اولا اود ان اسجل قبل مزايدة المزايدين والمتصيدين في المياه العكرة ان لا الامريكان ولا تجربة اسرائيل الانتخابية الاخيرة يعنياني بشئ وحينما انقل هذا المثال اضعه امام علاوي والقائمة واضعه امام الامريكان وامام ساسة العراق وللقول لجميع هذه الاطراف ان الامريكان الذين اعترفوا بنتائج مايحصل لدى حلفائهم الاستراتيجيين لايحق لهم التدخل السلبي في اللعبة الديمقراطية العراقية التي ان شكلت اطرافها الفاعلة والقادرة على جمع العدد المناسب دستوريا من المقاعد للكتلة الاكبر فهم من يحق لهم تشكيل الحكومة والمضي في العملية السياسية نحو وجهتها الصحيحة .
علاوي استنجد بالامس القريب وعلى حساب شعب العراق وممثلي غالبيته المتنوعة بالامريكان والامم المتحدة لجعله الحاكم الاوحد للعراق وقال علاوي للامريكان عليكم بمنع اي تحالف بين الائتلافين الوطني ودولة القانون والكورد لانهم سيشكلون حكومة طائفية كما اسماها ووصفها وناشدهم التدخل باي صورة لكي يكون الحكم بيده وبامرته .
اعتقد ان كل المتابعين اطلعوا على هذا الطلب واضيف اليه تهديدات نطقها علاوي وطارق والملا باشعال العراق والانسحاب من العملية السياسية واسقاط الحكم ان لم تجري الامور كما يشتهون ..
لماذا كل هذه الضوضاء والهستيريا ؟؟
وهل هناك مبررات دستورية او ديمقراطية ستستطيع امريكا تسويقها لدعم علاوي الحاصل لحد الان وقبل اعلان النتائج النهائية دستوريا على نسبة لم توصله للنصف زائد واحد ليشكل حكومته العتيدة ؟؟
اعتقد جازما ان الولايات المتحدة الامريكية لن تستطع فعل ذلك فهي التي رحبت من قبل في مكان اخر اعز على قلبها من العراق وحصلت فيه نتائج مشابهة للتي هي الان في العراق وسبق ان جرت في اسرائيل الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة انتخابات فازت فيها ليفني الاسرائيلية صديقة امريكا الغالية والاغلى من علاوي عليها ومن كل الحكام الجرب وفازت ليفني بفارق مقعد واحد لانتخابات الكنيست الاسرائيلية الثامنة عشرة و تقدم حزب كاديما برئاستها على حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو بفارق مقعد واحد فقط .. ولكن ماذا حدث بعد ذلك ؟؟ وهل استطاعت ليفني حليفة امريكا تشكيل حكومتها ..؟؟ وهل تدخلت امريكا في الامر لتمرير من لم يستطع تشكيل الغالبية ودعمته ؟؟ وهل استنجدت ليفني بالامريكان لمساعدتها في الوصول للحكم ..؟؟
انتهى الامر وبسرعة وبعد ان لم تجد ليفني قائمة تتفق وبرنامجها فاثرت ان تكون في المعارضة وتركت لمنافسها نتنياهو الفائز التالي ان يشكل الحكومة وحالما تشكلت الحكومة اعلنت الولايات المتحدة الامريكية دعمها لها وباركتها ..
سقت هذا المثال واعلم ان ابواق علاوي سيقولون ان كانت قدوتك اسرائيل فاللعنة عليك ووووو من هذه المزايدات الرخيصة ولكن اقول سقت هذا المثال لان امريكا واسرائيل التي استنجد بها علاوي على ابناء جلدته هما واحد وليفني لن تكون بارخص من علاوي ليقدم الامريكان دعمهم له ويتخلون عنها وللعلم الامريكان يفضلون ليفني على نتنياهو ولكنهم لم يستطيعوا التلاعب باصول اللعبة الديمقراطية التي تسمح للكتل التي تستطيع الوصول الى النصاب الدستوري والمتوافقة في برامجها ان تشكل الحكومة .
قد يقول قائل ان الامريكان لديهم ازدواج المعايير ويمكنهم من اجل مصالحهم دعم الشيطان , واقول نعم , ولكن في العراق الجديد الامر سهل تمرير مثل هذه المعايير المزدوجة في حالة واحدة وهي ان استمر التشرذم والتشتت بين الاطراف الفاعلة التي ان توحدت احرجت الجميع ونعم تستطيع ذلك ولكن سرعان مايكون هذا الاستفزاز والتدخل وآثاره السبب الاكبر لعودة وحدة الصف وبقوة اكبر وسيكون عند ذاك من الصعب ايقاف ثورة الغضب والانتقام تكون الخسارة كبيرة لامريكا وحلفائها وعندها لن ينفع الندم والامريكان لايجازفون بمصالحهم بلعبة يعلمون انها خاسرة واعلم ياعلاوي انك كنت حاجة ان مررت ونجحوا في ذلك فعليها وان لم يستطيعوا ذلك فلن يتوقف التاريخ عندك وينتهي وفي السياسة كل شئ ممكن والخاسر الاكبر من يتعامل معها بلا عقله .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha