اكرم الثوري
ال الحكيم ال الشهادة والفقاهة والفضيلة كانوا هم المشعل الوضاء للفكر الاسلامي الاصيل والنفوس الطاهرة التي كانت تفكر بالناس اكثر مما تفكر بنفسها ولذا لم تغازل السلطة الصدامية من اجل البقاء وحفظ دمائها ولم تقترب اليها من اجل السلامة والعافية بل كانت تمثل اطراً مرجعياً وجهادياً وفكرياً.وكانت مواقف هذه الاسرة في حقن دماء شعبنا واضحة وقد اشرنا اليها في الحلقة السابقة من هذا المقال وسنشير الى مواقف السيد الراحل عبد العزيز الحكيم ودوره الايجابي في هذا السياق خاصة بعد سقوط النظام واصبح كل شىء بيد الشعب في غياب واضح للنظام والامن والمحاسبة وكان السلاح بيد الشعب يستطيع ان يفعل به ما يشاء وكيفما يشاء.بعد سقوط النظام وفي ظروف سابقة كان العراق يعيش فراغاً امنياً واضحاً وتحول عتاد الجيش العراقي الى البيوت في متناول الجميع وكشف الواقع العراقي عمن يحرص على استتباب الامن واستقرار البلاد وعمن يريد العودة الى مسلسل العنف والاقتتال الداخلي.وفي محاولة لاحداث اكبر فتنة طائفية في العراق بعد اغتيال اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب (قدس) واستغلال العواطف المتفجرة لمحبيه ومقربيه في عموم العراق.فكان امام الراحل السيد عبد العزيز الحكيم خيارات عديدة امام هذه العواطف المنفعلة والمواقف الغاضبة وربما يكون معذوراً لو ترك الامور تجري على سياقاتها وعفويتها ولم يكن مسؤولاً عما يبدر من ردود فعل من انصاره ومحبيه وهو غير معني بالضرورة في ضبط مشاعر الملايين الغاضبة.ولكنه (رضوان الله عليه) أبى الا ان يوجه مسارات الغضب بالاتجاه الصحيح الذي يحقن الدماء ويمنع قتل الابرياء ويسهم في تهدئة مشاعر الملايين وعقلنة الغضب العارم الذي اجتاح اتباع اهل البيت في عموم العراق.القائد التأريخي الحريص على دماء ابناء بلده يبذل كل وسعه من اجل حقن دمائهم وتهدئة انفعالاتهم ويمتص غضبهم بالاتجاه الايجابي ويفرغ شحنات الغضب المتراكمة والمحبوسة في نفوس انصاره باتجاه العدو المشترك وليس باتجاه الاقتتال الاخوي الداخلي.وتابع الراحل الكبير احداث العراق المشحونة باجواء الفتنة الطائفية الوشيكة لكي بمنع وقوف ما لا يحمد عقباه في استغلال عملية الاغتيال الاثمة في المكان المقدس والزمان المقدس والشخص المقدس واحداث فتنة طائفية لا يعرف مداها الا الله.وتوالت مواقف هذه الاسرة الشريفة رغم استشهاد اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ورحيل السيد عبد العزيز الحكيم فقد انبرى سماحة السيد عمار الحكيم ليرسم نفس المسار الذي سار عليه قادة وعلماء هذه الاسرة بل واضفى على هذا التأريخ الخالد مواقف اضافية تعكس سماحة وحرص هذه الاسرة الشريفة على الدم العراقي ففي مواقفه الاخيرة وتصريحاته بخصوص الشراكة الوطنية وعدم تخوين الشركاء في العملية السياسية او الصاق التهم بهم استطاع ان يبعث اشارات تطمينية للشريك الاخر ويخفف من الاحتقان السياسي.
https://telegram.me/buratha