ميثم المبرقع
الاعلان عن مقتل زعيمي تنظيم القاعدة في العراق المجرمين ابو ايوب المصري وابو عمر البغدادي بعد عملية مشتركة بين القوات الامريكية والعراقية في منطقة الثرثار يعتبر ضربة قاصمة لهذا التنظيم الارهابي في العراق.ولكن ما يمكن قوله في هذا السياق هو ان تنظيم القاعدة لا ينتهي بنهاية هؤلاء المجرمين ولا تنتهي جرائمه بنهايتهم بل ربما سيصعدون اعمالهم الارهابية في الايام القادمة لاثباب وجود من جهة ورداً على مقتل زعمائهم في العراق من جهة ثانية.نشوة هذا النصر الكبير لا يدعونا الى الاسترخاء والغرور والغفلة بل بالعكس علينا اليقظة والانتباه واخذ الحيطة والاستنفار الامني باقصى درجاته لاننا نتوقع من الارهاب ان يستعيد من جديد قواه وقادته لكي يوجه ضربات لابناء شعبنا.كما ان الاعلان على حصول وثائق وادلة واشرطة تثبت ضلوع مؤسسات داخلية وخارجية في جرائم القاعدة لا يمكن ان يكون مجرد الاستهلاك المحلي والاجترار الاعلامي بل المطلوب كشف هذه الوثائق والادلة لشعبنا لكي تتضح حقيقة هؤلاء ومن تعاون معهم واما الاكتفاء بالتصريح واطلاق هذه المعلومات دون كشفها لشعبنا ستضعف ثقة شعبنا بكل قواه الامنية وتزعزع مصداقية الحكومة لان اخفاء مثل هذه المعلومات على فرض صحتها يعني التمادي في التضليل والتجهيل.نطالب اجهزتنا الامنية الاستنفار والانتباه كما نطالب بكشف الحقائق والوثائق التي عثر عليها في مخبأ هذين المجرمين باسرع وقت ولا مجال للتبرير او المراوغة فان التحجج بخطورة المعلومات لا يعني اخفاءها عن العراقيين الذين يذبحون يومياً بحراب الارهاب والقاعدة الاجرامية.
الوطن اكبر من الاشخاص ثمة مقولة لامير المؤمنين ومولى المتقين علي بن ابي طالب (عليه السلام) هي " لا يعرف الحق بالرجال ، اعرف الحق تعرف اهله" ومهما كانت اهمية الانسان الذي استخلفه الله في ارضه فانه راحل وزائل لا محالة.فليس لدينا ازمة في الرجال وليست مشكلتنا في العراق مشكلة اشخاص فان الرجال راحلون زائلون والوطن باق وليس من الصحيح ان نضحي بالزائل من اجل الباقي بل نضحي بانفسنا من اجل الوطن والدين والمبادىء.تلك الحقبة التي كان كل شىء من اجل (المهيب) وضاع الوطن وخيراته وثرواته بسبب رغبات وحماقات (المهيب) قد انتهت بلا رجعة ولن تعود مهما كانت الاسباب والمبررات فان ظاهرة تأليه وتقديس الاشخاص ليس لها وجود في النظم الديمقراطية التي يكون الحاكم كالمحكوم في الحقوق والواجبات.وازمتنا الراهنة ليست في شخص رئيس الوزراء فقد تجاوزنا الشخوص والاسماء ولكن المشكلة الحقيقة هو مواصفات ومقاسات رئيس الوزراء الذي سيكون اميناً على شعبه بكل مكوناته ولا ينفرد او يستبد بمواقفه وقراراته وينسى في نشوة السلطة كل تعهداته والتزاماته.لنكن صريحين اكثر ان موقع رئاسة الوزراء من اخطر المواقع التنفيذية ويستطيع صاحبه ان يتجاوز كل القيم الدستورية والقانونية باحتيال او حذاقة خاصة ان الصلاحيات بين السلطات الثلات مرناً وغير جامد ويستطيع الاخرون تطويع القرارات لصالحهم.الائتلاف الوطني العراقي لا يهمه من يكون في هذا المنصب بل غاية اهتمامته وهموهه هو تلك المواصفات التي اكدها وما يناسبها من اشخاص يكونون مسؤولين امام شعبهم والدستور والبرلمان.ومازلنا نؤكد ونشدد على اننا ليس لدينا فرض او رفض لاحد مهما كان موقعه وانتماؤه وطائفته ولكن ينبغي ان يكون ضمن تلك المواصفات التي اكدناها باستمرار ولا يهمنا حينئذ من سيكون رئيساً للوزراء في المرحلة القادمة.
https://telegram.me/buratha