فراس الغضبان الحمداني
تشهد الساحة الاعلامية فوضى عارمة في الاعلام الحكومي المتمثل بالمكاتب الاعلامية في الوزارات المختلفة والتي اصبحت نموذجا للتخلف المهني . والفساد الذي عم البلاد وتشارك فيه شخصيات اعلامية مفسدة وبعض كبار المسؤولين الذين ورطهم بعض البواقين من محترفي التملق للوزراء .
وهذه المكاتب يفترض استنادا لعلم الاعلام والاعراف والتقاليد المهنية ان تكون واجهات متقدمة في الاعلام المتخصص الذي يحمل رسالة سامية ونبيلة الى الجمهور يوضح فيها طبيعة عمل الوزارة او الجهة التي يمثلها لضمان خلق ثقافة تساعد وتدفع المواطنين للمشاركة في تحقيق اهداف الوزارة وفي المجالات كافة ، في التربية والتعليم والتجارة والصحة والخارجية وباقي الوزارات الاخرى .
وهذا الامر لو كان معمولا به حقا لتطلب استقطاب كفاءات حقيقية ومخلصة وشريفة لاداء هذا الواجب الوطني والعمل المهني الخلاق . لكن الامر ياسادة ياكرام انحرف الى طريق آخر ، واصبحت هذه المكاتب مجرد ذيول لكبار المسؤولين تتناغم معهم لبلورة اتجاه واحد للاعلام هو الاعلام الرسمي الذي يمتدح المسؤول ويتحدث عن الايجابيات ويتجاهل السلبيات ليضمن التستر على الفساد والاخطاء ، وبهذا يكون الاعلام هو لتحسين صورة المسؤول وليس تقديم خدمة للشعب .
وبالتأكيد فأن أفضل العناصر التي تقوم بهذه المهمة سوف يكون لها شأن كبير مع الوزراء الذين يعشقون الابواق والنفاق وهم عند البحث في تاريخهم المهني والشخصي تراهم كانوا يلعبون نفس الادوار مع الوزراء والوكلاء والمدراء والمحافظين ومع القيادة والرفاق .
فالمهمة واحدة كانت في كل الازمنة شقاق ونفاق وارتزاق ، وكما يقولون فأن الطيور على اشكالها تقع .
راحوا يستقطبون ويجمعون في مكاتبهم الصحفيين الذين على هواهم وعلى عقيدتهم ( الحوسمجية ) ليعلموهم على الفساد وتقاسم المكاسب والمغانم ، خاصة مبالغ الاعلانات والانتفاع من المصالح المتأتية من الشمول بالاستثناءات عن الضوابط والقوانين وبما يخالف سيادة القانون وسواسية المواطنين كما يقول الدستور .
ان هؤلاء وللاسف الشديد مازالوا يقودون الوزراء وحتى بعض الساسة الكبار الى مواطن الرذيلة بعلم او بغفلة فأن كانوا يعلمون فتلك مصيبة وان كانوا لايعلمون فالمصيبة اعظم .
https://telegram.me/buratha