المقالات

منصب رئيس الوزراء وخطورة المناصب الادنى!

908 20:19:00 2010-04-27

بقلــم : مصطفى مهدي الطاهـر

معظم الشعب العراقي يعتقد ان منصب رئيس الوزراء وكابينته هو الاهم والاخطر لدرجة انه يظن ان اشغال هذا المنصب وتعيين الوزراء ممن يؤيدهم او يثق بهم‘ سيقضي على القلق والمخاوف التي تنتابه اذا ماشغله شخص اخرممن يثيرون مخاوفه.

هذا الاعتقاد نابع من العقلية التي تكونت لدى المواطن العراقي عبر عقود من الزمن‘ رأى فيها ان رأس الدولة بيده الحل والعقد‘ ويهيمن على كل مقدرات الدولة‘هو الآمر الناهي والمعطي والقابض!!

لذا فهو يتطلع بشغف ان يتولى منصب رئاسة الوزراء شخص يرغبه ويسانده‘فاذا ماتبوأه غيره استحالت احلامه وتطلعاته اضغاثا وحطاما!وتملكته الوساوس والهموم.

لكن في حقيقة الامروبناءا على النظام السياسي الجديد في العراق يصبح ذلك القلق وتلك المخاوف غير مبرره الى حد ما ولا تستدعي كل ذلك‘فعلى الرغم من اهمية منصب رئاسة الوزراء إلا انه اقل خطورة بكثير من مناصب ووظائف دنيا لها دور كبير جدا وفاعل في التاثير على مجريات الامور في البلاد وعلى جميع ومختلف الميادين.

على الرغم من ان رئيس الوزراء هو القائد العام للقوات المسلحة وهذا موقع حساس إلا انه يبقى اقل خطورة من مواقع ادنى منه بكثير!!وهذا الكلام قد يبدو للكثيرين لامعنى له وانه مجرد سفسطة‘ وهم معذرون لانهم تعودوا على نمط معين من آلية الحكم التي تسلطت على العراق لفترات طويلة.

لتناول هذا الموضوع بواقعية لابد من النظر الى النظام السياسي من بعدين اساسيين هما البعد الخارجي والبعد الداخلي ولكل منهما مرتكزاته ومسالكه‘ فالجانب الخارجي يرتبط اساسا بالمنظومات الحاكمة كالرئاسة ومجلس الوزراء والى حد ما مجلس النواب‘هذه المنظومات الثلاث يمكنها اذا مااحسنت التصرف السياسي اقامة علاقات مميزة مع دول العالم المختلفة وربط العراق بها بصورة قد تكون نافعة وقد تكون ضارة ايضا!!!ففي ظل حالة التشرذم الفكري والسياسي والطائفي والقومي الذي تعانيه البلاد الان‘قد يعمل السياسي بالطريقة التي يعتقد انها تنفعه وشريحته ولا تنفع المواطن والوطن ككل ‘فكم من سياسي زار دولا ليعقد معها صفقات سياسية لاتنبع من مصلحة الوطن ولا تصب في مصالحه اطلاقا!! صفقات سياسية هي في الحقيقة مؤآمرات هدامة.

اذن من خلال النظر الى تلك المؤسسات من الزاوية الخارجية نتبين مدى خطورتها واهميتها سلبا او ايجابا اعتمادا على تصرف المسؤولين‘فعلى سبيل المثال لو ان وزير الخارجية واقصد اي وزير خارجية او مندوبي العراق لدى المحافل الدولية اقاموا علاقات واسعة وقوية مع الدول فانها ستكون نافعة اذا اقاموها على اساس وطني يخدم العراق‘وستكون ضارة لو اقاموها على اساس شخصي او فئوي بما يخدم مصالح ضيقة لاتعود بالنفع على الوطن والمواطن.

وكمثال على خطورة واهمية الجانب الخارجي‘هو حسين سعيد مع انه ليس من المؤسسات الحاكمة الانفة الذكر‘لكنه اضر العراق رياضيا وعزله عن المحافل الرياضية الدولية لانه اقام علاقات شخصية وفئوية لاتمت للوطن باية صلة وبالتالي اضرت العراق ولم تنفعه‘كذلك الموقف العدائي الذي اتخذه عضو البرلمان الاوربي ستيفنسن من الحكومة العراقية بتاثير من شخصيات عفلقية وطدت علاقاتها معه‘ فكيف حال السياسي اذا مااقام علاقات خارجية لاتنبني على الحس الوطني؟

البعد الاخر هو الداخلي وهو في اعتقادي اشد خطورة من البعد الخارجي كونه يتصل بشؤون الوطن والمواطنين بصورة مباشرة‘ في هذا المفصل يتضاءل خطرالمناصب القيادية في المنظومات الحاكمة كرئيس الوزراء مثلا‘حيث ان التعيينات يمكن ان تتم من خلال موظفين بدرجات وظيفية اقل بكثير من منصب رئيس الوزراء‘ وهنا يكمن الخطر الداهم‘فاذا ماتم زرع دوائر الدولة بموظفين لايؤمنون بالنظام السياسي الحالي ‘هؤلاء بامكانهم عرقلة مسيرة البلاد وشلها وبمختلف الاساليب كاالبيروقراطية والرشوة والمحسوبية والمحاباة ...الخ‘فالرئيس ورئيس الوزراء والوزراء ومن هم بدرجة وزير كل هؤلاء وطبقا للدستورالعراقي لايتم تعيينهم الا من خلال مصادقة البرلمان‘لكن ضباطا وبرتب عالية وغير عالية في الاجهزة الامنية المختلفة سواء كان ارتباطها بوزارة الداخلية او الدفاع او الامن الوطني او المخابرات او غيرها‘يتم تعيينهم من خلال موظفين في الدوائر المعنية دون الحاجة لمصادقة البرلمان بل دون الحاجة للتدقيق بسجلاتهم خصوصا اذا ماوجدوا من يسهل لهم امر التعيين في تلك الدوائر‘ وهنا يتبين خطورة واهمية المواقع الوظيفية التي هي ادنى من منصب رئيس الوزراء.

اهل الخبرة في الحكم والذين امضوا عقودا متواصلة في حكم العراق يعرفون هذا الامرجيدا لذا فهم يركزون على زرع دوائرالدولة بذلك النوع من الموظفين ليكونوا لهم عونا وسندا عند الحاجة ولتمرير المخططات المرسومة مستقبلا. وحتى مطالبتهم بالمناصب السيادية هومن باب الاستزادة او لعرقلة تمرير بعض القوانين التي لاتخدم اجنداتهم وتوجهاتهم.

مااريد قوله هنا هو ان على الشعب العراقي ان يركز على المواقع الامنية في البلاد والمواقع ذات الصلة المباشرة بخدمة المواطن التي هي مفتاح استقراره او اضطرابه حسب من يتولاها‘ التركيز على منصب رئيس الوزراء وحده لايعني تلاشي الخطورة خصوصا في بلد يعيش في جو من الديموقراطية المنفلته‘ان تعيين المواطنين النزيهين والاكفاء‘ الذين يؤمنون بالنظام السياسي الجديد في دوائر الدولة مادون درجة وزير هو صمام الامان من المخاطر التي قد تتعرض لها البلاد ممن يحنون الى زمن الدكتاتورية ويحلمون باعادتها ليستعبدوا الشعب ويصادروا الوطن......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
برهان عبد النور
2010-04-28
بدون اي شك سيطرت عوائل وطبقة محددة على شؤون الشيعة وانفردت وحدها بالامتيازات والمناصب الهامة في حين تم اهمال الاغلبية الساحقة منهم رغم حيازتهم على شهادات علمية تفوق مالدى هذه العوائل التي هي ال الحكيم وال بحر العلوم وال الشكرجي حيث تم تعيين العشرات منهم سفراء وفي مناصب درجات خاصة واخرهم محمد سعيد الشكرجي وهو ابن ملياردير معروف في ايران اهل الجنوب يتسائلون اين العدل واين الاقتداء بعلي ابن ابي طالب ام انها مجرد اكاذيب نطالب بقطع النفط وايقافه فورا من البصرة فاما ان يستفيد جميع الشيعة واما الا يستفيد احد هذا هو العدل المهندس جعفر احمد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك