عمار العامري
يستشعر الجميع حجم العلاقات العراقية - الإقليمية وتأثيرها على الساحة السياسية في العراق ورغم وجود علاقات متبادلة بين العراق وجيرانه إبان النظام السابق إلا أن تلك العلاقات قد طرأت عليها متغيرات عديدة حسب رؤية تلك الدول للنظام السياسي الجديد في العراق ومع التغيير الملحوظ في هرمية أدارة السياسة في العراق الا ان علاقات حسن الجوار لم تتغير مع بعض الدول والسبب يعود الى عقلية الساسة الحاكمون في هرمية العراق حيث تسيطر عليهم معطيات وحيثيات سنوات المعارضة التي كانوا يتعاملون فيها مع تلك الدول التي لها علاقات طبيعية مع النظام السابق "رغم إساءته للشعب العراق" وعلى نفس تلك السياسة لم يستطيعوا أولئك الخروج من قوقعة سنوات المعارضة الى انفتاحية حالة الدولة والحكومة وقد عكست هذه الحالة الصورة الحقيقية للمعارضة العراقية ابان عقودها الماضية اذ نجد ان بعض الجهات قد وضعت نفسها موضع الجزء من الكل من الدول التي استظلت بظلها وبعضها اثر عليه التقوقع حتى مع الدولة التي تفضلت عليها وهناك من كان مفتاح لجميع العلاقات مع جميع الدول الشقيقة والصديقة واستطاع ان يجعل الابواب مفتوحة أمام دول العالم لمن يساهم في دعم مشروع المعارضة العراقية.وفي الحقيقة ان هذه العلاقات التي كانت قائمة ابان السنوات الماضية يجب ان تستمر واذا أصابها الركود فعلى القائمين على الدوائر السياسية النهوض باعباءها ان السياسة لم تذهب بعيدا عن الوضع الاجتماعي الاعتيادي "فالجار له تاثير على جيرانه شاء الجيران ام أبوا" وما دام العراق نقطة التقاء لمصالح مشتركة وعلاقات تاريخية ولم يكن يوم من الايام نكرة في خريطة العالم السياسية والتاريخية والاقتصادية فانه محطة تاثير في منطقة الجيران واذا توسعنا فان تاثيره يمتد الى الشرق الاوسط وقارة اسيا والوطن العربي والدول الاسلامية ومع هذا فمن الطبيعي عدم اختزاله في عقلية هذا الحزب او ذلك الشخص(رئيس الوزراء مع اختلاف اسمه).فالعراق يجب ان يلعب دور اكبر مما هو عليه الان وان لا تأثر التجاذبات الشخصية ومصالح الكتل والاحزاب السياسية على علاقاته الاقليمية وان فترة السنوات الماضية شهد العراق دمار بشري ومادي كبير يجزم المراقبين ان السبب الرئيسي هو انغلاق العراق على نفسه او على بعض الدوائر التي يتاثر فيها تاركا خلفه علاقات تاريخية ومصير ممتد الى عقود من الدهر لذا فمن الضروري ان تنهض الشخصيات السياسية العراقية بانفتاح سياسي كبير على دول الجوار الاقليمي والمنطقة عامة لتذويب الجليد الذي تسببت فيه العقلية المنغلقة لذلك نجد ان زيارات المسؤولين العراقيين لدول الجوار "واخص زيارة زعيم المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم" كانت نقطة مهمة في التحول الداخلي في العراق حيث كان من بوادر هذه الخطوة في طريق الانفتاح السياسي هو التحسن الامني الذي عجزت عنه الدوائر المختصة طيلة السنوات الماضية والذي تكلل بمقتل زعماء الارهاب امثال (المصري والبغدادي) واربعة من مساعديهم من زعماء القاعدة في محافظات بغداد والموصل وتكريت حيث تؤكد المتابعات السياسية ان زيارات الزعماء العراقيين قد أتت بثمارها وان الاستمرار بهذا الانفتاح سيبرهن للجميع التحسن الملحوظ بكافة الجوانب السياسية والامنية والاقتصادية في العراق.
https://telegram.me/buratha