عماد الاخرس
القرار الأخير الذي نفذته مديرية شرطة ديالى بالتنسيق مع قائممقامية قضاء بعقوبة والخاص بإغلاق جميع معارض السيارات وورش التصليح غير المجازة المشيدة في مركز المدينة يستحق التضامن معه لأنه يرتبط بالجانب الأمني والازدحام المروري .. ولكن تبقى المحافظة بحاجه للمزيد من القرارات المرتبطة بالجانب الجمالي لها .. وهذا ما يتناوله المقال الجاري بعد أن أصبحت محلات المواد الإنشائية ببضائعها من الرمل والحصى والطابوق والحديد والسكراب تطوق مداخلها الرئيسية من كل جانب وورش تصليح السيارات المليئة بالدهون والزيوت تتوزع بين دورها السكنية وبما يجعلها كالمدينة المنكوبة التي أصابها الإعصار أو الزلزال ( لا سامح الله ) وفقدت كل معاني الجمال فيها وأصبح المواطن يشم رائحة الغبار والأتربة والقاذورات في أجوائها بدلا من رائحة القداح !!هذا هو حال مدينة البرتقال ولا عجب من ذلك بعد أن شاعت زراعة أكوام الحصى والرمل والاسمنت بدلا من أشجار البرتقال !! ومن المعروف بان جمالية أية مدينه في العالم تعكس نظافة أهلها وتخلق أجيالاً سليمة صحياً بينما المدينة القذرة تعكس وساخة أهلها و تتفشى فيها الأمراض والأوبئة .. فهل يخفى ذلك عن أهالي محافظة ديالى المعروفين بنظافتهم وحسهم وذوقهم الرفيع .. وهل يخفى عليهم أيضا أن اهتمام المواطن بجمالية مدينته تعكس حقيقة اهتمامه بجمالية ونظافة داره !! نعم .. علينا الاعتراف بان المحافظة قد عانت من سيطرة الإرهابيين الذين استهدفوا بمفخخاتهم وعبواتهم جمالية المدينة إضافة لقتل أهلها .. ولكن ليس لهؤلاء أية مقدره على تغيير الأذواق والأحاسيس الجمالية لدى البشر ولقد رحلوا إلى مزبلة التاريخ منذ أكثر من ثلاثة أعوام ومن غير رجعه .والسؤال المحير هو.. من المسئول عن غياب كل المعاني الجمالية للمحافظة ؟وبما لاشك فيه هو إن أصابع الاتهام ستوجه للمواطن والحكومة عند التفكير بالإجابة على السؤال أعلاه.عموما غاية مقالي ليس سرد العيوب وتوجيه الاتهامات بل مناشدة الطرفين ( المواطن والحكومة ) بضرورة تحمل كامل المسؤولية والمباشرة الفورية باستخدام كل الأساليب التي تساعد في الحفاظ على جمالية المدينة . بالنسبة للمواطن عليه .. أولا .. أن يكون حريصا وذا حس وذوق رفيع في الحفاظ على جمالية ونظافة مدينته وبقدر حفاظه على داره وبقناعه تامة بانعكاس ذلك ايجابيا على الجانب النفسي والروحي لأسرته والمجتمع بأكمله .. ثانيا .. أن يكون دقيقا وصائبا في اختياره المكان الذي يتناسب مع طبيعة عمله.. ثالثا .. أن يربى أبناؤه بالسير على خطى العالم المتحضر الذي يحاسب فيه أبناؤه صغيرهم قبل كبيرهم كل من يسبب إيذاء وضرر لبيئتهم التي يعيشون فيها .. رابعا.. أن يكون ذا إحساس بأهمية عودة رائحة القداح التي تريح النفس والأعصاب بدلا من رائحة الغبار والأتربة التي تجعلها في هياج وانفعال دائم.أما مجلس محافظة ديالى فعليه .. أولا .. القيام بكل المبادرات التي ترفع من مستوى الثقافة الصحية لدى المواطن ..ثانيا.. مراقبة المعنيين بتطبيق ضوابط التقسيم العمراني للمدينة والمحدد فيها مواقع الدور السكنية والأحياء الصناعية والمحلات التجارية وتوحيد ألوان كل منها.. ثالثا.. الاهتمام بالغطاء الخضري للمدينة والإكثار من أشجار البرتقال التي تعتبر رمزاً لها.. رابعا.. حماية الأنهار والجداول من التلوث وإعادة الحياة لهما .. خامسا .. العمل بجديه لإعادة الحياة للمدن الصناعية وتوفير الحماية لها لتصبح جاهزة وملائمة لنشاط ورش التصليح والتصنيع وتوفير الأماكن والساحات المناسبة للباعة المتجولين وإنقاذ الأرصفة منهم ومن غزو المحلات التجارية.. سادسا .. القضاء على الفساد الإداري والمالي الذي يقف عائقا أمام مشاريع الحفاظ على جمالية المدينة وفرض الغرامات المالية واللجوء للقوه عند الضرورة ضد المعارضين لها والتنسيق مع دوائر الكهرباء لقطع التيار الكهربائي عنهم.أخيرا تبقى الثقة موجودة وعالية بأهالي ديالى الكرام الغيورين الذين سيستجيبون لصرخات مدينتهم ويعيدون رائحة القداح لها لما في ذلك من دور كبير ونافع في تحسين الوضع الصحي والتربوي والجمالي لأسرهم والمجتمع كافه .
https://telegram.me/buratha