ابو هاني الشمري
القائمة العراقية التي دخلت ساحة السياسة العراقية وصعد نجمها بقدرة قادر بين قوائم لها وزنها وجماهيريتها .. وضعت الكثير من علامات الاستفهام والتساؤل المشروع الذي يطرح من مختلف الناس بشتى توجهاتهم.فبين مشككين بنتيجة الانتخابات التي لم تغلق صناديقها ليعلن قادة هذه الكتلة فوزهم الساحق وشربهم نخب الفوز حتى الثمالة رغم استهجان وسخرية الناس لذلك الاعلان الذي صدر حينها وكأنهم علموا به مسبقا من خلال علم الغيب او التنجيم او ان (فتاح فال) اخبرهم بالنتيجة قبل حدوثها ... وبين مساندين لتلك القائمة هربا من حكومة لم تقدم لهم طوال اربع سنوات غير الوعود والكلام و(خل ياكلون بجال خالهم) والناس تستغيث من سوء الخدمات في كل شئ والفساد ينخر في دوائر ومؤسسات البلد ...وبين شامتين ممن لم يعجبهم سقوط هبل وتحول العراق بشكل جذري نحو بناء مؤسسة قد تحدث تغييرا شاملا على ارض العرب من المحيط الى الخليج ..بين كل هؤلاء وبعد فرز النتائج وعدّها حسبما تشتهيه الفئتين الاخيرتين ظهرت هذه القائمة وهي تزهو بأنها الفائزة التي لامجال للقوائم الاخرى الا الخضوع وفسح المجال لها لتشكيل الحكومة التي ستكون مقاساتها بالتمام والكمال كما ارادتها الدول الداعمة لتلك القائمة والتي لم يستحٍ قادتها من القيام بجولاتهم المكوكية قبل الانتخابات الى تلك الدول الداعمة لهم ماديا ومعنويا ولوجستيا رغم ان بعضهم لم يحضر الى العراق طيلة السنوات الماضية الا اياما قليلة لم تتجاوز اصابع اليد الواحدة ... منذ الايام الاولى لاعلان النتائج عرفت القائمة العراقية انها لن تستطيع ان تتحالف مع اغلب القوائم الكبيرة لاعتبارات عديدة اولها واهمها انها تضم بين ثناياها شخصيات آذت العراق وشعبه وتسترت تحت خيمة الحصانة وفلتت من العقاب وهذه الشخصيات لم تزل موجودة ومدعومة من قبل بقايا البعث وبعض الحاقدين على الحكومة الحالية اضافة الى دول الجوار العروبي .. الامر الآخر هو انها قائمة طائفية بامتياز تمثل جهة معروفة لدى ابناء العراق ومن خلال نظرة فاحصة الى مكوناتها يمكن الوصول الى هذه النتيجة بكل سهولة رغم كل التطبيل الاعلامي الذي يحاول سلخ هذه الصفة عنها بل ان هذه القائمة مخترقة بلا شك من قبل تنظيمات حزب البعث ودليلنا على ذلك هو وجود تكتل صالح المطلك (الحوار) وظافر العاني(تجمع المستقبل) وغيرها من الشخصيات البعثية المعروفة للجميع ... وسبب تجمع هؤلاء بهذه القائمة وتحت راية اياد علاوي لان هذا الشخص رفع شعار عدم محاسبة البعثيين وعدم حل الجيش السابق وتحجيم هيئة المسائلة والعدالة وهذه النقاط تعتبر من اهم الاشياء التي يطمحون للوصول اليها لانها وببساطة اسهل الطرق للعودة الى حكم العراق رغم ان الحكومة الحالية قد اعادت الكثير من البعثيين وقادة الجيش السابق الى اعمالهم ولكن ذلك بنظرهم غير كافي مادامت هناك قوانين في الدستور العراقي تحضر على افراد حزب البعث العمل السياسي داخل البلد .. لهذا فأنهم وجدوا في اياد علاوي فرصة نادرة لتحقيق مآربهم اذا صعد الى السلطة وهيأ لهم الوسيلة الضرورية لتحجيم هيئة المسائلة والعدالة وايقاف اجتثاث البعث ومن ثم التحرك نحو الدستور لتغيير بعض الفقرات التي لاتتماشى ونهجهم.اذن فقد اصطدمت هذه القائمة بحقيقة مفادها ان لاحظ لها في رئاسة الوزارة رغم ان اعلان السيد عمار الحكيم لمشروع حكومة الشراكة الوطنية جاء لهم لينتشلهم من الورطة التي اصطدموا بها بعد معرفتهم الحقيقة منذ اللحظة الاولى لاعلان النتائج وحينما صرحت القوائم الكردية بأن التحالف مع قائمة علاوي هو انتحار سياسي لوجود شخصيات متشدده فيها وغير مرغوبة .. وكذلك الفيتو الغير معلن لقيادات الائتلاف والقانون والذي يعرفه قادة العراقية على شخصيات بارزة فيها من الترشيح لمناصب سيادية بسبب تطرفهم وعنصريتهم!!.اغلب الكتل المنضوية تحت راية القائمة العراقية لايجمع بينها رابط مشترك ... ومن خلال نظرة واقعية لتلك الكتل سنصل الى نتيجة سريعه الى ان هذه القائمة سوف تتفكك إن لم يكن قبل موعد اعلان الحكومة فبلا شك لن يمر شهر بعد اعلان الحكومة الا ونرى انسحاب بعض الكتل منها ... واحتمال انهيارها وتفككها قبل اعلان الحكومة القادمة هو الاقرب الى المنطق لكون قادة هذه القائمة هم من اللاهثين وراء الكراسي .. وتصريحاتهم تفضح سرائرهم فما ان اعلنت النتائج حتى صرخ رئيس قائمة تجديد بأنه يطمح لرئاسة الجمهورية ... ومن مراقبة افعاله طوال السنين الماضية يمكننا ان نعرف انه كان يسخر كل الموارد المتاحة لخدمة غرضه الذي يوصله الى سدة الحكم في البلد!.اما رئيس القائمة اياد علاوي فهو لم يألو جهدا في اظهار رغبته في رئاسة الوزراء منذ اللحظة الاولى التي فقدها في الانتخابات الماضية ليخرج من العراق لسنوات اربع تحرك خلالها بشكل محموم بين الدول العربانية والاجنبية الداعمة لنهجه عله يصل مبغاه.اما النجيفى رئيس قائمة (تجمع عراقيون) والذي حصد اغلب اصوات الموصل !! فقد حول الموصل الى محمية بعثية طبيعية لعائلة النجيفى بعد ان تربع على عرش محافظتها اثيل النجيفي .. فلا غرابة ان يحصد جل اصواتها ولا غرابة ان تكون هناك عمليات تطهير الاعشاش وابادة للاقليات المسيحية واليزيدية والشبك .. وشخصية مثل اسامة النجيفي لابد وان يكون طامحا للحصول على احد المناصب السيادية بكل ما أوتي من قوة.هذه بعض من الشخصيات الكبيرة التي يمكن تشبيهها بالحيتان التي تحاول ان تبتلع كل من يقف في طريقها نحو عرش السلطة ..والآن ماهو موقف القوائم الصغيرة التي انضوت تحت خيمة القائمة العراقية كقائمة عبد الكريم ماهود والجبهة التركمانية والحركة الوطنية للاصلاح والتنمية وغيرها من المكونات التي سوف لن يكون لها نصيب بين الحيتان التي اشرنا اليها اضافة الى بعض الشخصيات الوطنية التي استغفلتها الشعارات البراقة لتلك القائمة فانضوت تحتها ولكنها اليوم تجد نفسها محشورة في زاوية التصريحات المتشنجة لقادة العراقية والتي تنذر بالويل والثبور ان لم يكونوا هم من يترأس الحكومة ضاربين بعرض الحائط قرار المحكمة العليا بأن التكتل الاكبر هو من سيشكل الحكومة (وهي واحدة من تلك البوادر التي تشير الى ان هذه القائمة لاتحترم قانون ولا دستور!!) ... هؤلاء بدأوا يشعرون بحجم الخطأ الذي ارتكبوه وهم عاجلا او آجلا سيعلنون انفصالهم وبرائتهم من هذه القائمة كما حدث في السابق حينما اعلن الكثير من شخصياتها السابقين انشقاقهم عليها وابتعادهم عنها بعدما رأوه من افعال لقادتها تناقض برنامجها المعلن كمهدي الحافظ ووائل عبد اللطيف وصفية السهيل ليعودوا الى مكانهم الطبيعي بين القوائم الوطنية والتي من خلالها يمكنهم خدمة العراق واهله. ونحن اليوم ننتظر اعلان تلك الشخصيات الجديدة والخيرة والتي نرجوا منها ان تعلن انسحابها ودخولها في تحالف وطني يخدم العراق واهله ولا يخدم مخططات اتى بها قادة هذه القائمة من خارج الحدود.. وليكون هؤلاء الخيرين جزء من حكومة الشراكة الوطنية التي يُنادى بها اليوم لادارة العراق.
https://telegram.me/buratha