بقلم:فائز التميمي.
قد ننجح في بعض الأحيان الى التركيز على على بديهيات في الساحة صحيحة بحد ذاتها ولكن قد ما تخفيه تحتها أكثر أهمية أي أنها تخفي تحتها النية الأصلية. فالكل يكرر بديهية أن الدول العربية عامة والخليج خاصة لا تحب أن يكون الشيعة في واجهة الحكم في العراق أو غيره وهذه البديهية قديمة وليست جديدة ولكن لا تستطيع أن تفسر الصولة الخليجية المحمومة لأيصال أشخاص معينين الى السلطة في هذه الإنتخابات بالذات وليس غيرها وصحيح ايضاً أن البعثيين يحاولون الوصول الى السلطة ولكن لماذا محاولة العودة المحمومة في هذه الإنتخابات بدعم أمريكي أوربي عربي لاحدود له؟؟
عندما إستفاق عبد الناصر بعد حرب 1967م من غفلته فإنه بدا شخصاً آخر في تعامله مع قضية إحتلال سيناء أو قل الحرب المحدودة أو الواسعة مع إسرائيل فلم يعد المهرج وبدأ يعمل بصمت وبدات حرب الإستنزاف وبلغت أوجها في عام 1968م في نفس الوقت كان لمعركة الكرامة في أوائل عام 1968م اثر في تنبيه إسرائيل الى تغير ميزان القوى ولو بشكل بسيط فمثلاً حرب الإستنزاف مرهقة لإسرائيل التي تعلمت على الحروب الخاطفة وتمرد قائد في الجيش الأردني هو مشهور حديثة وأمر بقصف مدفعي للقوات الإسرائيلية المتقدمة الى الكرامة وهزمها بدون أمر ملكي هذين الحادثين كانا سبباً لان تسارع أمريكا والغرب بالإتيان بحزب البعث الذي ما أن أتى حتى بدأ بالتآمر على الفلسطينيين تارة عبر منظمة مشبوهة سماها جبهة التحرير العربية ثم توالت تصفيات ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية حتى أن ياسر عرفات مرة خطب وقال: يا بغداد ثوري ثوري خلي البكر يلحق نوري!!.وكذلك لم يحيد عمل الجيش العراقي في الأردن بل شارك في محاصرة الفلسطينيين وبدأ ذراع البعث تمتد الى لبنان ليقف طوال مدة حكمه مع الأنعزاليين ضد الحركة الوطنية.ولما جاء السادات وعقد معاهدة كامب ديفيد كافاءه البعث بقبول آلاف المصريين في العراق وإعطائهم حقوق أعلى من حقوق العراقيين. علما بأنه لايستبعد البعض إنّ ناصر قد قُتل ولم يموت موتة طبيعية.ومنذ عام 2006م وخروج إسرائيل ودول عربية متحالفة معها من معركة لبنان دون تحقيق أي هدف وربط قوة المقاومة اللبنانية بإيران وفشل محادثات التسوية مع الدول العربية ومع الفلسطينيين باتت إسرائيل بحاجة الى أن تقوض القوة الإيرانية المتنامية وهذا بدوره يقوض المقاومة اللبنانية والفلسطينية. وقد وجدوا معظم الدول العربية تقف معها بحماس ومن دون تحفظ لضرب إيران بحجة القنبلة الذرية ولكن المشكلة أن كل من أمريكا والغرب غير متحمسين للضربة لا حباً بإيران بل لتورطهم في افغانستان ومعرفتهم بعواقب حرب أخرى . أما إسرائيل فإنها لو قصفت إيران فهي تخشى أن تتطور الأمور بحيث لا تستطيع السيطرة على الحرب وقديسبب تهديداً جديا لها . ما الحل؟؟ الحل في العراق أن يأتي حكم مهمته الأولى والأخيرة إعلان حرب على إيران وعندئذ سيكون من الصعوبة على إيران ضرب غسرائيل بينما يستطيع العراق ضرب المفاعل وكل المرافق الحيوية بخبرة أجنبية من دون تدخل إسرائيل مباشرة. إذن إسرائيل متضايقة جداً وهي تلهث وراء تغيير الأمر في العراق باي شكل لذلك فإنه من المتوقع تسريع الضغط على الاطراف لتسليم الوجوه الطائفية ( ولا يشترط أن تكون بعثية) الحكم لإفتعال أزمة مع إيران. لذلك فإن الإصطفاف لم يكن طائفياً بمعنى أنه سني وشيعي بل هو فرز معسكرين أحدهما مستعد للمغامرة والحرب ولو بدافع طائفي والآخر يفكر في بناء الدولة ومن يرجع الى كلام المرحوم أبوريشة مع بوش فهو يتعهد له صراحة بأنه مستعد لحرب إيران( أرجع الى أرشيف العربية عن المرحوم أبو ريشة). فإذا فشل المسعى عبر مفوضية الإنتخابات سيلجأون الى الإغتيالات للرموز المؤثرة والتي تقف عثرة في سبيل وصول معسكر الحرب الى الحكم. لذلك ليس من مصلحة الغرب وإسرائيل أن تبقى الأمور معلقة يبقى هنالك حل آخر هو عبر الإنقلاب وهو قد ينجح بدخول جيوش عربية في اللعبة.وقد لا يعلم الكثير من بعض أعضاء إحدى القوائم الإنتخابية حقيقة الأمر بل ربما حتى زعيم تلك القائمة غير قادر على تحقيق المهمة لأانه الظاهر يحب فقط الرئاسة فحسب فمن السهولة إغتياله والتخلص منه ليكون رئيس وزراء آخر أما أن يفرض بالقوة أو أن يحل رئيس البرلمان محله لذلك فإن شخصية رئيس البرلمان ستكون أهم من شخصية رئيس الوزراء من حيث القدرة على إدارة ملف الحرب القادمة.أنهم متضايقون جداً وهم يسابقون الريح للوصول الى الهدف ونحن لا زلنا مثل السلحفاة نتحرك ونقرأ قراءة خاطئة للاحداث ببديهيات صحيحة!!.
https://telegram.me/buratha