سعد البصري
لا يخفى على الجميع وخاصة المنصفين منهم إن أتباع مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) كانوا ولا زالوا محاربين من قبل الكثير من قوى الظلام والشر التي اتخذت العنصر الطائفي ذريعة وطريقا لاضطهاد وتهميش الملايين من أبناء المذهب الجعفري . لذلك فأن السياسات التي مرت على العراق خلال الفترات المتعاقبة والتي سبقت سقوط الصنم البعثي لم تعطي لأتباع أهل البيت أي حرية في ممارسة دورهم الحقيقي لبناء وطنهم كونهم مكوناً مهما من مكونات الشعب العراقي الذي اثبت وعِبر التاريخ الطويل للعراق ولاءه للدين والوطن . إن ما جرى بعد التاسع من نيسان وسقوط الصنم البعثي جعل موازين الأحداث في تغاير كبير أذهل الجميع وأولهم الدول العربية التي لم تتوقع في يوم من الأيام إن الشيعة سوف تتسلم زمام الحكم في العراق . وإنها بعيدة كل البعد عن هذا الأمر بسبب ما تلعبه قوى الاستكبار العالمي في نصب العداء لمذهب أهل البيت (ع) وأتباعهم في كل بقاع الأرض ، وبالخصوص في العراق الذي يعتبر المهد الأول لأتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) في كل العالم ، وما يمثله العراق من قبلة لكل هؤلاء بسبب وجود أضرحة ومراقد أئمة أهل البيت فيه . فأصبح مركز إشعاع حضاري لمسلمي العالم والشيعة خاصة ، وهذا ما لا يقبل به أعداءهم . لقد كانت السنوات السبع الماضية التي تُعتبر في نظر المهتمين بالشأن العراقي من أهم السنوات التي سيطرت فيها القوى الشيعية على حكم العراق ، وهذا بحد ذاته يعتبر من المكتسبات التي يجب المحافظة عليها لا بل لا بد من البحث الحثيث عن السبل التي تحول دون ذهاب تلك المكتسبات . لقد مارس أتباع أهل البيت (ع) خلال الفترة الماضية جميع الطقوس والشعائر التي كانت محرمة وممنوعة عليهم وعبروا خلال تلك الطقوس عن الإسلام المحمدي الأصيل . لذا حاول أعداء أهل البيت ( عليهم السلام ) محاربة تلك الشعائر بشتى الوسائل الخبيثة ولكنهم فوجئوا بأن الصلابة العالية التي يتمتع بها أتباع أهل البيت وعزمهم على الاستمرار في نشر تعاليم هذا المذهب الذي ما برحت قوى الضلال بوضع الحواجز أمامه لتعيق تقدمه . فيجب على كل القوى التي تنشد الإسلام الحقيقي والمتمثل بمذهب أهل البيت (ع) أن تحافظ وبكل قوة عن هذه المكتسبات وان يبتعدوا عن كل ما من شأنه تشتيت حقوقهم لان ما تحقق من هذه المكتسبات إذا ما ذهب فسوف لن يعود . وأخيرا فأن هذا الكلام موجه بصورة مباشرة إلى الإخوة السياسيين في الائتلافين الشيعيين ( ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي ) والحر تكفيه الإشارة
https://telegram.me/buratha