الدكتور يوسف السعيدي
في يوم 11/5/1984 نشرت الصحف الصادرة في بغداد نص الخبر التالي :التقى السيد الرئيس القائد ، المواطن نصار عبد الله حاتم الذي قام بتسليم ابنه الهارب من الخدمة العسكرية الى فرقة الانتصار لحزب البعث العربي الاشتراكي والذي نال جزاءه العادل اسوة بالخونة اعداء العراق والامة .وفي يوم 15/6/1987 استقبل صدام رجلا اطلق النار على ابنه الهارب وقتله .واسم الرجل هو فيصل لهمود عزيز .وفي 16/9/1997 القي القبض على الاديب صفاء طاهر وهو طالب ماجستير في جامعة بغداد اثر وشاية من احد البعثيين في الاتحاد الوطني على ان الاديب صفاء كان يحمل كتبا ممنوعة ولم يطلق سراحه وضاع خبره .هذا مصير كل من يقول للطاغية لا فيقوم جلاوزته بالوشاية من اجل الحظوة والمال الحرام .وقد مدح الادباء والمثقفين الطاغية على جرائمه بحق العراقيين وحصلوا على مراتب عليا في الدولة واصبحوا من المقربين لصدام امثال الشاعر عبد الوهاب البياتي الذي نشر مقالا في جريدة الثورة كتبه يوم 11/8/1988 جاء فيه :( قال الرئيس القائد صدام حسين في احدى خطبه ان السلام القاعدة والحرب هي الاستثناء . ولهذا فان حلول السلام هو الهدف الذي كان يسعى اليه العراق منذ اليوم الاول للحرب مع ايران . هذا النصر يعد انتصارا لشعبنا العراقي وللامة العربية وللانسانية ماديا ومعنويا وقدم شهداء لاحصر لهم . )ان الشعراء المتملقين امثال البياتي هذا والذي حصل على حظوة كبيرة من صدام مع امثاله حميد سعيد وسامي مهدي وعبد الرزاق عبد الواحد ولؤي حقي ورعد بندر وساجدة الموسوي وعلي الياسري ومحمد جميل شلش وعبد الودود زكي القيسي وعشرات غيرهم حتى صار لكل واحد من هؤلاء طبقة من الشعراء الخدم .وقامت المنظمات الحزبية للادباء والعمال والفنانين باقامة المعارض الفنية والمهرجانات الادبية للتقرب من الحاكم الجلاد كما فعلت جمعية التشكيليين العراقيين في تموز 1992 حين اصدرت البيان التالي :( شارك اكثر من مائة نحات في معرض تموز الاول للنحت عام 1992 في مركز صدام للفنون وقد جاء في كلمة الجمعية المنظمة للمعرض :لكي يجسد النحات العراقي جهاده في مرحلة الجهاد والبناء ولكي يكون اهلا لوصف القائد المبدع صدام حسين .. الفنان كالسياسي .... ولكي يكون تحديه الحضاري ماثلا جاء معرض تموز للنحت العراقي المعاصر كاحد ابرز الانجازات التي حققتها جمعية التشكيليين العراقيين عبر مسيرتها الطويلة المعطاء ) .زوكانت تلك الجمعية تنظم معارض خاصة في كل مناسبات الطاغية على مدار العام .وهذا ما حصل ايضا لبعض الرسامين الذين تسابقوا لنيل رضا الجلاد فقاموا برسم اللوحات في الصحف والتي تعبر عن تمجيد الحرب وصدام . ونشروا رسومهم كلوحات تعبوية تمجد الحرب التدميرية وتظهر بطولة زائفة للطاغية . وقد نشط هؤلاء في فترة الحرب مع ايران وكان انتاجهم غزيرا وكاد ان يكون بعض الرسامين حضورهم يوميا في الصحف الصفراء للنظام والذين در عليهم الطاغوت الاف الدنانير التي تعادل اليوم ثروة كبيرة مسروقة من الشعب العراقي اضافة الى الرسامين الذين اقاموا او اشتركوا بلوحات عن الطاغية ومغامراته الهوجاءامثال :يحيى الدراجينصير الحارثيالهام محمودعزت الحسنيابراهيم العبدليمخلد المختارحاتم الجميليعبد الكريم السعداويغسان فاضلكمال خريشصاحب الركابيعلاء بشيرليلى العطاروسام مرقسعادل محمودعلي الكرخيمروان خالداحمد امينمحسن الانباريشاكر خالدسعد الطائيسالم الدباغعامر العبيديبرهان المفتيجمال عبد الجبارخالد جبارسلام عبد اللهعاصم عبد الاميررضا حاشوشوليد عبد الخضرشاكر نعمةامين الحليوهاب الساعديناصر المخزوميوسام هاتفغازي ( لم يكتب اسم ابيه على رسوماته )غسان الربيعيحسن جار اللهياسر البصريهناء مال اللهحمدي العيساويناظم محمد عليجبار مجبلايمان علي خالدنديم محسنفوزي احمد رسولعلي المندلاويخالد رحيمحيدر خالدسعاد العطاركريم الخالديسعد المرزوقومن الفنانين الاخرين الذين عملوا النصب والتماثيل للطاغية ورموزه :خالد الرحالمحمد غني حكمتاسماعيل فتاح التركوهكذا سخروا كل شيء من اجل صدام واطالة فترة حكمه الماساوي على الشعب العراقي .
https://telegram.me/buratha