احمد عبد الرحمن
بكل المقايسس والاعتبارات تعد العمليات العسكرية التي ادت الى القضاء على كل من زعيم تنظيم القاعدة في العراق المجرم ابو ايوب المصري، وزعيم ما يسمى بدولة العراق الاسلامية، المجرم ابو عمر البغدادي، وزعيم تنظيم القاعدة في شمال العراق المجرم ابو صهيب العبيدي، تعد عمليات نوعية ومهمة، وتعكس تطورا في اداء وحرفية القوات العسكرية والاجهزة الامنية والاستخباراتية، وهذا امر مهم للغاية، لاسيما وانه خلال الفترة الزمنية المحصورة بين مقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق المقبور ابو مصعب الزرقاوي قبل اقل من ثلاثة اعوام بقليل، ومقتل المجرمين الثلاثة مؤخرا، لم يخلو التحسن الامني الملموس من عمليات ارهابية في العاصمة بغداد اساسا، ومحافظات ومناطق اخرى، تسببت بسقوط مئات الضحايا من مختلف مكونات الشعب العراقي، ناهيك عن الاضرار المادية الكبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.وهذا يؤشر الى ان تنظيم القاعدة لم يفقد زمام المبادرة تماما بعد مقتل زعيمه الزرقاوي في صيف عام 2007.والان وبعد عمليات الثرثار والموصل الناجحة، فأن القول بأن تنظيم القاعدة الارهابي تلقى ضربة قاصمة قول دقيق الى حد كبير، فهو فضلا عن كونه فقد ثلاثة من كبار قياداته الميدانية، فقد كل اسراره المتعلقة بمجمل خططه وتحركاته وكوادره وخلاياه من خلال الوثائق التي تم العثور عليها في المخابيء التي لقي الثلاثة حتفهم فيها.وطبيعي ان مثل ذلك الانجاز يشكل مبعث فرح وسرور لكل العراقيين الشرفاء والمخلصين. وحتى لايتبدد الفرح والسرور، فأنه لابد من المحافظة على ذلك الانجاز الكبير والمهم، وعدم التفريط به، والعمل بأقصى قدر من المهنية والاخلاص والجد والشجاعة واستثمار المعلومات المتوفرة للقضاء على ماتبقى من اوكار ورؤوس وخلايا تنظيم القاعدة، والفرصة الان سانحة اكثر من اي وقت اخر، وينبغي ان لانمنح الارهابيين ادنى فرصة لالتقاط انفاسهم واستعادة زمام المبادرة.
https://telegram.me/buratha