د. صائب القيسي
كانت التحليلات تشير ان الحكومة لن تستغرق الا شهر ونصف او شهرين لتتشكل الحكومة مع التحالفات والسناريوهات الطبيعية ، المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عطلت نتائج الانتخابات فترة شهر كامل واعلنت نتائجها الاولية من جانبها قدمت دولة القانون اعتراضاتها ونظرت المحكمة المختصة في تلك الطعون وكان لها ان لاتكون طرفا في تاخير النتائج وبدأ العد العكسي فقررت المحكمة اعادة الفرز وليس لنا رأي يخالف القضاء العراقي الذي لنا ملاحظاتنا الخاصة عليه وفي الاسبوع القادم ستبدأ عمليات الفرز والعد بعد ان سارت المفوضية وبروتنيتها المعودة على الايام شاعرة او غير شاعرة وسياخذ العد والفرز اسبوعين بعد ان كانت عشرة ايام او اسبوع وعملية التأخير هذه لم تأت من فراغ وان يدا خفية خلفها بالتأكيد فمن مصلحة من ان يدخل العراق فراغا دستوريا بعد ايام ولماذا تتعقد الاتفاقات وتكثر التصريحات وتزداد الضغوط ومن المستفيد من هذا التأخير لان علماء القانون وفقهائه ينظرون الى كل جرم عن دوافع الجريمة والمجرم ودراسة دوافع تاخير تشكيل الحكومة تشير الى طرف واحد يضغط ويبتز ويأخر ذلك الطرف هو الطرف الامريكي الطرف الذي يحاول ايصال البلاد الى عقدة يريدها هو وحده وتقف في صفه واعتقد ان تشكيل الحكومة لن يتم في هذا العام على الاطلاق ربما لم يتوقع احد ان الحكومة ستتاخر الى نهاية عام 2010 ونحن اليوم في نهايات الشهر الرابع اي ان المتبقي فترة ليست بالقصيرة ( ثمانية اشهر ) فهل ستستمر الحكومة الى عام 2011 ؟هذا ما اعتقده بالتحديد فان امريكا ستحاول العمل على تاخير تشكيل الحكومة حتى نهاية هذ العام ولن تساعد في حل العقد التي تعقدها بيدها الا مطلع العام القادم ذلك لان امريكا تريد وسيلة تحمل من خلالها العراقيين مسؤولية تأخر الانسحاب الامريكي والتدخل في شؤونه الداخلية فامريكا او بعض المؤسسات الامريكة تفكر انها ان خرجت هذا العام لن تستطيع ترتيب وضعها العدائي الخارجي وهنا يقفز الملف الايراني حيث تحاول امريكا مع تأخر تشكيل الحكومة العراقية تحاول ان تسرع من عملية فرض العقوبات على ايرارن حتى تصل الى مرحلة التخويل او الاطمئنان على مستقبل اسرائيل في المنطقة فامريكا تحاول حل المشكلة الفلسطينية بالوصفة الاسرائلية وهذا ما يطول قليلا وان ابتعاد امريكا عن العراق يعني تركها موطيء قدم تحارب من خلاله سياسيا واستخبارتيا وعسكريا او من الممكن ان تجعله ساحة حربها او ارضها الحرام فتعثر امريكا في تقييد ايران وتوتر الوضع والمفاوضات في الاراضي الفلسطينية مع عدم نجاح الهدف الامريكي في وصول الليبراليين الموالين لها الى السلطة في العراق هي بمجملها عوامل تدفع امريكا الى التريث عن الانسحاب من العراق وهذا التريث والتاخير لاتريده يصدر عنها فوجدت في عملية تاخير اعلان النتائج والمصادقة عليها وزيادة الجدل في الساحة العراقية واثارة الفوضى وربما العودة الى التمترس الطائفي المفتعل سيدفع امريكا للبقاء حتى تسيطر على خيوط اللعبة فالعراق لايهمها كثيرا اذاما هي رتبت الاوضاع التي رسمتها على خارطة اهدافها وهي تستخدم البيادق العراقية مستفيدة من ال "" أنـــا "" الذي يملء مجموعة ليست هينة من السياسيين لتلعب على رقعة الشطرنج مع نفسها وربما ضد دول اخرى تعرف ما تفكر به امريكا فتلعب ضده .
https://telegram.me/buratha