المقالات

تداخل المفاهيم

853 12:13:00 2010-04-22

احمد عبد الرحمن

تتداخل المفاهيم والتعابير والمفردات السياسية من حيث الجوهر والمحتوى والمضمون، فحينما نتحدث عن الشراكة الوطنية الحقيقية، فمثل هذا الحديث يفضي تلقائيا الى الحديث عن التوافقات السياسية، والحلول الوسط، والتنازلات المتبادلة، والمرونة، وتعدد البدائل والخيارات، وعدم الاكتفاء او الاصرار على خيار واحد لابديل له.وواقع العملية السياسية الديمقراطية في العراق اليوم يفرض توسيع مساحات الحوار والنقاش والبحث بأقصى قدر ممكن، وعدم التقوقع في مساحات ضيقة، فتعدد وتنوع القوى والكيانات والتيارات السياسية يعني تعدد وتنوع الرؤى والاطروحات والتصورات والبرامج، ويفرض واقع العملية السياسية الديمقراطية ايضا العمل بمبدأ لافرض ولارفض، لان الفرض يعني الاستئثار بالمواقع والمناصب والاستفراد بأدارة شؤون الدولة، والرفض يعني مصادرة اراء الشركاء السياسيين الاخرين، وهذا كله يتقاطع بالكامل مع روح وجوهر الديمقراطية والمشاركة السياسية.الرفض والفرض، والتمسك بخيار واحد، لايفضي الا الى طرق موصدة وابواب مغلقة، ومن يتصدى لمقاليد الامور ويشغل المواقع العليا في الدولة ينبغي ان يحظى الى جانب تمتعه بالكفاءة والقدرة والنزاهة بالقبول من قبل كل القوى والمكونات السياسية المشاركة في العملية السياسية، والا ستبقى العقد والاشكاليات قائمة ان لم تزداد وتتنامى، وستكون فرص الفشل والاخفاق اكثر من فرص النجاح.ولعل التجارب السابقة اكدت وكشفت ان الاصرار على توجه وخيار واحد، ومحاولات الالتفاف على خيارات الاخرين لايمكن ان يكتب له النجاح، وهو من بين ابرز واكبر العوامل المعطلة للعملية السياسية، التي يتطلع المواطن بشغف بعد ان شارك في الثورة البنفسجية الاخيرة بكل حماس واندفاع، ان يلمس في الافق ملامح ومعالم تقدم الى الامام، وحرص من قبل القوى السياسية التي نجحت في نيل ثقة الناخبين على تغليب مصالح الوطن على مصالح الاحزاب والطوائف والقوميات، حيث ان الاولى تستوعب الثانية، لكن ليس بالضرورة ان تستوعب الثانية الاولى ان لم تتقاطع معها وتضيعها وتغيبها، وبالتالي يختزل الوطن بعناوين ضيقة وحسابات خاصة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك