خالد البابلي
العلاقات العراقية الدولية امتازت بالاضطراب منذ سقوط الملكية وان هرم سوءها بدأ منذ حكم الزعيم عبد الكريم قاسم حين حاول جمال عبد الناصر الهجوم على العراق ومحاصرته وتغيير حاكمه ثم جاء البعثيون فاتجهت العلاقات نحو المياه الباردة لامدادها بالسلاح بعد ان سبقهم الى ذلك جمال عبد الناصر ورأت امريكا ان الحصول على التقنية العسكرية الروسية التي تعتبر من الاسرار العسكرية المهمة لدى الدول المحاربة رأت ان هذا الهدف لن تستطع هي تحقيقه فحققه لها في البداية عبد الناصر وكانت معركته مع اسرائيل هي التجربة الامريكية الاولى لهذا السلاح لصناعة مضاداته فلما كشفت روسيا الهدف الامريكي امتنعت عن تزويده بالسلاح الحديث واقتصرت على التقنيات المكشوفة فاناطت امريكا لصدام ذلك الدور حتى امكن امريكا الحصول على العقول الروس بالمال عن طريق العميل العراقي صدام وحزبه ونتيجة للحروب العبثية التي كانت امريكا تدفع صدام لها من اجل تجربة الاسلحة الروسية الروسية الحديثة ومضاداتها الامريكية وما ان سقط الاتحاد السوفيتي وانتهت الحرب الباردة مع الدولة الجديدة روسيا الاتحادية ومؤامرة يلتسن بدأت امريكا تحاول الخلاص من صدام فوجهت نحو الكويت ليضمها كهدية له او حسب ما اوحت له مارلين اولبرايت وبعد ان دمر صدام علاقات الدولة العراقية بكل دول العالم وصار العراقي لا يستقبل الا كمعارض او ضابط فار من جيش صدام ومحارب في الدول العربية حلت احداث 11 سبتمبر فوجدت فرصتها امريكا بحرق ورقة صدام فغيرت نظامه رغم موافقتنا لتغيير النظام واعتراضنا على الالية التي جرت به العملية صار العراق ساحة للصرعات الخارجية وصار لامريكا ان تجعل من العراق معسكر كبيرا وفي خضم هذا الوضع قررت المعارضة العراقية ان تواصل جهادها لايمانها ان المقاومة لم تنتهي وحلول الامريكي لايعني الخلاص من النظرية الدمتاتورية فعملت المعارضة العراقية على ترتيب البيت العراقي وتستوعب المخلفات والاثار الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وتصحح المسارات فعمدت الى خوض الانتخابات وكتابة الدستور واقراره ثم تحولت الى العالم العربي والاقليمي والدولي مع العلم ان العراق انتهت اغلب مشاكله مع الدول الاوربية وغيرها مع سقوط صدام واتجه عزيز العراق ليقدم الصورة العراقية الجديدة ويطالب باخراج العراق من ربقة الامم المتحدة لانه صار قادرا على ان يحكم نفسه بعد الانتخابات الجماهيرية العراقية ثم انطلق نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي الى فتح الباب العراقية باتجاه الاعمار السريع عن طريق الاستثمار واسقاط الديون العراقية ثم اكمل وزير المالية باقر جبر الزبيدي مسيرة عبد المهدي باطفاء باقيس الدين العراقي او تحويله الى مشاريع استثمارية ، ثم ايقن السيد عمار الحكيم ان ركنا اساسا لازال يحتاج الى ترميم فقدم رسائله الى الدول العربية دولة بعد اخرى وزار الكويت والامارات ومصر ليوفر ارضية علاقات متينة ثم الى سوريا حتى احس العرب بان النظام الجديد لن يعمل بمبدأ المثل بالاجحاف وان في نفسه رغبة صادقة للانفتاح وتطوير العلاقات ثم وجه السيد عمار رسائله الى اشد معارضي العملية السياسية الجديدة حتى استطاع اخيرا ان يزرع الثقة في نفس العاهل السعودي وتبادل الثقة اهم الامور في انفتاح الاخر حتى فتح القنوات وان استقبال العاهل السعودي لرئيس الجمهورية يعني اقرارا بالعملية السياسية العراقية الجديدة بكل اللوانها وطيافها المختلفة ثم بزيارته الى السعودية التي ستطرح ثمرها قريبا فيستحق السيد عمار الحكيم اليوم ان يوصف بعراب العلاقات العراقية الدولية ...
https://telegram.me/buratha