سعد البصري
نسمع كثيرا بمصطلح ( لقاء القمة ) والذي يتبادر إلى أذهاننا ان لقاء القمة هذا سوف يكون بين رئيسي دولتين لهما تأثيرهما في المجتمع الدولي أو العربي . ثم هناك لقاء قمة بين الأندية الرياضية المحترفة التي تحضى باهتمام واسع من قبل الجماهير الرياضية المتابعة لمثل هذه اللقاءات ، فاللقاءات الرئاسية واللقاءات الرياضية ( هي قمة ) لما تُمثله مثل هكذا أحداث في شد انتباه الجماهير ، لكن لقاء المالكي ( رئيس ائتلاف دولة القانون ) وعلاوي ( رئيس القائمة العراقية ) وهما عراقيان والمفروض أنهما ينتميان لنفس الأرض ولنفس الدين والمذهب ، وهذا الذي يُربك المسالة ويجعل كل من يسمع بقرب هذا اللقاء يُفاجأ من كون تسميته لقاء قمة ، فعلى ماذا يُسمى قمة .. أليس الشخصان اشتركا في نفس الانتخابات وكلاهما فاز بعدد من المقاعد لا يؤهله لوحده في تشكيل الحكومة وإنهما يحتاجان إلى تحالف أخر ليُغير شكل الخارطة السياسية العراقية ، فأين القمة في ذلك ..؟ وان تم التحالف بين الطرفان ( المالكي وعلاوي ) فهل سوف يُشكل هذا التحالف منعطفاً تاريخياً في الوضع العراقي أم أن اللقاء سينتهي من أول جلسة لان كلا الطرفين يُريدان نفس التفاحة ..؟ إذا فكيف لأي عاقل أن يعتبر هذا اللقاء هو لقاء قمة .. ثم أليس من المخزي والمحزن أن نعتبر مثل هكذا لقاءات والتي تبحث بالدرجة الأساس عن مصالح شخصية وحزبية ( وغير وطنية طبعا ) أن نسميها ( قمة ) وحتى لو فرضنا أن اللقاء سيتكرر بين (القطبين المتنافرين ) الذين أبعدت بينهما السياسة ، وهي نفسها ألان تُقرب بينهما..! ولو سألت كلا الرجُلين عن سبب هذا التنافر سوف يقول لك وبكل صراحة إن السياسة الخاطئة التي ينتهجها الطرف الآخر هي السبب ، فهل ستجمع السياسة ــ عفوا ــ مصلحة العراق كلا الطرفين لتحقيق ما لا يمكن تحقيقه .. اعتقد إن اسم لقاء القمة غير منصف بحق الرجلين ويجب أن يتم اختيار اسم أخر اكبر حجما لهذا اللقاء ، فإما أن يُسمى لقاء المصلحة ( الشخصية ) أو لقاء المحاصصة أو لقاء ( شيلني وشيلك ) أو على اقل تقدير لقاء ( تعارف ) أو ....؟ لان هذه هي الصورة الحقيقية لنوعية اللقاء المرتقب .
https://telegram.me/buratha