المقالات

حقائق الجغراقية الاقليمية وصعوبة القفز عليها

771 18:38:00 2010-04-18

ميثم الثوري

ثمة حقائق لا يمكن انكارها او تجاهلها مهما علت المكابرة والعناد ومن تلك الحقائق التي سنشير اليها اجمالاً ومن ثم تأسيس نتائج عليها كمقدمات واقعية لا تقبل التخطئة او الرفض:1- ان العراق لا يمكن ان يتفصل عن محيطه العربي وليس بامكان محيطه العربي الانفصال عنه فالجغرافية والتأريخ ثابتان لا يمكن زعزتهما مهما بلغت الظروف والمناسبات، واذا رحلت القوات متعددة الجنسيات في عام 2011 كما هو مقرر في الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الامريكية فان الذي لا يرحل هو جيران العراق الستة بما فيهم المملكة العربية السعودية كما لا يرحل العراق عن جيرانه، وان ووجود الامريكان في بلادنا هو وجود طارىء ومؤقت ولابد من انهائه ولكن الذي لا يمكن انهاؤه او ترحيله هو دول الجوار والعراق نفسه فليس بامكانية اي قوة ترحيل العراق واهله عن جيرانه او ترحيل دول الجوار عن العراق، فهذه الدول والعراق دائمو الجوار ولا يمكن زعزعة هذه التقاربات الجغرافية، فليس من الصحيح التضحية بالاصيل الدائم (دول الجوار) من اجل الطارىء والمؤقت (القوات الاجنبية)، ومن هنا فلا يمكن شطب او محو اي دولة عن محيطها وقد حاول الطاغية صدام المقبور شطب جيرانه ومحوهم من الخريطة فقاد العراق والمنطقة الى اخطر المؤامرات دفع فواتيرها شعبنا.2- ان عملية التغيير الكبرى في التاسع من نيسان 2003 واسقاط النظام الصدامي كرس مخاوف لدى الشقيق العربي الرسمي خاصة طبيعة سيناريو التغيير الخارجي وما يمكن ان يتكرر في اكثر من بلد عربي او طبيعة التجربة الديمقراطية المنفتحة والحريات العامة في العراق ربما تستدعي تحريك المواطن العربي ضد حكوماته باتجاه التغيير والخلاص ، وما عزز هذه المخاوف هي التصريحات الامريكية المنفعلة المشحونة بنشوة التغيير الكبير في العراق بحسب ما اثاره زعماء البيت الابيض بان ما حصل في العراق سيكون نموذجاً لدول المنطقة وشعوبها وهو ما اعتبر رسالة خطيرة بتصدير التجربة العراقية الى الدول العربية. وهذه القناعة المترسخة في مرتكزات الوعي العربي الرسمي يمكن زعزعتها بسهولة ممن اقتضاه نبض الواقع وقوة الحقيقة التي شهدها العراق فان تكرار نموذج صدام مستبعد تماماً في المنطقة وهو ما يستبعد بالضرورة سيناريو التغيير لنظامه في المنطقة ، بالاضافة الى ان الولايات المتحدة الامريكية لم ولن تكرر تجربة التغيير في العراق بحسب عقلية الادارة الامريكية الحالية وهو ما افرزه التغيير العراقي من نتائج وتداعيات سيمنع الامريكيين من تكراره لو عاد التأريخ من جديد ما قبل التاسع من نيسان 2003.3- محاولات زعزعة النظام الديمقراطي الجديد في العراق لم تحقق اهدافها رغم الدعم اللامحدود الذي تلقاه الارهابيون من الدول (الشقيقة) واصبح هذا الخيار خياراً بائساً ويائساً وان صمود الشعب العراقي وحكمة مرجعياته وقياداته فوت على الاخرين محاولات عودة المعادلة السابقة واصبح من الصعب جداً التأثير سلباً على الواقع والشارع العراقي وامكانية اقناعه باخطاء التجربة الديمقراطية الجديدة مهما كانت المحاولات والتحديات والتهديدات. وبعد محاولات زعزعة التجربة العراقية الجديدة واعادة المعادلة السابقة عبر التدخلات السافرة ودعم الارهابيين أيقن اشقاؤنا فشل هذه المحاولات بتحقيق اهدافها وانه لا مجال امامهم الا بالتواصل مع العراق الجديد وايجاد قنوات دبلوماسية وسياسية لانتقاء خطاب سياسي منفتح بعيداً عن التشنجات والاتهامات والعنتريات التي يحلو لبعض الساسة العراقيين اطلاقها.4- ان سياسة التصعيد والتهديد ضد دول الجوار لا تجدي نفعاً ولن تجلب لنا سوى الدمار والاضرار والعزلة، ومحاولة ازدراء الواقع العربي الرسمي واستعدائه هي محاولات بائسة تضر اكثر مما تنفع بل لا تنفع مطلقاً، واما الخطاب المعتدل والمتوازن والقول اللين هي الذي يحقق غاياتنا المنشودة ولعل ابرز ما يمكن الاشارة اليه هو خطاب موسى عليه السلام واخوه هارون للفرعون بحسب التوجيه الالهي " إذهبا الى فرعون فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر او يخشى".5- مواجهة التحولات الديمقراطية الجديدة في العراق عبر افشال التجربة الجديدة واجهاض المشروع الديمقراطي عبر الدعم اللامحدود مع عصابات القاعدة الارهابية ليس هو الخيار الافضل والامثل للمتوجسين من هذه التجربة باعتبار ان هذا الخيار بدأ يائساً في تحقيق اهدافه واغراضه والخيار المطلوب والحتمي هو المواجهة الايجابية للتحولات الديمقراطية في العراق عبر الاصلاحات العربية الداخلية وايجاد قنوات او مصالحة مع الشعوب من اجل تفكيك الاحتقان الجماهيري التواق للممارسة الديمقراطية كما يحصل في مصر حالياً من اضطرابات ومخاضات لايجاد فسحة من التنفس الديمقراطي في هذا البلد العربي العريق. واما ان ينبري علينا العقيد معمر القذافي ليعلمنا دروس المواطنة ويتهم العراقيين بالعمالة وهو يحتفل بالذكرى الاربعين لسيطرته على السلطة في بلاده فهذا من المفارقات الخطيرة والرؤى الزائفة والخادعة.6- العراق الجديد يسعى لايجاد الشراكة الاقليمية المبنية على تمتين المصالح الاستراتيجية والامن الاقليمي والتعاون والتنسيق المشترك لمواجهة اخطار وتداعيات الفصام العربي وما يفرزه من تحالفات غير نزيهة بين مخابرات بعض البلدان العربية مع تنظيم القاعدة الارهابي من اجل تحقيق مصالح مشتركة لا تصب في مصلحة العراق وجيرانه.والشراكة الوطنية تستدعي الشراكة الاقليمية بالضرورة ولولا تأكيد الشراكة الوطنية فكراً وممارسة في العراق لما تسرب الاطمئنان والثقة الى الواقع الاقليمي والمحيط العربي الذي عاش قلقاً مشروعاً من التجاذبات الطائفية في العراق. ومن هنا فلابد من الانفتاح ومد جسور التفاهم مع المحيط العربي وخاصة الدول ذات النفوذ الكبير وتكريس الحوار والاصغاء للاخر وطمأنته دون توتير العلاقات وتسويق العنتريات والتصريحات المتشنجة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك