أمير الناصري
منذ نهاية الانتخابات البرلمانية شحذت جوقة دولة القانون الاعلامية سيوفها ضد كل المبادرات الوطنية التي طرحها السيد عمار الحكيم بالرغم من ان ايا من تلك المبادرات لم تك تتعلق بأئتلاف المالكي او تسيء اليه من بعيد او قريب وانما كانت ابعد من كونها مبادرات حزبية او طائفية او تشهيرية بطرف ما بل جاءت اغلبها بحجم العراق شمولا واتساعا ، لكن ذلك لم يرق لتلك الجوقة الاعلامية الهستيرية المثارة اصلا بدون اسباب ناهيك ان كانت لها اسباب ودوافع او مصالح تدافع عنها ، لكن الغيرة والحسد والاستصغار امام المبادرة وعدم القدرة على تقديم الجيد والصالح هو من يدفع تلك الماكينة الاعلامية للهجوم بدون مبررات سياسية والتعلق بشعرة ترديد الشعارات الوطنية الرنانة التي اثببت الايام الماضية زيفها وان الجماعة متمسكين برئاسة الوزراء حتى آخر قطرة دم عراقي يرقيها الارهاب .أربعة مبادرات للسيد عمار الحكيم تعاطت معها وسائل اعلام دولة القانون بابشع صورة عرفها الاعلام المهني واخلاقياته وكان محركها الاساس كما اوضحنا هو الغيرة والشعور بالعجز عن تقديم اي شيء سوى خطابات رنانة ومؤتمرات صحفية حزبية وتصريحات هستيرية والاحتماء والتقوقع خلف ايدلوجيات طائفية كالحديث عن تعرض مصالح الشيعة للخطر او بث الاشاعات وتخويف الشارع من المستقبل القادم أن يكونوا على راسه جالسين. كيف تعامل اعلام دولة القانون مع مبادرات السيد عمار الحكيم: 1 ـ اولا مبادرة حكومة الشراكة الوطنية:فاتهمها اعلام دولة القانون بانها اعادة انتاج للمحاصصة وكل من عمل يوم في الحكومة يعلم ان حكومة دولة القانون كانت حكومة انفرادية بامتياز وان وصفها بانها حكومة محاصصة هو تخفيف للوصف وتلطيف لواقع الحكومة التي كان يتمنى الكثير من عمل فيها ان تكون حكومة محاصصة فعلا !!! في المقابل يتحدث اعلامهم عن حكومة غالبية سياسية والكلام عن الغالبية السياسية في مثل هذة الظروف أنما يدل على وجود نية لتهميش طرف عراقي معين بطريقة او اخرى فاما يهمش الكورد او يهمش السنة او يهمش نصف الشيعة في الائتلاف الوطني فمن منهم سيكون ( ضحية حكومة الغالبية السياسية لدولة القانون ) ، وبعد فترة تم تغيير الموجه وبدأ الجماعة يتحدثون عن حكومة الشراكة الوطنية بعد ان لم يجدوا لهم نصير في المشاركة في لعبة سياسية ستصب الزيت على النار في العراق ،علما ان مشروع حكومة الغالبية السياسية متبع في الحكومات الغربية المستقرة حيث مشروع الدولة ومؤسساتها متكامل ومتراكم لقرون او عقود فتنحصر اللعبة بحزبين لاغير يتبادلان السلطة عبر الانتخابات بعد كل دورة انتخابية ، وهنا يكون السؤال كيف تطبق حكومة غالبية سياسية في دولة لم تكتمل نصف مؤسساتها ، ولم يُتفق على دستورها نهائيا ، وانتخباتها ذات صبغة قومية او طائفية اذا ما معنى الغالبية السياسية هنا؟؟؟ ان لم تكن وجها جديدا للسيطرة على السلطة وتهميش الآخرين تحت عنوان براق لكن انيابه قاتله للمشروع الوطني.2 ـ مبادرة الطاولة المستديرة : فانقض عليها الجماعة بدعوى انه لابد من ترتيبات اوليه او حورات ثنائية او ثلاثية تمهد الطريق لها واذا ما تمت تلك الترتيبات فعلا فهذا يعني اننا لسنا بحاجة الى الحوار والطاولة المستديرة لانها تحصيل حاصل ، وهذا دليل كبير وواضح على عدم مقدرة البعض للجلوس مع الآخر الوطني وتبادل اطراف الحديث معه واستيعابة واسماعه والاستماع منه والوصول الى حلول وسط مرضية لجميع الاطراف بدل حالة التمسك الجنونية بالسلطة وعليه فرفض فكرة الطاولة المستديرة انما يعبر عن عجز وطني كامل في مواجهة الأخر والاعتراف به والتفاهم معه واعتراف واضح كذلك بعدم الاقتناع بالمشروع الوطني الشامل لكل العراقيين وقواهم الفاعلة وضمر مشروع خطير للسيطرة على السلطة في البلاد من خلال تكتيكات سياسية ( كفكرة تشطير القوائم وتفكيكها التي طرحتها قيادات دولة القانون بعيد الانتخابات ) التي تجعل الشارع العراقي يدور في دوامة العنف السياسي والأمني وتحول البرلمان الى جماعات صغيرة متنافسة ومتصارعه عديمة الأهلية والقابلية على اتخاذ القرارات الحاسمة ، المهم ان تبقى السلطة مركزة بيد جماعة دون غيرها وليذهب العراق الى الجحيم.3 ـ مبادرة الدفاع عن القائمة العراقية ( كتجمع لشريحة عراقية اصيلة )حيث شن عليها الجماعة حملة اشاعات وتسقيطات واسعة في الشارع العراقي بدعوى ان المجلس الأعلى او عمار الحكيم يتعاون مع البعثيين ويريد ضرب وحدة الصف المذهبي والتآمر على حقوق الشيعة واقنعوا الكثير من البسطاء بذلك ممن ذهبوا بعيدا في التعبيير عن آراهم و تعليقاتهم ، الغريب في الأمر ان دولة القانون بمقدار ما تتعطى بالمصطلحات الوطنية في الظاهر بمقدار ما تعمل بالتحريض الطائفي في الداخل مما ولد لديهم حالة انفصام واضحة اصبح يدركها الكثير من السياسيين الشيعة بالتحديد فما ان يتحدث اي من قيادات دولة القانون في الاجتماعات عن الحفاظ على حقوق الشيعة إلا ويضع البقية ايديهم على قلوبهم بانتظار ( البوري ) الذي سيأكلوه منهم تحت هذه اليافطة التي عصرها الجماعة الى آخر قطرة غش وفذلكة سياسية من قبيل ما حصل آبان تشكيل الائتلاف الوطني العراقي حيث جاء الجماعة يحدثون الائتلاف باهمية التحالف للحفاظ على الحقوق ولان جماعة الائتلاف الوطني اكلوا من هذه البوريات ( واصبحوا مفتشين بالجير ) قالوا لهم : حدثونا عن رئاسة الوزراء لمن ؟؟ والشراكة في اتخاذ القرار ؟؟ فولى الجماعة وجوههم شطر دولة القانون ساحقين تحت اقدامهم كل مقولاتهم الوحدوية المحلية الاستهلاك وبنجاح ساحق؟؟؟!!!!4 ـ مبادرة زيارة المملكة العربية السعودية : أما هذة المبادرة فقذ افقدت الجماعة عقولهم وصوابهم رغم انها لم تسء اليهم من بعيد او قريب بل صبت في صالح الدولة والحكومة العراقية وجاءت بناء على دعوة وجهتها قيادة المملكة شخصيا ، فكان حريا بالسيد عمار الحكيم ان يذهب ويتحدث ويستمع ويُسمع وهذا هو حال اي سياسي يريد ان يفتح نافذة في موقف مغاير له ثقله ووزنه ، اما اعلام دولة القانون فقد بدأوا يتحدثون عن وطنية تشكيل الحكومة في الداخل وان اي زيارة لاي دولة هي تدخل في الشأن الداخلي العراقي بمعنى انهم لايريدون ان يحسنوا من واقع علاقاتهم مع الآخرين ولا يريدون لغيرهم ان يسعى بتصحيح تلك العلاقة وهذا منهج انفرادي خطير ، اما البعض الاكثر صراحة فقط اشار بوضوح انه لايحق إلا لرئيس دولة القانون ان يسافر ويتحدث باسم العراق وغيره لايمثلون شيئا وهذا هو عين النهج الصدامي الديكتاتوري الذي كان يقول ان صدام هو العراق وان كل العراق صدام ، اما الباقين فهم جنود للمعركة ، وهو نفس المنطق السقيم الذي يطرحوه ما قبل الانتخابات ومابعدها ، فكل شيء في العراق هو من انجازات الحكومة ورئاستها وواجب البقية ان يكونوا جنودا يدورون في رحى صانع الانجازات الذي لايأتيه الباطل من بين ايديه او خلفه!!!!بعد كل مبادرة من هذة المبادرات الوطنية الاربعة خلال شهر واحد يهرع الجماعة الى موقع دولة خرق القانون الالكتروني ليسطروا آسمى ايات السب والشتم والتسقيط وفتح باب التلعيقات القذرة والسمجه التي لا تليق حتى بابناء الشوارع ناهيك عمن يردد انه ابنا لمحمد باقر الصدر جزافا ، معتقديين ومتصوريين بجلهم بالحرفية الاعلامية وتشنجهم السياسي انهم يحدون من اهمية الطرف الآخر ويشكلون عليه آليات ضغط مباشر ويسقطون سمعته جماهيرا بهذه الأساليب الأبتدائية ، ناسين ان باستطاعت اي طرف آخر ان يسعى الى سياسة توازن اعلامي ويفتتح له اكثر من موقع ويسرب لها الاخبار ويطلب منها ان ترد على المقال بمقال والسب بسب والتسقيط بتسقيط وان تفتح هي بدورها ابواب التعليقات لجماهيرها وتكون الأمور واحده بواحدة ولايوجد ابسط من هذه الحالة الطفولية ، لكن شتان بين من يتسع صدره للعراق وبين من يضيع صدره باستيعاب اخيه ؟؟؟واختصارا يعلم ارباب السياسة ونخبة المتابعين للواقع الاعلامي بحرفية ومهنية انه بمقدار ما يتآلق عمار الحكيم وطنيا داخليا وخارجيا بمقدار ما يتراجع البعض ويتقوقع ، وبمقدار ما يبادر عمار الحكيم لمد يد الاخوه بمقدار ما يسارعون لطعنه ومهاجمته اعلاميا ، وبمقدار ما يتعالى هو وتياره على السلطة كما فعلوا وسلموها سابقا للجعفري وبعدها للمالكي بمقدار ما يتراجع البعض متقهقرين الى الوراء متمسكين بالكراسي والسلطة بابشع صوره ، والزمن والتاريخ كفيل بان يضع النقاط على الحروف واعتقد ان ما نسمعه حاليا من الكثير من النخب المثقفة والواعية وفي الشارع العراقي بان هناك اداركا حقيقا لما يدور وهناك تشخصيا واقعيا للمواقف الصحيحة والخاطئة والاساليب الاعلامية الرخيصة حيث اثبت الوطني وطنيته من خلال اقواله وافعاله وقد اثبت البعض عكس ذلك والأيام القادمة كفيلة بان تنزع ورقة التوت عنهم.
https://telegram.me/buratha