سعد البصري
خلال الأيام التي تلت الانتخابات البرلمانية العراقية والتي جرت في السابع من آذار الماضي ، وما أفرزته هذه الانتخابات من نقاط قوة وضعف عند المجتمع العراقي والكتل والشخصيات العراقية على حدٍ سواء لما تمثله هذه التجربة الديمقراطية من تحول مهم وحساس لدى الجماهير في عراق تكالبت عليه الأنظمة القمعية وجعلت منه أداة لتنفيذ مؤامراتها . وساهمت هذه الأنظمة بمصادرة حق الشعب العراقي في القيام بدوره الحقيقي لخدمة مصلحته الوطنية التي هي حقه الطبيعي .. وبعد سقوط النظام العفلقي الظالم في التاسع من نيسان 2003 بدأت تلوح في الأفق العراقي ومضات الأمل بعراق جديد يأخذ فيه كل العراقيين دورهم ومن دون تهميش أو إقصاء . لقد سعى العراقيون لإقامة دولة قوية قادرة على إدارة البلد والنهوض به حاضرا ومستقبلا . ولكن هناك أسباب حالت دون تحقيق الكثير مما كان يجب أن يتحقق ..؟ ومن هذه الأسباب ، التدخلات الإقليمية وخاصة من الدول العربية في الشأن السياسي العراقي على اعتبار إن الحكومة التي جاءت إلى العراق لم تكن وطنية بل جاءت بواسطة القوات الأمريكية ، وهذا قمة الخطأ الذي وقع فيه العرب ، فهم كانوا أكثر الدول التي شجعت على الإطاحة بنظام صدام الدموي بسبب السياسات المنحرفة والمغلوطة لذلك النظام . وهذه الدول هي نفسها اليوم تبحث عن قواسم مشتركة لتعيد العلاقات مع العراق إلى سابق عهدها . كإرسال البعثات الدبلوماسية وفتح السفارات وعقد الاتفاقيات وغير ذلك . إضافة إلى أن الحكومات التي أعقبت 2003 كانت تُمثل جميع أطياف الشعب العراقي ولم يكن هناك إقصاء ولا تهميش لأي طرف بل إن الجميع اخذ حقه ، وحتى الذين لم يشاركوا في انتخابات 2005 أعطي لهم المجال كي يشاركوا في صنع القرار السياسي العراقي . إن الحكومة الوطنية يجب أن تكون في مصلحة الجميع بما فيهم الأحزاب والتيارات والجماهير . إذ لا بد من إشراك الجميع في الحكومة ولا يمكن لأي جهة أو حزب أو كتلة أن تنادي بالمصلحة الوطنية وهي في نفس الوقت تريد إقصاء غيرها وبأسباب وذرائع مختلفة . فالذي يُريد المصلحة الوطنية للعراق أرضا وشعبا لابد له أن يتعاون مع الجميع ويتنازل لغيره ليتمكن غيره من التعاون والتنازل له . ولا يكون كل همه بكيفية الاستحواذ على اكبر عدد من الكراسي والمناصب والامتيازات التي لو دامت لغيره لما وصلت له .
https://telegram.me/buratha