سعد البصري
بعد أن أقرت المحكمة التمييزية للانتخابات بإعادة الفرز في مدينة بغداد وبشكل يدوي نتيجة لما تقدمت به بعض الكتل النيابية من الطعون وإعادة عملية الفرز والعد بدعوى حصول تزوير في هذه النتائج وعلى رأس القوائم هي قائمة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ( ائتلاف دولة القانون ) . لاحضنا إن التفاوت في ردود الأفعال بالشارع السياسي العراقي الذي صار بين مؤيد ومعارض ، وأخذت الأمور تأخذ منحىً أخر كون هذا الموضوع يمكن أن يُعيد العملية الانتخابية إلى المربع الأول . بسبب تصريحات بعض قيادي الكتل الذين قالوا إن في حالة ظهور نتائج مغايرة عن ما أعلن عنه من قبل المفوضية ، فسوف يطالبون بإعادة الفرز والعد في مدن أخرى ، وهذه سيسبب مشكلة كبيرة تُلقي بظلالها على المشهد العراقي . وفي سؤال وجهته إحدى القنوات الفضائية إلى السيدة حمدية الحسيني عضو المفوضية العليا ( اللامستقلة ) للانتخابات في العراق عن المدة التي تستغرقها فترة العد والفرز اليدوي لمدينة بغداد فأجابت إن هذه المدة لا تقل عن أسبوعين . وكأن الموضوع شيء طبيعي ، وكان أرادة ومشاعر وأحاسيس الشعب العراقي لا تؤثر شيئا عند الحُسيني وزمرتها من المفوضين ..! ويمكن أن تمدد هذه المدة حسب الظروف .. مثل انقطاع التيار الكهربائي ووجود عطل في أجهزة التبريد أو دخول فيروس ( غير مقصود طبعا ) إلى أجهزة الحاسوب الخاصة بعمل المفوضية ، فيمكن في هذه الحالة أن تطول هذه المدة لتصبح شهرا أو أكثر ..؟ ثم وبعد إعلان النتائج من سيقتنع بأنها صحيحة وغير مزورة . هل سيقتنع من طعن في هذه النتائج إذا خرجت مطابقة لما أعلن وهل يلتزم هذه الجانب احترام ما قد ظهر. أم إن هناك مناورة جديدة ستكون جاهزة عند إعلان النتائج . وهل سيقتنع من حصل على الأغلبية في بغداد إذا ظهرت نتائج مغايرة تخدم مصلحة الكتلة الأخرى ، ويحترم قرار المفوضية والمحكمة التمييزية للانتخابات ويقف مكتوف الأيدي أم انه سيطالب ويندد ( ويستنكر ) ما خرجت به هذه النتائج ..؟. ثم إذا ظهر هناك اختلاف واضح في النتائج فهل إن باقي الكيانات والكتل في بغداد والمحافظات سوف تسكت ولن تطالب أن يكون هناك عد وفرز للأصوات في تلك المحافظات . اعتقد إن الموضوع متشعب ومعقد وغير منطقي وسيكلف الشارع العراقي الكثير .
https://telegram.me/buratha