محمود الربيعي
جرائم الجنس والرشوة وشهادة الزور والقمار والخمر والفساد الإداري والمالي والأسري
مقدمة الموضوع
المواجهة بين نظريتين على أسس منهجية مادية وروحية قائمة على قدم وساق، فالمادية البحتة التي لاتؤمن بالدين كنظرية حياتية إقتصادية مادية نفعية بحتة تقف على طرفٍ نقيض من النظرية الدينية التي ترى في الدين منهجاً للحياة وطريقاً للخلاص من الظلم والفساد.
فحين ترى النظرية المادية إطلاق الحريات الجنسية والإقتصادية والإجتماعية بقيود تتناسب معها نجد في الطرف الاخر من يؤمن بالحرية الجنسية والإقتصادية والإجتماعية ولكن بقيود وطريقة مختلفة..
ويسعى كل من الفريقين إثبات وجوده وصحة نظريته، فأين يكمن الحل؟ وأين النظرية الأمثل أيكمن في النظرية المادية أم في النظرية الروحية؟
لقد عانت النظرية المادية حالها حال النظريات الأخرى من مشاكل ومصاعب أعترضت طريقها، وهي تحاول أن تصل إلى نقطة التوازن، في الوقت الذي تعاني النظرية الروحية من نفس المشاكل ولكن بطريقة مختلفة، بسبب الإجتهادات المختلفة، والتناقض بين التطبيق والنظرية.
لقد جاءت الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام بنفس الخطوط المشتركة العامة، ولايستطيع أن ينكر ذلك أحد، فكل الأديان تحرم العلاقات الجنسية غير المشروعة كالزنا، والعلاقات الجنسية الشاذة، ولقد حرَّمَتْ هذه الأديان كل أنواع السرقة والقتل العمد بدون وجه شرعي، كما حرمت الإعتداء على الحقوق المدنية للأفراد ومنها التي تتعلق بالأعراض، ودعت الى التوحيد، والمحبة، والتعاون، وإحترام حقوق الإنسان على وجه العموم، سواء فيما يتعلق بالأفراد أوالمجتمعات والدول، ودَعَتْ الى الأخلاق الفاضلة التي تعارف عليها الناس منذ القدم.
لكن التغير الصناعي الذي طرأ على الآلة جعل البعض يتخلى عن الحياة الروحية، وإتجه الى التحرر من تلك القيود التي فرضها القانون على التصرفات الفردية والدولية وفقاً لما جاءت به الأديان، مما غير بطبيعة الحال أسلوب ومناهج تلك الدول بالإتجاه المادي الذي يستند الى الآلة الصناعية.
إن الخلط بين الآلة والأخلاق هو كالخلط بين الخل والعسل، فلا علاقة للآلة بالأخلاق، فالآلة تفعل فعلها لتقدم الى الناس التقدم والنجاح في الإنتاج، ولاعلاقة لها بالأخلاق، فالآلة لاتقول للإنسان أستثمرني وأقتل كيفما تشاء، وأسرق كما تشاء، وأستعبدكما تشاء، وأزني كما تشاء.
كما أن الدين لم يمنع من إستثمار الآلة بل شجع على الخلق والإبداع دون أن يشجع على القتل والزنا والسرقة، فليركب الإنسان الآلة في الجو والبر والبحر فلن يقول له أحد لم تركب هذه الآلة أو تلك.
إن الدين لم يقل إركب فرساً أو حماراً، أو أعبر البحر سباحة، أو طر بالقفز في الهواء، لكنه قال للإنسان فكر وتدبر وأصنع وأشتغل وأعمل ولاتعتدي إن الله لايحب المعتدين، ونهى عن الإستكبار والتجبر والطغيان.
الجرائم الجنسية وآثارها على المجتمعات
تكاد تكون الجرائم الجنسية لها الأولوية في تحطيم العلاقات الأسرية والإجتماعية وتعمل على تحطيم القيم الأخلاقية التي تتعلق بالحرمات والحدود والحقوق الإجتماعية فتسببمما يسبب كثيراً من حالات القتل والسرقة والعدوان، وهي بحد ذاتها تشكل أنماطاً منحرفة من السلوك الذي يدعو الى الغيبة والبهتان والنميمة والكذب.
مضار العلاقات الجنسية غير المشروعة
إن من أضرار العلاقات الجنسية الخاطئة هي الإضطرابات النفسية التي تعمل على زيادة المشاكل داخل الأسرة الأمر الذي يؤدي الى إنهيار الحياة العائلة وبالتالي ضعف المشاعر نحو الآباء والأمهات والأخوة والأخوات والأبناء.
كما تؤدي الى ضياع الأنساب وإنتقال الامراض الجنسية وزرع البغضاء وتقليل فرص الزواج وإزدياد حالات الطلاق وشيوع جرائم القتل.
والعلاقات المحرمة بين الرجال والنساء تفتقد التجاذب النفسي والثقافي وينقصها الإلتزام القانوني والإجتماعي الذي يحفظ الحقوق بعقود الزواج الشرعية خصوصاً في حالات الحمل وعائدية المولود ومايتعلق بالمواريث، وتزرع حالة من عدم الثقة بين الجنسين عدا ماذكرناه من إنتقال الأمراض بين الجنسين .
قيادة الرجال للنساء وقيادة النساء للرجال مهنة خطيرة
تعد هذه المهنة من وجهة نظر الدين والأعراف من أحقر المهن إذ هي تمتهن إنسانية الإنسان وتتاجر بأجساد النساء والرجال، ومنشأ هذه المهنة والدافع الذي يقف وراءها في نظرنا هو الفقر والفاقة والبطالة خصوصاً بين الطبقات الفقيرة التي لاتمتلك قوت يومها حيث تتلقفها العصابات المنظمة التي تصطاد فريستها في هذه الظروف بسهولة.
العلاقات الجنسية المحرمة بين ذوي الرحام
تتسبب الجرائم الجنسية في العلاقات غير غير الشرعية أو المشروعة في إنماء حالة الفساد الإجتماعي للأُسر حيث لاتبقى قيمة للأبوة والأمومة والأخوة والقربة بين المحارم، وعلى أثرها تسقط المعاني الجميلة التي تحفظ الأجواء الصافية بين الأهل والأقارب، وبذلك تكون قد ساهمت في تمزيق النسيج الإجتماعي وخلقت نوعاً من الفوضى في الضوابط والإلتزامات الأخلاقية والأدبية.
زنا المحارم
مقاطع من مقالة للدكتور محمد المهدي نشرت في إحدى المواقع الإلكترونية حول هذا الموضوع يمكن أن تفيدنا في وصف الآثار والمخاطر المترتبة على مثل هذه الحالات: هناك اتفاق في جميع الأديان وفي الغالبية الساحقة للقوانين والثقافات على تحريم وتجريم زنا المحارم وما دونه من تحرشات جنسية أو هتك للعرض وذلك لأسباب كثيرة من أهمها أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في الحياة الاجتماعية, وفيها ومن خلالها تتم كل عمليات التربية للإنسان (أكرم المخلوقات), ولكي تقوم الأسرة بوظيفتها التربوية الهامة لابد من وجود أدوار محددة وواضحة كالأب والأم والأبناء والبنات والعم والخال والجد.....الخ
في إطار منظومة قيمية وأخلاقية وعملية تضمن القيام بهذه الأدوار على خير وجه بما يؤدى إلى نمو صحي ومتناغم لكل أفراد الأسرة على المستويات الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية.
وزنا المحارم يؤدي إلى تداخل الأدوار وتشوهها وإلى اختلال منظومة الأسرة وإلى سقوط وانهيار الميزان القيمي والأخلاقي وتصدع الرموز الوالدية, فتصبح الابنة بمثابة زوجة لأبيها وضرة لأمها وزوجة أب لإخوتها, أو يصبح الابن زوجا لأمه وندا لأبيه وزوجا لأم إخوته, وتحدث استقطابات حادة في العلاقات داخل الأسرة حيث تستحوذ الابنة المتورطة على الأب أو يستحوذ الابن على الأم دون بقية الإخوة والأخوات, وهكذا تضطرب الأدوار والعلاقات وتغيب معها كل معاني الحب والإيثار والتراحم والمودة ويحل محلها الغيرة والتصارع والاستحواذ والكراهية والحقد والرفض والاشمئزاز والحيرة والغضب والتشوش والتناقض.
وإذا حدث هذا وسقط النظام داخل الأسرة وامتد ذلك الأمر إلى مزيد من الأسر فإن ذلك إيذان بانهيار المجتمع الذي تشكل الأسر لبناته الأساسية. يضاف إلى ذلك ما ينشأ من تلوث بيولوجي (اضطراب الجينات وتداخل الأنساب) وتلوث نفسي وأخلاقي واجتماعي وانهيار روحي.
ولا يقلل من كل هذا ادعاءات البعض بأن زنا المحارم كان مقبولا في بعض الثقافات والمجتمعات البدائية, بل إننا نقول لهم أن هذا الأمر كان أحد أهم الأسباب لانهيار ثقافات وحضارات استشرى فيها هذا الوباء وغيره, وأن وجوده في مجتمعات بدائية لا يغرى بتقبله بل يدفع لاستهجانه.
أن هناك عوامل اجتماعية وعوامل نفسية وعوامل بيولوجية تلعب دورا في كسر حاجز التحريم الجنسي فينفلت هذا النشاط ويتجه اتجاهات غير مقبولة دينيا أو ثقافيا. فزنا المحارم يرتبط بشكل واضح بإدمان الكحول والمخدرات, والتكدس السكاني, والأسر المعزولة عن المجتمع (أو ذات العلاقات الداخلية بشكل واضح), والأشخاص المضطربين نفسيا أو المتخلفين عقليا.
العوامل المساعدة:
أولاً: عوامل أخلاقية: ضعف النظام الأخلاقي داخل الأسرة, أو بلغة علم النفس ضعف الأنا الأعلى (الضمير) لدى بعض أفراد الأسرة أو كلهم.
ثانياً: عوامل اقتصادية: مثل الفقر وتكدس الأسرة في غرفة واحدة أو في مساحة ضيقة مما يجعل العلاقات الجنسية بين الوالدين تتم على مسمع وأحيانا على مرأى من الأبناء والبنات, إضافة إلى ما يشيعه الفقر من حرمان من الكثير من الاحتياجات الأساسية والتي ربما يتم تعويضها جنسيا داخل إطار الأسرة. ويصاحب الفقر حالة من البطالة وتأخر سن الزواج, والشعور بالتعاسة والشقاء مما يجعل التمسك بالقوانين الأخلاقية في أضعف الحالات.
ثالثاً: عوامل نفسية: كأن يكون أحد أفراد الأسرة يعانى من مرض نفسي مثل الفصام أو الهوس أو اضطراب الشخصية, أو التخلف العقلي, أو إصابة عضوية بالمخ.
رابعاً: الإعلام: وما يبثه ليل نهار من مواد تشعل الإثارة الجنسية في مجتمع يعانى من الحرمان على مستويات متعددة.
خامساً: الإدمان: يعد تعاطي الكحوليات والمخدرات من أقوى العوامل المؤدية إلى زنا المحارم حيث تؤدى هذه المواد إلى حالة من اضطراب الوعي واضطراب الميزان القيمي والأخلاقي لدرجة يسهل معها انتهاك كل الحرمات.
الآثار النفسية والاجتماعية لزنا المحارم:
أولاً: تداخل الأدوار واضطرابها مع ما ينتج عن ذلك من مشاعر سلبية مدمرة لكل العلاقات الأسرية كالغيرة والصراع والكراهية والاحتقار والغضب.
ثانياً: إهتزاز الثوابت: بمعنى اهتزاز معاني الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة والعمومة والخؤلة, تلك المعاني التي تشكل الوعي الإنساني السليم وتشكل الوجدان الصحيح.
ثالثاً: صعوبة إقامة علاقات عاطفية أو جنسية سوية:حيث تظل ذكرى العلاقة غير السوية وامتداداتها مؤثرة على إدراك المثيرات العاطفية والجنسية, بمعنى أنه يكون لدى الضحية (بالذات) مشاعر سلبية (في الأغلب) أو متناقضة (في بعض الأحيان) تجاه الموضوعات العاطفية والجنسية، وهذا يجعل أمر إقامة علاقة بآخر خارج دائرة التحريم أمرا محوطا بالشكوك والصعوبات. أو يظل طرفا العلاقة المحرمة أسرى لتلك العلاقة فلا يفكرا أصلا في علاقات صحية بديلة. إنتهى.
الشذوذ الجنسي وآثاره الخطيرة على المجتمعات
من مركز الإشعاع الإسلامي للدراسات والبحوث الإسلامية تحت إشراف سماحة الشيخ صالح الكرباسيللإطلاع على الوضوع بالتفصيل يفضل زيارة الموقع لما فيه من التفصيلات المهمة.http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=711وفيه من العناوين منها: ماهي أسباب الإبتلاء بالشذوذ الجنسي؟ ماهي طرق معالجة الشذوذ الجنسي؟ كيف نتجنب الشذوذ الجنسي؟ ماهي حدود الاستمتاعات الجنسية المسموح بها بين الزوجين؟ كيف نتجنب الشذوذ الجنسي؟ مامعنى اللواط؟ ماجزاء مرتكب الزنا؟ ماحكم اللواط في الشريعة الإسلامية؟ متى يتحقق الزنا؟ هل العادة السرية محرمة شرعاً؟ كيف يمكن معالجتها؟ مامعنى السحاق أوالمساحقة، وماحكمها الشرعي؟ هل تجوز للزوجين مشاهدة الأفلام الإباحية؟ هل تجوز ممارسة العادة السرية لمن يخشى الوقوع في الزنا وماإليها؟ يمكن الدخول الى الموقع وفق الرابط الذي ذكرناه آنفاً وستجدون الإجابات المستفيضة ولانريد الإطالة في بحثنا لئلا يولد الملل عند القارئ الكريم، والإجابة على جميع هذه التساؤلات هي لسماحة الشيخ صالح الكرباسي. إنتهى.
تبادل الأدوار في الإنفاق بين الرجل والمرأة
يعد الفقر والبطالة أهم الدوافع لتبادل الأدوار بين الزوجين في إدارة المال، وهي دوافع إقتصادية بحتة تؤثر في طبيعة العلاقة بين الجنسين داخل الأسرة.. ويعتبر هذا التبادل إنقلاباً إجتماعياً إرتفعت بسببه نسبة المشاكل وأدى ذلك الى إزدياد حالات الطلاق وتفك عرى الأسرة، وهيأ لتحرك المرأة لكي تحصل على قدر أكبر من الحرية لإقامة علاقات غير شرعية وقد نتج ذلك بعد الثورة الصناعية التي سمحت بشكل كبير للمرأة في الدخول في عملية الإنتاج وممارسة دور أكبر خارج المنزل مما أعطاها فرصة كبيرة لإقامة علاقات عاطفية وجنسية غير شرعية وغير مشروعة وتبدل سلوكها الإجتماعي وتغيرت تصرفاتها مما أثر على الإنجاب والتربية والتعليم بدرجة كبيرة وأضعف دور الأمومة وأدى الى تفكك الأسرة التي كان من أكبر ضحايا الأبناء الشرعيين وغير الشرعيين.
حماية بيوت الدعارة
تتلقى بيوت الدعارة في البلاد الأوروبية حماية وإجازة من الدولة غرضها توفير الجنس بشكل غير شرعي أي من دون زواج لقاء أجور، إذ تصبح هذه مهنة الجسد وتجارته الواسعة.
كما إن هناك دعوات في البلاد العربية وبحجة الحد من ظواهر إغتصاب النساء والأطفال دعت الى فتح دور للدعرة تحت حماية الدولة والقانون.
ولم تقتصر تلك التجارات على توفير النساء للرجال فقط، فقد لجأت هذه التجارات الى توفير الشذوذ الجنسي الذي يقوم على أساس المثلية لكلا الجنسين وبما يتقاطع مع دعوة الأديان والأعراف التي تسالم عليها الناس منذ القدم خلا بعض الأقوام التي سخط الله عليها كما حدثنا عن ذلك القرآن الكريم.
شهادة الزور وآثارها الإجتماعية
ومن كتاب جامع السعادات الجزء الثاني: شهادة الزور،اليمين الكاذب،خلف الوعد. وفيه تفصيل: من أنواع الكذب وأفحشها: شهادة الزور،واليمين الكاذب، وخلف الوعد.
ويدل على ذم الأول قوله تعالى في صفة المؤمنين: " والذين لايشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ". وقول النبي (ص): " شاهد الزور كعابد الوثن ".
وعلى ذم الثاني قول النبي (ص): " التجار هم الفجار! " فقيل: يا رسول الله، أليس الله قد أحل البيع؟ فقال: " نعم! ولكنهم يحلفون فيأثمون، ويحدثون فيكذبون " وقوله (ص): " ثلاث نفر لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم: المنان بعطيته، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر،والمسبل إزاره " وقوله (ص): " ما حلف حالف بالله فادخل فيها جناح بعوضة، إلا كانت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة ". وقوله (ص): " ثلاث يشنأهم الله: التاجر أو البايع الحلاف، والفقير المحتال، والبخيل المنان ".
وعلى ذم الثالث قول النبي (ص): " من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليف إذا وعد ". وقول الصادق (ع): " عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له، فمن اخلف فبخلف الله تعالى بدأ ولمقته تعرض، وذلك قوله تعالى: " يايها الذين آمنوا لم تقولون مالاتفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالاتفعلون ".
وقال رسول الله (ص): " أربع من كن فيه كان منافقاً ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق، حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد اخلف، وإذا عاهد عذر وإذا خاصم فجر ". فمن وعد وكان عند الوعد عازما على ألا يفي، أو كان عازما على الوفاء وتركه بدون عذر، فهو منافق. وأما إن عن له عذر من الوفاء لم يكن منافقاً وآثماً. وان جرى عليه ما هو صورة النفاق، فالأولى أن يحترز عن صورة النفاق أيضاً كما يحترز عن حقيقته، وذلك بألا يجزم في الوعد، بل يعلقه على المشية ومثلها. إنتهى.
تعطيل الأحكام الدينية
إن تعطيل أحكام الدين في محاسبة المعتدين على حدود الله يؤدي الى شيوع الجرائم الكبيرة كالقتل والزنا والسرقة، وإلى إنتشار الفساد الخلقي وشيوع الكذب والغيبة والبهتان والنميمة، وحالات الغدر والإحتيال وسائر الجرائم الأخلاقية التي تعارف عليها الناس منذ القدم، والتي كانت تُدْرَء بواسطة القيم الدينية والأخلاقية التي جاءت بها الشرائع السماوية.
التغير في المفاهيم الدينية
إن التغير في المفاهيم الدينية ظهر بشكل واضح خلال القرنين الأخيرين وبإتجاهين مختلفين إذ تحرك أولهما بإتجاه تشوية الدين بسبب الفهم والممارسة الخاطئة له، وتحرك الثاني وفق فهم جدلي مقنع.ويمكن أن نقول إن هناك مدرستين، فالأولى منهما تقليدية متقوقعة على نفسها، لاتقبل التحرك بالشكل الصحيح القادراً على إستقطاب الجماهير، ومدرسة أخرى تفهم الإسلام وتطبق تعاليمه بشكل نظامي في مجتمع قادر على أن يستوعب الناس ويقدم لهم قراءة صحيحة للإسلام،هي في الحقيقة ومن وجهة نظرنا تتمثل بمدرسة أهل البيت عليهم السلام وهي مدرسة تمتد إلى عصر النبوة والكتاب.
إقصاء الصلحاء
إن عملية إقصاء الصلحاء وإبعادهم عن مواقع الإدارة مهد لعمليات الفساد والإفساد في مرافق السلطة والدولة، ومكن المفسدين من تنفيذ برامجهم الفاسدة.
مخاطر الرشوة (الفساد المالي والاجتماعي)
ومن مقالة بقلم الدكتور جوهر الراوي في منتديات الساحة الليبية أقتطعنا المقتطف التالي تحت عنوان مخاطر الرشوة في الشريعة الإسلامية جاء فيه: ان من أشد الجرائم التي تفسد المجتمعات، وتذهب بأخلاقها، وتمحو بركة مالها هي جريمة الرشوة، وهي منتشرة في كل مجتمع فيه ظلم وفساد ، وضعف في الوازع الديني. والرشوة هي ما يدفع من مال إلى ذي سلطان أو منصب أو وظيفة عامة أو خاصة ليحكم له أو على خصمه بما يريد هو أو ينجز له عملا أو يؤخر لغريمه عملا. وقد حرم الإسلام على المسلم أن يسلك طريق الرشوة، وحرم قبولها وحرم التوسط بين الآخذين والدافعين. قال - تعالى -: (( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون )) (سورة البقرة آية 188). إنتهى.
مخاطر القمار
ومن مركز الإشعاع الإسلامي للدراسات والبحوث الإسلامية تحت إشراف سماحة الشيخ صالح الكرباسي.حكم اللعب بالورق والشطرنج مع الآخرين وبالكمبيوتر والإجابة للشيخ صالح الكرباسي: تصنف الألعاب والتسالي بصورة عامة من حيث الحكم الشرعي إلى أربعة أصعاف:الصنف الأول: اللعب بِرِهان بالآلات المعدة للمقامرة. وهو حرام.الصنف الثاني: اللعب بغير رهان بالآلات المعدة للمقامرة. وهو حرام أيضاً.الصنف الثالث: اللعب بآلات غير مخصصة للقمار لكن بِرِهان. وهو حرام أيضاً.الصنف الرابع: اللعب بآلات غير مخصصة للقمار بغير رهان. جائز إذا لم يشتمل على محرم آخر.وتجدون تفصيل ذلك بالدخول إلى الموقع تحت الرابط أدناه.http://www.islam4u.com/almojib_show.php?rid=531وقد حرم اللعب بالقمار لما له من المفاسد والمضارالإجتماعية والإقتصادية. إنتهى.
مخاطر شرب الخمر
وهذه المشكلة بالذات لاتحتاج الى كثير من البيان لوضوح مخاطر المشروبات الكحول في الأوساط الصحية والعلمية والإجتماعية ناهيك عن مضارها الإقتصادية.
فهي صحياً تؤثر على الكبد، والقلب، وكمية السكر في الجسم، وعلى نسبة الحامض البولي.. وإجتماعياً تؤثر على العلاقات الأسرية، وقيادة السيارة، وأعمال العنف والقتل، وحوادث الإغتصاب الجنسي.. وإقتصادياً تؤثر على حسابات الأفراد والأسر من ذوي الدخل المحدود.
جزء المقدمة التأريخية ( 3 )
وكان الزنا يمتدح بها النساء ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا ورأيت الرجال يعتدون بشهادة الزور ورأيت الحرام يحلل ورأيت الحلال يحرم ورأيت الدين بالرأي، وعطل الكتاب وأحكامه ورأيت الليل لا يستخفى به من الجرأة على الله ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير ورأيت الولاة يرتشون في الحكم ورأيت الولاية قبالة لمن زاد ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويكتفى بهن ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور، يعلم ذلك ويقيم عليه ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي وتنفق على زوجها ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدني من الطعام والشراب ورأيت الإيمان بالله عز وجل كثيرة على الزور ورأيت القمار قد ظهر ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر ورأيت الملاهي يمر بها لا يمنعها أحد أحدا ولا يجتري أحد على منعها.
تعليق
الأول: وكان الزنا يمتدح بها النساء ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن: وهو حال البلدان الأوروبية الشرقية والغربية ويضاف اليهما الدول العربية والإسلامية التي أصبح حالها لايختلف كثيراً عن حال تلك الدول.
فقد إتسعت ظاهرة الزنا والقيادة وبيوت الدعارة وممارسة الشذوذ في المجتمعات بشكل كبير حتى داخل الأسر وبين المحارم إما بسبب إنكارهم لله سبحانه وتعالى، أو لإختلال الرؤية الدينية، وهؤلاء هم الذين لايرون في العلاقات الأسرية إلاّ عائقا يقف في طريق إشباع شهواتهم ونزواتهم، ولايرون في التحريم إلا مانعاً من الحصول على النزوة والثروة بالسهولة التي يرغبون بها.
الثاني: ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا: في الوضع الطبيعي يعيش المؤمن جواً إيماناً طيباً وهادئاً مع المجتمع المسلم الذي يحيط به إذ لايجد مخالفة تذكر للتعاليم والمبادئ والقيم الدينية التي يحملها ويؤمن بها، ولكن وفي آخر الزمان يعاني الكثير لما يرى من المخالفات الشرعية حين يرى الباطل في كل زوايا الحياة ولايستطيع أن يغير منه شيئاً، والأكثرمن ذلك أنه يتلقى الإنكار لسلوكه وقيمه ومبادئه لكثرة مايكون الناس فيه على الباطل.
الثالث: ورأيت الرجال يعتدون بشهادة الزور: إن آخر الزمان يحمل بين طياته أفاعيل تَزْهَقُ لها النفوس، وهل هناك أكثر سوءاً من إنكار الحق، فالناس تكتسب حقوقها بالدعم الإجتماعي بناءً على الأسس الفاضلة، لكن مايميز ذلك الزمان إعانة المبطل على باطله وبذلك يفقد صاحب الحق حقه.
الرابع: ورأيت الحرام يحلل ورأيت الحلال يحرم: والظاهر من خلال كلام الإمام عليه السلام أن الحرام يصبح المظهر العام لعصر العصاة، وفي ذلك مخالفة واضحة لكل مظاهر الحلال التي يأمر بها الدين وتدعو له الفطرة السليمة.
الخامس: ورأيت الدين بالرأي، وعطل الكتاب وأحكامه: وهنا إشارة الى المخالفات الواضحة والصريحة للأسس والمبادئ العامة للأديان ومنها تعطيل الحدود الشرعية وإستبدالها بالقانون الوضعي الذي لايتلاقى مع تعاليم الدين.
السادس: ورأيت الليل لا يستخفى به من الجرأة على الله ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه: وفي الليل تفتح النوادي والملاهي لممارسة المعاصي وشرب الخمور، وتفتح دورالسينما والمسرح أمام الرواد لمشاهدة أفلام الجرائم والجنس والفساد، وتعمل دور الدعارة الرسمية وغير الرسمية على إمتهان الفاحشة بعدما كان الليل أفضل الأوقات التي يذكر فيها الله.
السابع: ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل: عظيم المال إشارة الى كثرته، وسخط الله هو التعرض لغضبه، وماذا يغضب الله غير عصيانه والتجاوز على حرماته، وفي الحديث دلالة على شيوع أمر إنفاق المال في وجوه الظلم المختلفة، وإرتكاب الكبائر على مستوى الحكومات والدول والأفراد.
الثامن: ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير ورأيت الولاة يرتشون في الحكم ورأيت الولاية قبالة لمن زاد: ومن مظاهر الفساد آخر الزمان تقريب الحكام وإبعاد أهل التقوى والإستقامة، على إعتبار أنه الطريق السهل الذي يسمح لهم بجمع المال الحرام وصرفه فيما لايرضي الله.
التاسع: ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويكتفى بهن: لقد خلق الله سبحانه وتعالى أعداداً هائلة من النساء والرجال، وفسح لهم المجال للزواج بشكل كبير حيث سمح للرجل أن يتزوج من أربعة نساء كما هو عليه عند المسلمين، كما فسح للمرأة الزواج بواحد من الرجال على أن لاتجمع في وقت واحد أكثر من رجل حفظاً للمجتمع من إختلاط المياه ورعايةً لحقوق الأبناء، وقد فسح الشرع مجالاً واسعاً للجنسين في إختيار الزوج أو الزوجة من بين الأقارب والغرباء ولم يقف حائلاً أمام رغبة الإنسان في إختيار شريك حياته الزوجية.
لكن وفي آخر الزمان ورغم كل هذه المساحة الواسعة التي سمح بها الشرع للتزاوج إلاّ أنهم يتجاوزون الخطوط الحمراء ليمارسوا الزنا مع المحارم في الدائرة الضيقة التي حرمها الله سبحانه وتعالى.
العاشر: ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة: وعلى إعتبار أن القتل يعد من الكبائر فإن عقوبته مشددة كما هو معروف، فالناس يقفون عند هذه الكبائر لشدة العقوبة المتوقعة في نظر الدين والقانون والمجتمع على حد سواء، ففي، وكلام الإمام عليه السلام يشير الى أن القتل في آخر الزمان يكون بلادليل وعلى غير إستحقاق ويكون مبنياً على التهمة والظنة والسفه.
الحادي عشر: ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور، يعلم ذلك ويقيم عليه ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي وتنفق على زوجها ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدني من الطعام والشراب: وهو مؤشر خطير يدل على مدى الإنحطاط والتحلل الإجتماعي ويظهر من خلال الممارسات الجنسية الشاذة والمحرمة، والأنكى من ذلك أن يرتكب ذلك علناً دون إستحياء أوخوف، فالزنا والشذوذ الجنسي والقيادة هي الثقافة العامة لتلك المجتمعات، ويكون الغالب على طابعها الإجتماعي إنقياد الرجال لنسائهم وعلى حساب الحس والكرامة.
الثاني عشر: ورأيت الإيمان بالله عز وجل كثيرة على الزور: في الوضع الطبيعي يتحرج الناس من الأَيْمانِ بالله لئلا يتعرضون الى غضب الله وسخطه، ولكن وفي آخر الزمان نشهد إن الأَيْمان بالله يتخذونه ويمارس في حالات كثيرة من الكذب.
الثالث عشر: ورأيت القمار قد ظهر ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع: ومن المنطق في المجتمع المسلم أن تختفي مظاهر الفساد كاللعب بالقمار وشرب الخمرسراً أوعلناً، لكن آخر الزمان يشهد مظاهر اللعب بالقماروهي تمارس في الأندية والبيوت والمحلات، ويباع الخمر ويشرب علناً بحماية من السلطة والدولة.
الرابع عشر: ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر ورأيت الملاهي يمر بها لا يمنعها أحد أحدا ولا يجتري أحد على منعها: والخبر يؤكد وقوع حالات غريبة من العلاقات بين الجنسين حتى أن المرأة المسلمة تبذل نفسها لغير المسلمين سواء في بلاد الغرب أو داخل البلاد الإسلامية، كمالم يعد سراً إنتشار الملاهي وبيوت الدعارة داخل المدن والمناطق السكنية تحت رعاية القانون وحماية السلطات.
خاتمة
إن مهمتنا الحاضرة تقتضي توعية جيلنا المعاصر وبقية الأجيال المقبلة، لدرء مخاطر الإنحراف، خصوصاً فيما يتعلق بالجوانب السلوكية والإجتماعية المرتبطة بجهات الفساد، ومنها العلاقات الجنسية غير المشروعة وغير الشرعية، وحالات الرشوة، والقمار، وشهادة الزور، والعلاقات الأسرية والإجتماعية الخاطئة.
إن الدور الذي يقدمه لنا الإسلام من خلال القرآن الكريم وأحاديث العترة الطاهرة في تحصيل المناعة الكافية للحفاظ على السلوك والقيم والمبادئ التي تصون المجتمعات وتدعو الى الفضيلة وإنتصار الذات على دعوة الشيطان دعوات فاضلة لابد لنا من التمسك بها لخلق حصانة تنقذنا من هذه الهلكات.
https://telegram.me/buratha