بقلــم: مصطفى مهـدي الطـاهـر
اخيرا وبعد جر وعر وكتابنا وكتابكم‘ وبعد طول انتظار تمخض الجبل فولد لنا قرار إعادة العد والفرز لمحافظة بغداد فقط‘ فتهللت وجوه وعبست اخرى‘وصفقت ايد وسكنت اخرى‘وصدحت فضائيات وخرست اخرى ‘وتحركت الأعلام الخالية من النجوم وتوقفت ذات الوحدة والحرية والاشتراكيةّّّّ!!! التي جلجلت فوق رؤوسنا باحزانها وآلامها وعذاباتها لما ينيف عن ثلاثة عقود عجاف‘اصبحت خلالها الوحدة تعني تفرقة الشعب والتمييز بينه على مختلف الاسس الحزبية والطائفية والمناطقية والقبلية...الخ وغدت الحرية تعني تكميم الافواه وخنق الانفاس وايضا بطرق شتى ومتنوعة‘وصارت الاشتراكية تعني القصور والعيش الرغيد الباذخ للمنظومة الحاكمة‘بينما صار الفقر والعيش في الخرائب والاكواخ والطمر في زنازين الذبح والفرم المظلمة لعامة الشعب.
كان ائتلاف دولة القانون قد شكك بنتائج الانتخابات واكد حصول تلاعب كبير فيها ومعه ومن قبله شكك بها كثيرون من كيانات سياسية اخرى‘وهو امر تؤكده المؤشرات العقلية السليمة‘ الا ان هذا الامر نفسه يثير الكثير من علامات الاستفهام التي تحتاج اجوبة شافية ووافية لكي يفهم المواطن العراقي ملابسات الامر ويكون على بينة من امره‘ واول سؤال يتبادر الى الذهن هو مَن عين كادر المفوضية ؟ أليست الاحزاب هي التي اتت بها؟ مَن زكى اعضاء المفوضية واسبغ عليهم الثقة والامانة؟ ثم أليس من المنطقي ان يحاسب كل من ياتي بموظف غير نزيه وغير كفوء خصوصا اذا ماسُنِم منصبا رفيعا‘ الخطأ فيه يجر الشعب والبلاد الى مالاتحمد عقباه في الآجل او العاجل؟؟
التلاعب بنتائج الانتخابات الذي حصل في المرة الانفة‘مَن سيمنع وقوعه في هذه المرة ايضا؟ فالذي تمكن من التلاعب بها يمكنه ان يتلاعب بها متى شاء لانه قادرعلى ذلك‘ طالما انه يملك مفتاح ذلك التلاعب‘ هل يمتلك ائتلاف دولة القانون صورا لأوراق الاقتراع الاصلية وهي تزيد على مليونين ونصف ورقة اقتراع‘ حتى اذا ماجاءت نتيجة العد هذه المرة مفاجاة له في غير صالحه وافرزت اصواتا اضافية لخصومه‘ هل له الامكانية لاثبات التلاعب ثانية من خلال احتفاظه بالنسخ المصورة للأوراق الاصلية وهو الامر الوحيد الذي يُمّكنه من الطعن بعملية العد والفرز الجديدة ‘ام انه سيُسلم ويستسلم للنتائج الجديدة ؟؟ املي ان ائتلاف دولة القانون يمتلك ذلك وإلا فلا يبقى له الا ان يحمل الربابة و يغني ( اللي مارضى بجزة رضى بجزة وخروف)......
https://telegram.me/buratha