د. واثق الزبيدي
كانت الاتهامات في بداية التغيير العراقي تكال للزعماء الشيعة على انهم تابعون لايران وكان الارهابيون او الرافضون للعملية السياسية يتهمون الشيعة بالعمالة لايران ، وبعد الانفتاح الامريكي على القاعدة واصرارهم على دخول المليشيات الارهابية السنية الدخول في الحكومة العراقية خفت تهمة التبعية لامريكا لان الدلائل الملموسة اثبتت تعاون السنة مع الامريكان واكتشف الجميع ان الجفاء الامريكي مع السنة كان خلافا بسيطا وهم في الباطن اصدقاء واحباء لذا عمقت امريكا والسنة سياستهم ضد ايران وبدأ الامريكان والسنة وحلفائهم اذا ارادوا ان يسبوا سياسيا يتهموه بالتبعية لايران وان ارادوا ان يشوشوا عمل الدولة العراقية يصفون هذا القرار بالصادر من ايران وان اصدقاء ايران في الحكومة قاموا بهذا الاجراء او ذاك لارضاء ايران فبدأ رئيس الوزراء المالكي يجلد نفسه كما قام بعض الشيعة بجلد ذاتهم وكانهم يجرمون عندما يزوروا ايران وكأن ايران الدولة الاسلامية المجاورة للعراق والتي تربط العراقيين بعلاقات ممتدة نحو التاريخ لان العراقيين من قبل اما كانوا يحملون الورقة التركية او الورقة الايرانية التي تثبت شخصيتهم واصبحت الوثيقة التركية صك غفران عربي فيما بقيت الوثيقة الايرانية وثيقة سة في عهد البعث فصار من يحمل الوثيقة العثمانية عربي ولكن الذي يحمل الوثيقة الايرانية فارسي وفي هذا التصنيف حيلة جهنمية هي ان من يحمل الوثيقة العثمانية سني لذا فهو عربي ولكن من يحمل الوثيقة الايرانية الشيعي فهو صفوي او بويهي او سلجوقي كما يحلوا لمؤرخي سلطة البعث ان يقسموهم ، السيد المالكي حاول ان يدفع التهمة عن نفسه فارتمى في احضان امريكا ومرر الاتفاقية الامنية بعيوبها لولا رفض الشركاء السياسيين مما دفع الحكومة الى دراسة وتعديل الاتفاقية لتكون مقبولة ، وما ان انتهت فترة الاتفاقية حتى رمى المالكي نفسه كاملا في الاحضان الامريكية لامرين الامر الاول اوحت امريكا له بانها ستدعمه بقوة في الانتخابات البرلمانية كما دعمته في انتخابات مجالس المحافظات فدفعته نحو الغرور وترك شركائه التقلييديين ولامر الثاني هو حتى لا يتهم بالايرانية او حتى بالطائفية وهو يعلم ان اصحاب المشروع العراقي الوطني هم شركائه او اصحاب العملية السياسية الجديدة الذين يتهمهم الاخرون بالطائفية والايرانية عندما تريد ايقاف مشروعهم الوطني ومن اوضح الامثلة ان دولة القانون عندما ارادت الائتلاف مع الوطني صار الحديث عن ان اقتراب الكتلتين طائفي فيما تقارب اي قائمة من القائمتين مع العراقية وترك الاخر يعني " الوطنية " ، غرور المالكي دفعه الى ان يشتط برأيه ليشكل ائتلافه وتتفرق الاصوات لتتقدم العراقية السنية على القائمتين الوطنيتين وظلت امريكا تدفع بمشروعها التشتيتي للقائمتين فوعى المالكي بعد افراز النتائج وتقدم علاوي اللعبة الامريكية التي خدعته لكن حب السلطة ونشوة رئاسة الوزراء دفعته الى ان يصاب بالعمى مرة اخرى حيث اطلقت امريكا مشروعها وفكرتها للحكومة القادمة القاضي باقتراب الكتلتين ( دولة القانون وعلاوي ) كي لايسير المشروع الوطني وابتدع بايدن نائب الرئيس الامريكي وصاحب مقترح تقسيم العراق بفكرة الزعامة لعلاوي والمالكي سنتان سنتان وهي الفكرة التي فسرها خليل زاد السفير الامريكي وكان من المفترض ان المالكي وعى اللعبة الامريكية ( لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ) لكن يبدو ان المالكي سيلدغ للمرة الاخرى حيث عدل المقترح الامريكي ليكون رئيس الحكومة علاوي ورئيس الجمهورية المالكي وما ان يقتنع المالكي بهذا الحل ستطرح مشكلة اخرى ان رئيس الحكومة والدولة شيعيان ولابد ان يأخذ السنة واحد من هذه المناصب حينها سيصير التعديل الوطني ان يتسلم السنة رئاسة الجمهورية حيث ستسلم لطارق الهاشمي ليخرج المالكي من ( المولد بلا حمص ) فهل يعي المالكي اللعبة وهل سيثق بامريكا مرة اخرى فقد وثق بها العراقييون عام 1990 فخلت بهم وسلمتهم صيدا سهلا لصدام ، انها النصيحة الاخيرة للمالكي فهل يأخذ بها ويقف عن السير خلف الامريكان ام سيبقى يسير سير الاعمى خلفهم ليدخل العراق في دهليس مظلم وجب عميق .
https://telegram.me/buratha