المقالات

الاعلان عن المذبحة المقبلة

957 18:38:00 2010-04-27

حافظ آل بشارة

قبل ان تجف دماء عشرات المصلين الذين حصد ارواحهم التحالف البعثي التكفيري في سلسلة تفجيرات الجمعة الاخيرة استقبل الشعب العراقي اليوم حزمة تهديدات مفاجئة تقترح مشروعا واسعا لاراقة الدماء اذا لم يتم تلبية مطالبها ، هذا ليس عملا سياسيا بقدر ماهو ابتزاز دموي يديره شبح ابو طبر الذي هو مدرسة ورسالة اكثر من كونه شخصا محددا ، ابو طبر المحترم لم يعد جزء من الماضي بل هو حاضر بقوة في السياسة والاعلام والارهاب ، وهو الذي اشرف على رسم هذه الازدواجية المضحكة في ديمقراطية العراق الجديد ، اندلعت التهديدات الجديدة عشية اعلان هيئة المسائلة والعدالة استبعاد 52 من الفائزين في الانتخابات بسبب شمولهم باحكام الهيئة ، القضية تدور بين هيئة دستورية وبين الكتل السياسية التي ينتمي اليها المستبعدون ولكن الانتقام الذي سيحدث يستهدف بوحشيته الناس في الشارع فالذي يقتل او يصاب هو مواطن عادي لا ناقة له ولاجمل ولا يمت بصلة من قريب او بعيد الى الاطراف المعنية ، مشاركون في العملية السياسية يتولون ادارة التهديدات بكل انواعها ، وهذه الازدواجية المبتكرة نجحت عندهم وحققوا منها مكاسب جيدة ، قوم من هذا النوع الذكي ، يشتركون في العملية السياسية ويمجدون الدستور والديمقراطية والمؤسسات الدستورية ولكنهم بمجرد ان يتضرروا من تطبيق القوانين التي يتظاهرون باحترامها والمؤسسات التي يدعون الاعتراف بها بها فأنهم يلجئون فورا الى التهديد والوعيد ، وبالصدفة وبكل براءة كلما اطلقوا تهديداتهم البريئة اجتاحت العراق موجة جديدة من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والانتحاريين وجعلت جثث الناس واشلائهم متناثرة في كل مكان ، كلما تضرروا قليلا من تطبيق القانون في بلد القانون حصلوا (بالصدفة) على مذبحة جديدة لتركيع شركائهم فهم يأكلون على مائدة الديمقراطية ومائدة الارهاب في وقت واحد ، رجال متنفذون يريدون المضي في هذه اللعبة الى النهاية ، وفي أحاديثهم الشخصية يحتقرون الديمقراطية والدستور والاجتثاث والحكومة الحالية ، من المتوقع انهم سيحققون نجاحا كبيرا فقد نجحوا حتى الآن في تحقيق مكاسب مهمة ، وحصلت مذابح تأريخية يسيل لها اللعاب وتدعو للفخر والاعتزاز ، وعندما يطلقون التهديدات الجديدة فهم قول وفعل ، اذا كانت هذه الدولة قد ابتليت بالضعف الامني ، واذا كانت حماية المدنيين شيئا مستحيلا فلماذا لا تمنع الدولة اسلوب اطلاق التهديدات من قبل السياسيين الاعزاء عند الوقوع في خلافات ؟ التهديد بالرد بالحديد والنار على قرار مؤسسة دستورية دليل واضح على ان الطرف الآخر لايعترف بهذه المؤسسة ، ولو كان يعترف بها لاستخدم الاسلوب القانوني وهو الاعتراض على القرار لدى الجهات القضائية وأيراد الادلة على بطلانه ، اغلب الذين يطلقون هذه التهديدات هم من ويلاد النظام السابق ورموزه ولا يجيدون غير هذه اللغة المهنية القديمة كما انهم لايعرفون اسلوبا للنقاش غير هذا فهل نحملهم فوق ما يطيقون ؟ ولكن في هذا الفراغ الدستوري والظلام الدامس يتكرر السؤال : من المسؤول عن حماية المدنيين من المذبحة المقبلة التي اصبح وقوعها بحكم المؤكد طبق تجارب بلادنا في قضية التهديدات ومايقع بعدها ؟ الا يجب محاسبة مطلقو التهديدات ؟ هل المسؤول هو الحكومة ام السلطة القضائية ام القوات المسلحة ؟ ثم اين الكتل السياسية تلك الكتل التي كانت تجتمع فورا كلما حدث خلاف للعثور على حل اين هي في هذه الايام التي يلوذ فيها الجميع بالصمت ، اين مجلس الامن الوطني ، اين من يتبرع لوجه الله تعالى بمنع وقوع مذبحة جديدة ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هيثم
2010-04-29
الأمن صناعة وطنية اساسها الفرد العراقي اولاً فهو الذي يقرر ان يشاغب او يخالف او يجنح، وما القوات الامنية الا اداة لتدارك اؤلئك حين قيامهم بالمخالفة. اما المدنيون فهم اكثر الاهداف هشاشة وسهولة واصعبها على صعيد الحماية لأنه ببساطة يوقف حياة الناس. لكن بالمقابل هشاشة مستوى الردع وتعطيل تطبيق القانون وتغييبه لصالح المساومات السياسية هو علة استفحال الارهاب والتغرير به للقيام بالمزيد، وهذه لعمري مساومة باطلة وخاسرة.
أم زيد
2010-04-28
يابه علاوي مدعووووووووووم متعرف شنو يعني مدعوووم. داعمته أمريكا والسعوديه ودول الخليج ومصر والأردن وسوريا وحتى إسرائيل, فهو ماسوني بعثي بأمتياز. وأني أندعيله تدعمه سياره لو لوووري ونخلص.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك