المقالات

مالي أرى الشمعَ يبكي

817 12:57:00 2010-04-26

سعد البصري

إن مادة الشمع بطبيعتها العلمية مادة سريعة الذوبان إذا تعرضت إلى حرارة النار ، فتذوب كما يذوب الثلج عند تعرضه إلى أشعة الشمس . لكن الفرق بين الماء والشمع يكمن بعد عملية الذوبان فالثلج يتحول إلى مادة سائلة أو بخارا ويذهب أدراج الرياح ، أما الشمع فأنه بعد ذوبانه وإبعاد مصدر النار عنه يرجع مرة أخرى إلى حالته الصلبة . هذه المقدمة البسيطة عن ماهية الشمع تنطبق تماما على شعبنا العراقي الأصيل الذي تسيل دماءه كما الشمع يوما بعد أخر بسبب الإعمال الإرهابية والإجرامية والتفجيرات الانتحارية وغيرها . التي منفكت تخوض بدماء العراقيين لإنجاح مخططات تكفيرية وأجندات خارجية غايتها نشر ثقافة العنف والطائفية في عراق تكالبت عليه قوى الشر من كل جانب ، وتحاول طمس هويته العربية والإسلامية . إن ما جرى ويجري على الشعب العراقي من مجازر رهيبة يندى لها جبين الإنسانية جمعاء بسبب سيل الدم العراقي الذي لا ذنب له . لقد كانت تفجيرات يوم الجمعة الدامي والتي راح ضحيتها العشرات من المصلين الأبرياء الذين افترشوا الأرض لأداء الصلوات التي تقربهم إلى الله سبحانه وتعالى واحدة من وصمات العار ضد من يدعون الإسلام وهو بريء منهم. فلما كان المصلون مطمأنين وهم بين يدي خالقهم فعل الجبناء فعلتهم الشنيعة التي لا يرضي بها أي دين أو مذهب أو طائفة . وهنا اسأل لماذا العراقيون دائما ..؟ هل لهم ذنب لا يعرفه احد.. هل عليهم أن يعطوا الجزية بدل ما يتقاتل عليه غيرهم من السياسيين للحصول على المناصب والحقائب وبعيدا عن المفخخات والتفجيرات . لكن العراقيون سنة وشيعة ،عربا وأكرادا وقوميات أخرى فهموا الرسالة جيدا ووعوا لخطورة الموقف وفظاعة الجرم . وصاروا بعد كل عمل إرهابي يزدادون قوة وصلابة وتمسكا بالحياة . وتعود صلابتهم أكثر من ذي قبل ، وهم يعلمون تماما إن ما يحدث فالمقصود به هم أنفسهم أي (العراقيون) ولا احد سواهم ، وهذا ما أثبتوه للعالم اجمع في الكثير من الأحداث التي مرت عليهم وأخرها الانتخابات البرلمانية. لكن إلى متى وحتى متى تظل الشموع تسيل ويبقى الدم يراق ليروي تراب العراق ويضيء دروب الأمل للأجيال القادمة. فعلى السياسيين أن يعرفوا إذا أرادوا أن يقدموا ولو شيئا بسيطا ليعوضوا هذه الدماء ، فلا بد لهم من الإسراع في تشكيل الحكومة وترك النزاعات الغير مجدية جانبا ووئد الفتنة إلى الأبد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك