سعد البصري
لم تكن الزيارة الأخيرة التي قام بها سماحة السيد عمار الحكيم إلى المملكة العربية السعودية . زيارة عادية من قبل مسؤول عراقي إلى دولة مجاورة بل جاء ضمن أفكار ورؤى مشتركة بين القيادتين السعودية والعراقية المتمثلة بسماحة السيد الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي لقد أثارت هذه الزيارة العديد من المهتمين بالشأن العراقي لعدة أسباب منها إنها جاءت بصفة رسمية أي إن الدعوة تمت بدعوة مباشرة ورسمية من قبل الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية . وكذلك كان لاختيار وقت هذه الزيارة مدلولات كثيرة منها إنها تأتي ضمن اهتمام عربي واسع بالشأن العراقي وخاصة في هذا الوقت بالذات كون الشعب العراقي خرج توا من تجربة ديمقراطية أذهلت الجميع وأولهم الحكام والشعوب العربية إلا وهي الانتخابات البرلمانية ، ومن آلت إليه النتائج والملابسات التي أعقبت تلك النتائج ، وبالتالي فأن دعوة السيد عمار الحكيم جاءت لتوضيح تلك الملابسات ودور القيادات العراقية في تلك المرحلة للعاهل السعودي الذي أبدى اهتماما كبيرا بالقضية العراقية وبشخص السيد عمار الحكيم لما يمتلك من مقومات القائد الناضج الناجح في قيادة العملية السياسية في العراق وعمله الدؤوب في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين وبالذات في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق من زيادة التجاذبات والتقاطعات السياسية في سبيل الخروج بحكومة وطنية تخدم مصلحة الشعب العراقي , فقد أثارت التصريحات الأخيرة للسيد عمار الحكيم حول حكومة الشراكة الوطنية الكثير من الارتياح لدى الأوساط العربية والإقليمية كونها تنم عن رؤى واضحة لما يحتاجه الشارع العراقي ، وما تتطلبه المرحل القادمة من ضرورة اشتراك جميع القوى السياسية في إدارة البلد. هذا بالضبط ما دار خلال اللقاء بين السيد الحكيم والعاهل السعودي . لذلك كانت هذه الزيارة من الزيارات الناجحة والتي تلاقحت فيها أفكار الطرفين مما ساهم مساهمة فاعلة في اتخاذ الجانب السعودي مواقف تؤكد على وحدة العراق وشعبه والعمل على المساعدة والمساندة في تقوية ودعم العملية السياسية العراقية والمساهمة في ربط جميع جيرانه ليعود إلى وضعه الطبيعي في المجتمع الإقليمي والعربي . وعليه فأن هذه الأبعاد والدلالات للزيارة سوف يكون لها الأثر الواضح في نوعية الحكومة القادمة بحيث تكون مقبولة لدى المجتمع العربي والدولي لتساهم في انفتاح العراق على العالم الخارجي .
https://telegram.me/buratha