حسن العلوي وامثاله لدي حساسية غير طبيعية منهم ولا ادري لماذا بالفطرة لا اتجرعهم ولا اطيق حتى ان اصمد بقربهم لثواني خصوصا انني لا ولم ولن اسعى يوما لان اجالسهم او ان اتكلم معهم كلمتين على بعضهن من دون ان اسمعهم ما تربيت عليه من رفض لكل ما فيهم من تناقضات وتاريخ وتلك حالتي مع كل بعثي وكل منافق وكل حرباء وكل جبان لا اطيق معهم صبرا ..
لا ادري وانا اشاهد حسن العلوي في اخر مؤتمر صحفي عقده زعيمه اياد علاوي وكان يتحرك خلف اياد علاوي بحركات غريبة كغرابة تقلباته وتناقضاته لماذا ذكرني مشهده وحركاته الغير متوازنة وانا اتابعه بتلك الساعة التي دخلت عليه غرفته يوما من الايام فحصل ما سيجعلكم تستلقون من الضحك عليه ولم اتطرق لهذا الامر سابقا لاسباب خاصة باحد الاصدقاء الاعزة ولكن اعتقد ان الوقت قد حان لتعريف العراقيين بـ " شجاعة وبطولة ورزانة وكرم واخلاقيات قادة ووزراء العراق الجديد والزاحفين المخترقين للعملية السياسية بكل همة ونشاط والتذكيرببعض صفاتهم , وذكرني الموقف والمشهد السياسي الحالي بذاك المشهد و تخيلت كيف سيكون هؤلاء قادة البلد ووزرائه ومسؤوليه وماهو انطباعي وموقفي كقلم يكتب في هذه المرحلة ويثبت فيها موقفه الشرعي والاخلاقي والوطني واقولها ان حصل ذلك فلقلمي لسان نصله كحد السيف او هو امضى ان مر الامر لهم ولامثالهم والسبب تشتت صفنا واسترخاص تاريخنا فلن امتشقه هذه المرة لضرب هؤلاء الاموات فالضرب في الميت حرام بل سيكون الضرب هذه المرة بمن تسبب في ايصالهم الى حيث مقتلنا ومذبح شهدائنا لينكلوا بنا وبهم وهم رقود امنون بين يدي رحمة الله ..
المشهد الذي عشته ساعتها ورايته هو خليط من الخوف والرعب وانعدام الرجولة وفقدان كرم الضيافة والاصول العربية واللياقة والرزانة و" الثكل " كما نقول في العراقي الدارج وكل هذه الامور شاهدتها في حسن العلوي في لقاء لم اختره ولم اخطط له وانا ادخل عليه غرفة كان يجلس فيها مرتديا كما نسميها بالعراقي " دشداشة بيضاء" ..
حدث هذا في عام 1994 وكنت وقتها في زيارة قصيرة الى بيروت قادما من دمشق واتصلت وقتها بصديق واخ عزيز على قلبي كان يسكن في بيروت وكان شاهدا على الامر ولن اذكر اسمه ولن اتطرق له احتراما لشخصه الكريم ولاخلاقه العالية ولان حسن العلوي كان وقتها في بيته وصديقي هو ابن بيت زق العلم والادب والشعر والكرم زقا ولكن صروف الدهر دعته ان يكون احد ضحايا الطاغية وعائلته وان يحكم عليهم بالموت فهاجروا طلبا للامان من بلد القسوة والموت كما يصفها العلوي وكان القدر ان يكون هذا الدعي السياسة هناك معه وان اكون شاهدا على حاله وحال من يزحفون منذ الامس الدامي حتى اليوم والساعة لاعادة العراق الى " الف باء" و "الثورة" و "الجمهورية" و "الشعبة الخامسة" و "ياحوم اتبع لو جرينة " و" بالروح بالدم نفديك يابعثي " و" بعث تشيّده الجماجم والدم.. تتهدم الدنيا ولا يتهدم " و " وحدة حرية اشتراكية " و"امة عربية واحدة ذات رسالة دموية خالدة " وغيرها مما دفعنا اغلى الغالين من اجل قبرها وازالتها لتنعم الاجيال القادمة بخير العراق الخالي من سقط متاع التاريخ والكون ..
كان صديقي هناك في بيروت ولديه شقة فاعطاني العنوان حينما كان معي في دمشق على امل ان التقيه ان زرت بيروت واتفقنا ان التقيه هناك لنعود سويا الى دمشق التي كنت اقيم فيها في تلك الايام وكانت عائلة صديقي تقيم فيها ايضا وهم معارفي من العراق ومنذ ايام الدراسة الاعدادية ..
بالطبع حسن العلوي شخصية معروفة للجميع ولن أأتي بشئ جديد ان قلت انه كان احد قيادات البعث الصدامي واحد ابواقه المخضرمين وترك صدام صديقه الحميم كما ترون في صوره معه وهرب لا لانه يمتلك فروسية الثوار الرافضين للظلمة او من هذه الامور التي حملها اهلها وخيرة العراقيين الاحرار واثروا ان تقطع رقابهم سيوف البعث وان تخنقهم حبال المشانق وان تذيبهم احواض التيزاب على بيع الشرف وشرف الكلمة لامثال تربية العوجة بل هو من قال انه هرب خوفا من بطشه وغدره بعد خدمته له وخشي ان يلقى مصير من اعدمهم في اول ايام حكمه رفاق الامس وهو الاعرف بتلك الشخوص الدموية ومدى ساديتها وغدرها فالبعث ما انجب يوما طيورا تغرد بل هو تاريخ من الدماء والغدر والظلام والاقبية المعتقة برائحة الموت والدم المخلوط باللحم المتفسخ كان هذا الخليط قبل هذا التحول بيد البعث الاجرامي علماء افذاذ وشباب وامهات واطفال ورجال جل جريمتهم انهم قالو للظالمين لا وقال العلوي لهم بالروح بالدم نفديك ياصدام يابعث ..
لم يكن الهاتف الخليوي موجودا وقتها لاتصل بصديقي ولدي العنوان فاستقليت سيارة اجرة لتوصلني الى حيث العنوان فوصلت الى هناك وانا اعلم ان صديقي لوحده ولم يكن متزوجا واعلم ان عائلته الكريمة والديه واخوته موجودين في دمشق وهو يتواجد هناك بين الفينة والاخرى للعمل وطلب الرزق فطرقت الباب وكانت مفتوحة وبيننا مودة و" ميانة " كما نقول بالعراقي وبيته بيتي فدخلت فشعرت باحدهم في الغرفة المقابلة واذا بي امام صوت يصرخ متسائلا بالعراقي المشوب بالنبرة البعثية المضخمة " منو ؟؟" فقلت مع نفسي متسائلا لعلي دخلت شقة اخرى بالخطأ ؟؟ ولكن تاكدت انني دخلت المكان الصحيح لان من صرخ " منو " وهي كلمة عراقية مميزة ولو كنت دخلت شقة لبناني لسمعت كلمة "مين " رقيقة وليس " منو بنبرة بعثية " وكاني في فرقة حزبية من تلك الفرق التي ماغادرت العراق الا قرفا منها ومن ازلامها الذين كانو يطاردوني وشبابنا بعد انتفاضة شعبان المباركة طلبا لشرب دمائنا ..
المهم لن اطيل عليكم القصة فلابد من ان اقدم نفسي لمن في دار صديقي فدخلت لان الشقة كانت صغيرة وكل شئ فيها من غرف ومطبخ وصالة امامك وكان هناك احدهم في الغرفة حين دخلتها سمعته يطلب ماء بارد فدخلت وكانت امامي قنينة ماء تناولتها لاقدمها له بطريقي وبعفويتي وتصورت انه احد اقارب او ضيوف اخي وصديقي وحينما اصبحت معه وجها لوجه لم يكن من توقعت , فسلمت عليه فلم يرد السلام وهو في حالة يرثى لها اخجلتني واحرجتني وتصورو حال احدكم يسلم على رجل امامه بكل ادب واحترام ولايرد عليه المقابل التحية والسلام وبالطبع انا لم التقيه من قبل ولم اجلس معه وما كان الاعلام والفضائيات بهذه الصورة كاليوم يرينا كل هذه الاشكال و المتناقضات والقرف والخير والشر وعالم الحيوان والفضاء والبحار وعلى الهواء مباشرة لاميز من اراه حال رؤيته ولعن الله الدش ومن صنعه والانترنيت ومن طوره جعلنا وجعلهم اليوم كضلنا مكتوب علينا ان نراهم ونسمعهم في كل ساعة وحين ولكن فسحة الحرية والرد عليهم هي البلسم الوحيد لجروحنا نسال الله ان نستقر والعراق ليهنئ شبابنا ببقية العمر الخالي من البعث وازلامه واجرامه ولم يكتفي بعدم رد السلام بل صرخ بوجهي وهو مرتعب من الخوف ويرتجف من انت ؟؟ وين الاولاد ؟؟ وين الحماية ؟؟ ناداهم باللهجة السورية غاضبا وانا امامه لا ادري مالقصة , وواصل النداء عليهم بهستيريا وحدة وببعض الشتم عليهم مدردما كما نقول بالعمية بكلمات تعنيف وتوبيخ وحنق وهم بالطبع كما عرفت بعد ذلك عناصر مخابرات سوريين واجبهم مرافقته وحمايته اينما ذهب ولكن لم يجبه احد ؟؟ ولانني حينما دخلت لم يكن في الباب وداخل الشقة احد والباب مفتوح فقدره وقدري ان التقيه بهذا الصورة التي التصقت في ذاكرتي حتى افشيتها اليوم ولكم احبتي ان تعرفوا قادة الامس واليوم وغدا ان لاقدر الله فاصابتني حالة لا استطيع وصفها ولكم تخيل كيف يكون حال من كرامته اغلى من كل تلك الامة التي امنت بالبعث ونهجه , وكرامته هي كنزه وثروته وهو امام رجل هائج بدون سبب اعرفه احييه فيصرخ ولايرد السلام ومرتبك وبلا نظاراته ويتخبط متراجعا امامي فكان المشهد انني كنت اخاطبه بادب واحترام مشوب بالذهول والشفقة على حاله ومن صراخه وارتباكه وصدقوني لم اكن اعرف انه حسن العلوي لانني لم التقيه من قبل ولم اكن اعلم انه سيكون في بيت صديقي في تلك الساعة ولو كنت اعرف لما زرت صديقي بالمرة لانني اقرف هكذا نماذج وحتى صديقي كان سبب وجود هذا الرجل عنده لاسباب العمل فقد كان يكتب له ما كان يؤلفه ليطبعه في بيروت من كتب تطلعون عليها اليوم تحكي حكاياته مع متناقضاته وتاريخه وتجربته مع طاغية العصر ولان هناك ضعف في بصره ولايستطيع الكتابة بنفسه يدعوه لان يملي واخرين يكتبون له مقابل اجر معين وصديقي كان احد من عمل معه بهذا الجانب طلبا للرزق ولان الحياة في الغربة صعبة وغالية خصوصا في بيروت ..
هدئته وناولته قنينة الماء وكررت السلام عليه فلم يرد ولم ياخذ الماء مني كان يحسبه سما اقدمه له لاغتاله فهو مهووس بنظرية المؤامرة والاغتيالات فمثله عاش ويعيش بتلك الحالة حتى يقضي الله امرا كان مفعولا ولكن الذي يعرفني يعرف كم احمل من الخلق والتربية لا امدح نفسي ولكن الضرورة تحتم ان اقولها وكما تطلعون على قسوتي مع القتلة ولكني على العكس والنقيض من ذلك مع بقية الاخرين اكن كل المودة والاحترام للاخر مهما كان ضعفه او بساطته وعمره وبالطبع لم ابادر باي تصرف يدعوه للصراخ بهذه الصورة وقد يقول قائل انه امر طبيعي ان يرتاب مني واقول نعم من حقه ولكني لا احمل سلاحا ولم ابادره بهجوم واحاول افهامه من انا قدر استطاعتي وابادره بالسلام والتهدئة وهو في ارتباك وصراخ وخوف وفزع وفقدان للياقة والكياسة والثبات وكان حياته ان فقدت ستفقد الانسانية نبيا منزل استغفر الله من هذه المقارنة ولو كان يمتلك زمام نفسه لقال لاواجه الموقف بهدوء والذي امامه يخاطبه بكل ادب وهدوء واستمر الامر حتى كرهت نفسي فقلت له لماذا تصرخ انا صديق لفلان واقصد اسم صديقي وقلت له اليس هذا بيته ؟ انا على موعد معه فاين هو ؟؟ لم يجبني وبقي ينادي على حماياته وعلى صديقي الذي كان في ذلك الوقت قد نزل الى المحل المجاور لجلب بعض الحاجيات فقلت له تفضل هذا الماء الذي طلبته فانا ومن انت في ضيافته اخوة ومتربين سوية فلا تقلق وقلت وقررت مع نفسي امام هذا الحال المهين لاخرج انا عله يهدئ فتراجعت وسط ذهول وخجل من نفسي لان الموقف لايليق فلا هو الذي يستوعب هدوئي ويغير من نبرته ولا انا بالعدائي الذي يستحق هذا التصرف منه ويقال ان القاء السلام يهدئ النفس وعندها علمت انه يهدئ النفوس المؤمنة المستقرة ان غضبت وليس تلك التي لاتعرف الله الا حينما تغادر الدنيا وتختلي في تلك الحفرة الظلماء عارية الا من كفن ودود تنهش اللحم والجلد فيه لتبقي العظام وهي رميم ..
انسحبت لاعنا في سري وبحالتي تلك صديقي وضيفه المرعوب الذي حاله حتى تلك الساعة احزنني ويبكي الصخر ولا اعرف من هو وماذا اصابه واذا بي وانا امام صديقي يدخل بيته محملا ببعض الحاجيات والفواكه وضعهم على الطاولة بعد ان رآني فهب نحوي مرحبا و معانقا لي وهو ينادني بحمودي اخي ووو متى وصلت ماهذه المفاجئة الجميلة من تلك المودة والاشتياق والقبلات المعروفة وانا اضحك واقول له بالعراقي .. عوفني من الاشواق والقبلات منو هذا الذي في الغرفة ؟؟ سالته عن المضحك المبكي المرعوب المنهار الذي حتى وعليكم السلام لايعرفها ..؟؟
قال لي الا تعرفه ؟؟ هذا حسن العلوي السياسي المعروف ..!!
اها قلتها له هذا هو حسن العلوي اذن ؟؟
فقلت له ضاحكا " وشبي مرعوب وخايف حتى السلام ميعرف يرده شنو قابل راح اكله ؟؟
قال صديقي اعذره ابو شهاب هو رجل يخاف على حياته ولايتحرك الابحماية عناصر المخابرات السوريين وانت دخلت عليه وانا وحمايته غير موجودين قربه في البيت واكيد اعتقد انها محاولة لاغتياله قالها مقهقها عوفنه وخلي ندخل للداخل ..
قلت له ولكني كنت احاول تهدئته واسلم عليه بادب وناولته الماء الذي طلبه اثناء دخولي واشرح له من انا وعلاقتي بك ولكن الرعب وحب الدنيا وذلتها جعلته لايعرف مايحدث امامه فكانت تصرفاته غير لائقة بشخص يحمل كل ذلك التاريخ ومايقال عنه ..
اقول ليحتاط الرجل امنيا ولكن عليه ان يتحلى بابسط ادبيات الادب واصول الضيافة وعلى الاقل التعامل مع الموقف باتزان اكبر وبتروي ..
لن ازيد فما بعد ذلك امر اتركه لي ولصديقي وهذا ملخص لحالته وبالطبع طلب مني صديقي الدخول للبيت فرفضت ذلك وقلت له مستحيل ادخل بوجود هذا ولولا انني ساحرج صديقي العزيز لاكملت لكم بقية الحكاية ولن اكملها لان الضرب في الميت حرام ..
الذي اريد قوله من هذه الحكاية التي حدثت معي بطلها احد قادة العراق الجديد والمتصارع اليوم من اجل نيل منصب رفيع يسعى اليه مع اخرين لايقلون عنه خلقا وتاريخا ونرجسية وهي مواقع مشرفة ويستحقها اهلها من ولد الخايبة وبالطبع صديقي الذي كان حسن العلوي في بيته هو اديب واخ لاديب معروف ووالده مؤرخ وعلامة وباحث واديب وشاعر مرموق من عائلة انجبت عشرات العلماء الافذاذ وقضى والده في الغربة شهيدها بعد ان دمر حياته وكيانه وشرده واولاده وبناته واعدم عدد من ابنائه في العراق بواسطة البعث الصدامي الذي بني بهمة صدام وازلامه منهم العلوي حسن حديث قصتنا المخجلة هذه , وهؤلاء الافذاذ هم الاحق بموقع يسعى اليه العلوي وسيده اياد وهؤلاء هم الاولى بخدمة الوطن واهله وهم اهلها وفخرها .. مع اعتذاري لصديقي الغالي ان اروي هذه الحادثة وتعاطي احد قادة السياسة معها لاجل العبرة وهؤلاء شان عام لايجب ان تيقى تصرفاتهم بخيرها وشرها سرا طي الكتمان والعلوي لم يقصر مع من تناولهم بقلمه ولا اعتقد انه يستطيع الاعتراض على ماقلته .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha