فاجاب الخليفة الاول انه صحيح فقال (ع) لو كان في يد المسلمين شيء وادعيت ا نا به فهل تطلب مني البينة ام منهم فاجابه بل منك فقال عليه السلام فدك في يدنا وانت ادعيت فعليك البينة وعلي اليمين وليس علينا ان ناتيك بالشهود .
وعادت الكرة عندما منحها الخليفة الثاني لبني هاشم جمعا فلم ياخذها احد لعلمهم بانها من حق علي واولاد فاطمة عليهم السلام ، وعاد الخليفة الثالث ليمنحها لكف يهودية قال عنها علي عليه السلام انه مروان الوزغ ابن الوزغ .وعاد الخليفة عمر بن عبد العزيز لاسترجاعها الى الامام الباقر في محاولة منه اعادة الحق لاهله وعاد يزيد بن عبد الملك فاغتصبها ثانية ، وجاء دور هارون العباسي الذي طلب من الامام الكاظم عليه السلام ان يحد له فدك فقال(ع): "إنْ حدّدتُها لم تردّها"، فأصرَّ هارون عليه أن يبيّنها له قائلاً: بحقِّ جدِّك إلاَّ فعلت.
ولم يجد الإمام بُدّاً من إجابته، فقال له: "أما الحدّ الأول، فعدن ـ فلما سمع الرشيد ذلك تغيّر وجهُه، واستمرّ الإمام(ع) في بيانه ـ والحدُّ الثاني: سمرقند ـ فاربد وجه الطاغية ـ والحدُّ الثالث إفريقيا ـ فاسودّ وجهه ـ والحدُّ الرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينيا. قال هارون: لم يبقَ لنا شيء. فقال(ع): قد علمت أنَّك لا تردُّها"، هنا تاكيد ان قضية فدك قضية سياسية .
ومن الملاحظ ان الامام علي عليه السلام عندما نصب خليفة على المسلمين لم يستردها في زمن خلافته حتى لا يكثر اللغط في وقتها ، اضافة الى ذلك لم يطالب بها ولا امام منذ ان استشهدت فاطمة عليها السلام حيث الذي يستردها سيظهر في اخر الزمان .هذه الاحداث المتعلقة بفدك تجعلها قضية محورية ودليل ادانة لمن اغتصبها بل واصبحت حديث حتى العلماء والمفكرين فيما بينهم ومن مختلف مذاهبهم وها هو ابن ابي الحديد المعتزلي يحاور استاذه ابي جعفر بعدما نقل له خبر ابي العاص بن الربيع ابن أخٍ لخديجة وزوج ربيبة رسول الله (ص) زينب ، والذي بقي مشرك بعد نزول الوحي وانطلاق البعثة .وحاول اهل مكه التاثير على اصهار رسول الله(ص) فطلبوا منهم ان يطلقوا بناته فجاءوا الى ابي العاص وقالوا له:طلق بنت محمد! فقال: ابوالعاص:انا لا ارضى بذلك ولا افضل امرأة من نساء قريش على زوجتي، لذلك قال رسول الله(ص) عنه:أنه نعم الصهر.عندما هاجر رسول الله (ص)الى المدينة بقيت زينب مع ابي العاص ، ولما جاءت قريش لقتال المسلمين كان ابوالعاص معهم فكان من جملة من أسَّره المسلمون.جاءوا بالاسرى الى رسول الله (ص) وكان ابوالعاص معهم.فارسلت قريش فدية لاسراها ومن بينها كانت زينب قد ارسلت قلادة اهدتها لها امها خديجة ليلة زفافها مقابل اطلاق سراح زوجها ابي العاص.فلما رأى رسول الله (ص) تلك القلادة رق قلبه لحال ابنته زينب فقال للمسلمين:اذا رأيتم صلاحاً ان تُطلِقوا اسير زينب وارجعوا لها اموالها.فاستجاب المسلمون عن رغبة لمراد رسول الله (ص) وقالوا:يارسول الله! فداك اموالنا وانفسنا.وارجعوا ابا العاص والاموال التي ارسلتها زينب....... انتهىيقول ابن ابي الحديد بعد نقلي لهذه الرواية قال لي استاذي ابو جعفر : انظن أن (ابابكر) و(عمر) لم يكونا مع رسول الله (ص) في هذه الاحداث؟الا يقتضي الاحترام والاحسان لفاطمة الزهراء (ع) ان يستوهب لها فدك من المسلمين؟ ام كان مقامها دون مقام اختها زينب كيف وهي سيدة نساء العالمين؟ هذا اذا لم يكن لها حق في فدك ولم تصلها ارثاً عن رسول الله (ص).يقول ابن ابي الحديد: قلت لاستاذي: بناءً على رواية ابي بكر عن رسول الله (ص) ان فدك حق عام للمسلمين ولا يحق لابي بكر أن يتصرف بها؟فقال الاستاذ في جوابي:فدية ابي العاص ايضا كانت للمسلمين ومع ذلك استرضاهم رسول الله (ص) وارجعها لابنته زينب.قلت: اما رسول الله (ص) فكان صاحب الشريعة وامره نافذ اما ابوبكر فليس كذلك.قال الاستاذ: لم اقل لِمَ لم ياخذها ابوبكر غصباً من المسلمين ويعطيها لفاطمة (ع) بل قلت: لماذا لم يصنع كما صنع رسول الله (ص) ويستوهبها لها من المسلمين؟ هل تظن ان ابابكر لو كان قد قال لهم: ياايها المسلمون هذه فاطمة بنت رسول الله (ص) جاءت تطالب بفدك فهل تهبونها لها؟ أتظن أن المسلمين لايهبونها لها؟......انتهىبعد كل هذا هل هنالك شك في احقية فاطمة وبعلها وبنيها عليهم السلام بفدك ؟
https://telegram.me/buratha