حميد سالم الخاقاني
قرأت في عدد صحيفة البينة الجديدة ليوم الثلاثاء الموافق العشرين من نيسان الجاري، حوارا مطولا على صفحتين اجراه رئيس التحرير مع وزير النفط الدكتور حسين الشهرستاني، وقد وجدته حافلا بالمغالطات التي لاينبغي لرجل مثل الشهرستاني يمتلك تأريخيا نضالا جيدا ان يقع فيها حتى وان كانت تعود عليه وعلى الكيان السياسي الذي ينتمي اليه بمكاسب سياسية، الا اذا كان يعمل وفق المبدأ الميكافيلي -الغاية تبرر الوسيلة- وهذا المبدأ السيء غالبا او دائما مايستخدمه الطغاة والمستبدين والبعيدين كل البعد عن القيم والمباديء الانسانية والاخلاقية والدينية الصحيحة، ونتمنى صادقين ان لايكون الدكتور حسين الشهرستاني من هؤلاء.
ولكن ما جاء في حديثه للبينة الجديدة، اشر الى غلبة المصلحة السياسية الانية لدى الشهرستاني على المبدأ الصحيح والمصداقية والانصاف في نقل الوقائع، وتقييم المواقف والادوار. وحديثه الانفعالي والمتشنج والبعيد كل البعد عن الموضوعية حول دور الشيخ همام حمودي في الجهود لتشكيل الائتلاف الوطني العراقي، اذ انه صور الشيخ همام وكأنه استبداديا واقصائيا ومراوغا، بينما واقع الحال، والوقائع تؤكد عكس ذلك تماما، والجميع يشهدون بالجهد الكبير والصادق الذي بذله الشيخ حمودي لتقريب وجهات النظر وتجسير الهوة بين مختلف القوى السياسية، لتشكيل كتلة قوية ورصينة ومتماسكة تحافظ على المشروع الوطني وتصون العملية السياسية وتجنبها مخاطر الانزلاق الى النزعات والاهواء والمشاريع الحزبية الضيقة.
لم يتحدث الشيخ حمودي بلغة حزبية، ولم يحاول ان يفرض حصص معينة على الاخرين، ولم يعمد الى تسمية هذا الشخص او ذاك لرئاسة الحكومة او لاي منصب اخر، مثلما عمل قادة ائتلاف دولة القانون ومنهم الدكتور الشهرستاني، من دون ادنى حرص بمصالح خط اتباع اهل البيت الذين يمثلون الاغلبية في المجتمع العراقي، ومن دون ادنى قدر من نكرات الذات وتجاوز الانا. وفي الوقت الذي كان الشيخ حمودي والحريصين على ماهو عام على حساب ما هو خاص، ينادون بالشراكة والمشاركة بين الجميع، كان الشهرستاني ورفاقه يصرون على مبدأ الاغلبية السياسية مفترضين انهم سيكتسحون الساحة ويحققون فوزا ساحقا يتيح لهم اقصاء وتهميش شركائهم، ولكنهم وبعد ان اصطدموا بالواقع راحوا يتحدثون بنفس المنطق الذي كانوا يرفضونه بل ويسخرون من الذين يطرحونه.وهم اليوم يكررون نفس المنهج والاسلوب، او بعبارة اخرى يستمرون على نفس المنهج والاسلوب، للاستحواذ على منصب رئاسة الوزراء للسيد نوري المالكي تحديدا ومن دون ان يطرحوا أي خيار اخر. ويحاولون مرة اخر فرض الامر الواقع على الاخرين.من حق الشهرستاني ان ينتقد ويتهجم على الشيخ همام حمودي لو كان انتهج نفس منهجهم واسلوبهم.
https://telegram.me/buratha