المقالات

السير في ركاب الاخرين

783 13:31:00 2010-04-23

د. واثق الزبيدي

كانت الاتهامات في بداية التغيير العراقي تكال للزعماء الشيعة على انهم تابعون لايران وكان الارهابيون او الرافضون للعملية السياسية يتهمون الشيعة بالعمالة لايران ، وبعد الانفتاح الامريكي على القاعدة واصرارهم على دخول المليشيات الارهابية السنية الدخول في الحكومة العراقية خفت تهمة التبعية لامريكا لان الدلائل الملموسة اثبتت تعاون السنة مع الامريكان واكتشف الجميع ان الجفاء الامريكي مع السنة كان خلافا بسيطا وهم في الباطن اصدقاء واحباء لذا عمقت امريكا والسنة سياستهم ضد ايران وبدأ الامريكان والسنة وحلفائهم اذا ارادوا ان يسبوا سياسيا يتهموه بالتبعية لايران وان ارادوا ان يشوشوا عمل الدولة العراقية يصفون هذا القرار بالصادر من ايران وان اصدقاء ايران في الحكومة قاموا بهذا الاجراء او ذاك لارضاء ايران فبدأ رئيس الوزراء المالكي يجلد نفسه كما قام بعض الشيعة بجلد ذاتهم وكانهم يجرمون عندما يزوروا ايران وكأن ايران الدولة الاسلامية المجاورة للعراق والتي تربط العراقيين بعلاقات ممتدة نحو التاريخ لان العراقيين من قبل اما كانوا يحملون الورقة التركية او الورقة الايرانية التي تثبت شخصيتهم واصبحت الوثيقة التركية صك غفران عربي فيما بقيت الوثيقة الايرانية وثيقة سة في عهد البعث فصار من يحمل الوثيقة العثمانية عربي ولكن الذي يحمل الوثيقة الايرانية فارسي وفي هذا التصنيف حيلة جهنمية هي ان من يحمل الوثيقة العثمانية سني لذا فهو عربي ولكن من يحمل الوثيقة الايرانية الشيعي فهو صفوي او بويهي او سلجوقي كما يحلوا لمؤرخي سلطة البعث ان يقسموهم ، السيد المالكي حاول ان يدفع التهمة عن نفسه فارتمى في احضان امريكا ومرر الاتفاقية الامنية بعيوبها لولا رفض الشركاء السياسيين مما دفع الحكومة الى دراسة وتعديل الاتفاقية لتكون مقبولة ، وما ان انتهت فترة الاتفاقية حتى رمى المالكي نفسه كاملا في الاحضان الامريكية لامرين الامر الاول اوحت امريكا له بانها ستدعمه بقوة في الانتخابات البرلمانية كما دعمته في انتخابات مجالس المحافظات فدفعته نحو الغرور وترك شركائه التقلييديين ولامر الثاني هو حتى لا يتهم بالايرانية او حتى بالطائفية وهو يعلم ان اصحاب المشروع العراقي الوطني هم شركائه او اصحاب العملية السياسية الجديدة الذين يتهمهم الاخرون بالطائفية والايرانية عندما تريد ايقاف مشروعهم الوطني ومن اوضح الامثلة ان دولة القانون عندما ارادت الائتلاف مع الوطني صار الحديث عن ان اقتراب الكتلتين طائفي فيما تقارب اي قائمة من القائمتين مع العراقية وترك الاخر يعني " الوطنية " ، غرور المالكي دفعه الى ان يشتط برأيه ليشكل ائتلافه وتتفرق الاصوات لتتقدم العراقية السنية على القائمتين الوطنيتين وظلت امريكا تدفع بمشروعها التشتيتي للقائمتين فوعى المالكي بعد افراز النتائج وتقدم علاوي اللعبة الامريكية التي خدعته لكن حب السلطة ونشوة رئاسة الوزراء دفعته الى ان يصاب بالعمى مرة اخرى حيث اطلقت امريكا مشروعها وفكرتها للحكومة القادمة القاضي باقتراب الكتلتين ( دولة القانون وعلاوي ) كي لايسير المشروع الوطني وابتدع بايدن نائب الرئيس الامريكي وصاحب مقترح تقسيم العراق بفكرة الزعامة لعلاوي والمالكي سنتان سنتان وهي الفكرة التي فسرها خليل زاد السفير الامريكي وكان من المفترض ان المالكي وعى اللعبة الامريكية ( لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ) لكن يبدو ان المالكي سيلدغ للمرة الاخرى حيث عدل المقترح الامريكي ليكون رئيس الحكومة علاوي ورئيس الجمهورية المالكي وما ان يقتنع المالكي بهذا الحل ستطرح مشكلة اخرى ان رئيس الحكومة والدولة شيعيان ولابد ان يأخذ السنة واحد من هذه المناصب حينها سيصير التعديل الوطني ان يتسلم السنة رئاسة الجمهورية حيث ستسلم لطارق الهاشمي ليخرج المالكي من ( المولد بلا حمص ) فهل يعي المالكي اللعبة وهل سيثق بامريكا مرة اخرى فقد وثق بها العراقييون عام 1990 فخلت بهم وسلمتهم صيدا سهلا لصدام ، انها النصيحة الاخيرة للمالكي فهل يأخذ بها ويقف عن السير خلف الامريكان ام سيبقى يسير سير الاعمى خلفهم ليدخل العراق في دهليس مظلم وجب عميق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك