الشيخ اكرم البهادلي
دنيا هارون ودنيا موسى بن جعفر عليه السلام هي المقارنة التي عرضها مفجر الثورة الاسلامية في العراق السيد محمد باقر الصدر الشهيد الخالد في مقولته الشهيرة " من منا عرضت عليه دنيا هارون فرفضها " ومن دون شك فان دنيا الشهيد الخالد ليست دنيا هارون بل دنيا الامام الكاظم دنيا السجون والعبادة دنيا " السجن احب الي مما تدعونني اليه " دنيا الخروج من المال دنيا الاحسان والعطيا دنيا العدل والعدالة ولكن اراد السيد محمد باقر استشراف المستقبل واراد ان يعرف من يدعي الانتساب اليه ان هذه الدنيا ستعرض عليكم فماذا انتم فاعلون فهل انتم من اصحاب هارون ام من اصحاب الشهيد الخالد والحقيقة ان اثنان من الدعاة عرضت عليهما جزء يسير من دنيا هارون فاستطعماها في الاولى تنصب الدكتور الجعفري رئيسا للوزراء ولما انتهت ولايته التصق بدنيا هارون التصاق الاعمى فيما الولاية الثانية كانت للمالكي الذي باع دنياه من اجل دنيا هارون وكأن في دنيا هارون سحرا لقلوب هوت لها وما كانت تتبع الشهيد الخالد الا لانها كانت لاتجد في الاخر استقبالا لها هؤلاء الذين رفضهم نظام البعث الذي رفضه اغلب المجتمع العراقي مشكلتهم مع البعث ان البعث رفضهم وليس العكس اما المثالان الانف ذكرهما كانا يرفضان ان يحتكر البعث السلطة وليس في نفوسهم او عقولهم رفض لفكر البعث لانهم سلكوا ذلك الفكر المرفوض فكر التبث بالدنيا او اذا صح التعبير كرسي هارون فالكرسي واحد والحكم هو حكم العراق او الري فاطار الفكرة هو وجود الملك والتسلط ومحتوى الفكرة انك تتشبث بكرسي هارون حتىوان اقتضت الضرورة التضحية بالمباديء وبالاسلام ونرى ان دولة القانون داعبت اماني رفض الدين لدى العلمانيين وراحت تقترب من فكرهم حتى صارت الاسلاموية سبة في عرف الدعاة الجدد وراحو يقللون من شأن الهوية العراقية الدينية واتهموا الاخرين بالطائفية حتى ان الكثير من رموز قائمة دولة القانون صاروا يستنجسون من العنوان الاسلامي وصاروا يتبجحون بالعلمانية وكأن العلمانية هدف يريدون تحقيقه للعراق كدولة وضاعت التضحيات التي قدمتها قوافل الشهداء والتي لاتزال اثارها ماثلة في المجتمع العراقي متمثلة بمئات الالاف من المقابر واهات المنافي ومئات الالاف بل الملايين من الايتام والارامل والنفوس المكسورة التي تخاف ان تمسك بزمام المبادرة لارث تربى عليه الجيل العراقي بان السيد هو الذي ينتمي للطائفة الفلانية والعبد هو الذي ينتمي الى الطائفة الاخرى وبدل ان تربي الحكومة التي تدعي انبثاقها عن فكر الشهيد الخالد لترميم النفوس وتعويدها الامساك بزمام المبادرة ظلت عباد كرسي هارون يروجون الى تقسيم المجتمع وابقاء المتسيدين متسيدين والمضطهدين مضطهدين رغم انهم يحكمون باسم المضطهدين لينتفع المتسيدون وولازال الكرسي الهاروني يسمي اهل الجنوب مرة ( الشراكوة ) واخرى ( المعدان ) واهل الجنوب ليست مساحة صغيرة من العراق بل تبدأ الشراكوة في عرف كرسي هارون من الكسرة نهاية الاعظمية في جانب الرصافة وحتى الخليج ومن الحدود الجنوبية لمحافظة الانبار حيث تدخل محافظات كربلاء والنجف والسماوة حتى الحدود السعودية تحت مصطلح الشراكوة بل ربما يطال المصطلح حتى اولئك الذين يعيشون في محافظات غرب العراق ان انتموا لطائفة مغايرة لطائفة اهالي غرب العراق وقد عدل المصطلح اخيرا حيث حل محله مصطلح ( الصفويين )
https://telegram.me/buratha