باسم العلي
تهديد الحيدري بالاستقالة اقرار مسبق بالتزوير
ان تصريح الحيدري رئيس المفوضية العليا للانتخابات بانه في حالة اعادة الانتخابات البرلمانية فانه سوف يستقيل يجعلنا نتسائل ياترى لماذا هذا الاصرار على ان لاتزوير حاصل! وعلى هذا الخوف من العد والفرز اليدوي! وهذا التخوف من اعادة الانتخابات باكملها! وهذا التخوف والتهديد من ان اعادة الفرز اليدوي سوف يدخل العراق في دوامة حرب وفوضى!كل هذه الاسئلة وربما كثير غيرها تحتاج الى وقفة وتامل في اسببها وتداعياتها.
الانتخابات في الدول المتقدمة تجري وتعلن نتائجها الاولية بصورة انية فربما كل قضاء او مدينة تعلن نتائج الانتخابات فيها في نفس اليوم الذي تجري فيه الانتخابات. فترى على شاشات التلفزيون النتائج تاتي متلاحقة الى غرفة العمليات وفي نهاية العد والفرز يعلن الحزب او الكتلة الفائزة فوزها والكتلة الخاسرة خسارتها.
ان وجود مراقبيين في كل محطة انتخابية من كل كتلة داخلة في الانتخابات وتوقيعهم على نتيجة المحطة وحصولهم على نسخة من نتيجة العد توثق نتيجة تلك المحطة (واذا ارادت كتلة تغير النتيجة فانها سوف لاتتطابق مع النسخ الاخرى) ثم تبعث النتيجة الى مركز المدينة او القضاء لتجميعها. يوجد في المركز مراقبين من كل كتلة يصادقون على النتائج في تلك المدينة او القضاء وبعد الاتصال بزملائهم في المحطات الانتخابية للتاكد من النتيجة الكلية لذلك القضاء او المدينة ترسل نتيجة العد في تلك المدينة او القضاء الى غرفة العمليات الرئيسية وتدقق بنفس الصورة السابقة ويوقع عليها مراقبي الكتل قبل ان تعلن النتيجة.
ان هذا الروتين يمنع اي شكل من اشكال التلاعب بالاصوات واذا حصل اي اعتراض فيمكن الرجوع الى النسخ المصدقة والموجودة عند كل مراقب من مراقبي الكتل للتاكد من صحتها. اما في الانتخابات العراقية فان مفوضية الانتخابات تعد الاصوات وتصنف وتدخل النتائج في الكومبيوتر في فترة اسابيع يكون خلالها عملية التلاعب بالاصوات سهل يسير ففي كل مرحلة من العملية هنالك مجال للتزوير. ان تاريخ البعث حافل بعمليات التزوير فهم اساتذة في تزوير كل شئ (الم يفوز صدام بالانتخابات بدرجة 100%).
من كل ما تقدم نفهم التالي: ان سبب او اسباب تهديد الحيدري يعزى الى الامور التالية: اما لانه يعلم بالتزوير وله يد فيها ويخاف ان ينفضح ويحاسب فلذلك انه يستعد لتقديم استقالته والهرب الى خارج العراق, واما انه يعلم بالتزوير ويعلم ان كشف التزوير سوف يخلق ردود فعل عنيفة وحرصا على العراق فيهدد بالاستقالة اذا ما طالبت الكتل المغبونة باعادة الانتخابات, او ربما لايعلم بها ولكن امر المحكمة الى المفوضية باعادة فرز الاصوات تؤكد ان هنالك اشكالية في فرز الاصوات وبالتالي تعني فشله كرئيس للمفوضية.
ان مما لاشك فيه بان هنالك تزوير وربما يفوق ما كنا نتوقعه او يمكن ان يصدقه احد ومما لاشك فيه ان القائمة العراقية لها اليد الطولى بذلك التزوير ومما لاشك فيه بان البعض من العاملين في المفوضية لهم يد فيها, ان ردود الفعل العنيفة شواهد على هذا الامر والا فما الضرر من اعادة العد والفرز وبصورة خاصة اذا كانت تحت اشراف ورقابة وتوثيق الكتل المشاركة في الانتخابات. المثل الشعبي يقول (اللي جوة ابطه عنزة يبغج)
ان تهديد الحيدري والقائمة العراقية وكل من يعترض على اعادة العد والفرز وحتى اذا دعى الامر الى اعادة الانتخابات (وهذه المرة يجب ان تصير بصورة علنية) لايعني شيئا الا ان امرهم مشكوك فيه.
https://telegram.me/buratha